
أظهر استطلاع جديد للرأي أجراه معهد "غالوب"، انخفاض دعم الأميركيين للحرب الإسرائيلية على غزة بشكل كبير، إذ انخفض دعم الأميركيين للحرب من نحو 50% عند اندلاعها في أكتوبر 2023، إلى 32% فقط حالياً، وفق ما نقلت وكالة "أسوشيتد برس".
وبين الاستطلاع الجديد أن حوالي نصف البالغين في الولايات المتحدة لديهم الآن وجهة نظر غير مؤيدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو أعلى تصنيف سلبي حصل عليه منذ إدراجه لأول مرة في استطلاع غالوب عام 1997.
وأُجري الاستطلاع في الفترة من 7 إلى 21 يوليو، بينما أدت المجاعة في غزة إلى انتقادات دولية لقرار إسرائيل بتقييد المساعدات الغذائية.
وتُبرز النتائج التراجع الكبير في دعم الحكومة الإسرائيلية داخل الولايات المتحدة.
ويُعزى هذا الاستياء المتزايد إلى الديمقراطيين والمستقلين، الذين أصبحوا أقل تأييداً لأفعال إسرائيل، مما كانوا عليه في نوفمبر 2023، بعد أسابيع من اندلاع الحرب وتوسيع إسرائيل لنطاق هجومها البري على غزة.
ومن ناحية أخرى، يظل الجمهوريون داعمين إلى حد كبير للأعمال العسكرية الإسرائيلية ولنتنياهو.
تغير في التأييد
وأظهر استطلاع جديد للرأي، أن نحو 6 من كل 10 بالغين في الولايات المتحدة، يرفضون العمليات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل في غزة، وهي نسبة توازي 60%، ارتفاعاً من 45% فقط في نوفمبر 2023.
ووفقاً لاستطلاع "غالوب"، فإن تأييد الحرب في تراجع منذ فترة في الداخل الأميركي، ففي مارس 2024، أبدى حوالي نصف البالغين الأميركيين رفضهم لحرب إسرائيل على غزة.
وفي انخفاض جديد، قال 8% فقط من الديمقراطيين وربع المستقلين إنهم "يوافقون الآن على الحملة العسكرية الإسرائيلية".
ويُعزى جزءٌ من هذا التراجع إلى التغيير في الإدارة، فبينما واجه الرئيس السابق جو بايدن معارضةً شديدةً من زملائه الديمقراطيين بشأن تعامله مع الحرب على غزة، فإنهم قد يكونون أكثر إحباطاً من نهج ترمب، الجمهوري.
ويعتبر الشباب أيضاً أكثر ميلاً لاستنكار أفعال إسرائيل، إذ إن حوالي واحد فقط من كل عشرة بالغين دون سن الخامسة والثلاثين، يُعرب عن موافقته على "الخيارات العسكرية الإسرائيلية في غزة"، مقارنةً بنحو نصف من يبلغون من العمر 55 عاماً أو أكثر.
وقالت ميجان برينان، كبيرة محرري "غالوب"، إن الأرقام الأخيرة تعكس الانقسام الحزبي المستمر، فرغم تزايد استياء الديمقراطيين من الحرب على غزة، لا يزال الجمهوريون داعمين لها.
وأضافت برينان: "شهدنا هذا الانخفاض في التأييد منذ الخريف الماضي، ويعود ذلك أساساً إلى الديمقراطيين والمستقلين، لا يزال الجمهوريون على استعداد للتمسك بهذا الوضع في الوقت الحالي".
شعبية نتنياهو
كما أصبحت وجهات النظر تجاه نتنياهو أقل إيجابية خلال السنوات القليلة الماضية، إذ أصبح المزيد من الناس ينظرون إليه بشكل سلبي أكثر من النظر إليه بشكل إيجابي في القياسات التي اتخذت منذ بدء الحرب في غزة.
وفي الاستطلاع الجديد، الذي تزامن مع زيارة نتنياهو الأخيرة إلى الولايات المتحدة، أصبح لدى نحو 52% من البالغين في الولايات المتحدة، وجهة نظر غير جيدة عن نتنياهو.
إذ ينظر فقط 29% إليه بشكل إيجابي، بينما حوالي 2 من كل 10 إما لم يسمعوا عنه أو ليس لديهم رأي.
وهذا التغيير، وإن لم يكن جذرياً، منذ ديسمبر 2023، عندما كان لدى 47% من البالغين الأميركيين رأي سلبي تجاه نتنياهو، بينما كان لدى 33% رأي إيجابي، لكنه عكس ما كان عليه الحال في أبريل 2019، عندما كانت نسبة البالغين الأميركيين الذين ينظرون إليه بإيجابية أكبر من نسبة نظرائهم ذوي النظرة السلبية.
ولدى الجمهوريين نظرة إيجابية تجاه نتنياهو، أكثر بكثير من الديمقراطيين والمستقلين، إذ أن حوالي ثلثي الجمهوريين ينظرون إليه بإيجابية، وهو ما يتماشى مع العام الماضي، ويشاركهم الرأي حوالي واحد من كل عشرة ديمقراطيين، واثنان من كل عشرة مستقلين.
وقال برينان: "هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها أغلبيةً من الأميركيين يحملون نظرةً سلبيةً تجاهه، جميع هذه الأسئلة في هذا الاستطلاع تُظهر لنا نفس الصورة تقريباً، وهي صورة سيئة للحكومة الإسرائيلية في الوقت الحالي".
التعامل مع إسرائيل
وأظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة "أسوشيتد برس" و"نورك" في يوليو، أن أكثر من نصف البالغين في الولايات المتحدة 55%، لا يوافقون على تعامل ترمب مع الوضع في الشرق الأوسط، لكن الصراع لم يُثقل كاهل ترمب، بقدر ما أثقل كاهل بايدن، الذي شهد انقساماً في صفوف الديمقراطيين بشأن هذه القضية.
ويعود ذلك إلى الدعم القوي الذي يحظى به ترمب من قاعدته الانتخابية في هذه القضية، الذي انعكس أيضاً في استمرار موافقة الجمهوريين على العمليات العسكرية الإسرائيلية، إذ يُؤيد حوالي 8 من كل 10 جمهوريين تعامل ترمب مع الوضع في الشرق الأوسط.
في المقابل، لم يُؤيد سوى 4 من كل 10 ديمقراطيين تعامل بايدن مع الحرب في الصيف الماضي، قبيل انسحابه من السباق الرئاسي.
وفي استطلاع للرأي، أجرته وكالة "أسوشيتد برس" ومؤسسة "نورك" في شهر مارس الماضي، كان الجمهوريون أكثر ميلاً بشكل كبير من الديمقراطيين والمستقلين إلى القول إنهم "يتعاطفون مع الإسرائيليين أكثر من تعاطفهم مع الفلسطينيين في الصراع".
وبينما كان الأميركيون بشكل عام أكثر ميلاً إلى القول إنه من "البالغ" أو "البالغ الأهمية" بالنسبة للولايات المتحدة أن "تقدم الإغاثة الإنسانية للفلسطينيين في غزة مقارنة بالقول الشيء نفسه عن تقديم المساعدات للجيش الإسرائيلي".
وقال الجمهوريون العكس، حيث رأى عدد أكبر منهم أن "المساعدات العسكرية لإسرائيل لها أولوية أعلى من تقديم الإغاثة الإنسانية للفلسطينيين في غزة".