
حث الرئيس اللبناني جوزاف عون، الخميس، الأطراف اللبنانية على أن تقتنص الفرصة لتسليم السلاح "اليوم قبل غد"، داعياً "حزب الله" والأطراف السياسية الأخرى إلى دعم حصر السلاح بيد الجيش، وذلك في ظل تزايد ضغوط واشنطن على الجماعة لإلقاء سلاحها، داعياً "الدول الصديقة" إلى مساعدة جيش بلاده بـ 10 مليارات دولار، بمعدل مليار واحد سنوياً.
وذكر عون الذي كان يتحدث من مقر وزارة الدفاع اللبنانية في كلمة بمناسبة عيد الجيش، أن "الجانب الأميركي كان قد عرض علينا مجموعة أفكار سنطرحها على مجلس الوزراء".
وقال: "الجانبُ الأميركي (كان) قد عرض علينا مسودّةَ أفكار، أجرينا عليها تعديلات جوهرية، ستطرح على مجلس الوزراء مطلع الأسبوع المقبل وفق الأصول، ولتحديد المراحل الزمنية لتنفيذها".
وأضاف حسبما نقلت عنه الوكالة اللبنانية للإعلام، أن لبنان طلب "وقفاً فورياً للاعتداءات الاسرائيلية، وانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، وتسليم سلاح حزب الله إلى الجيش اللبناني".
وتابع أن المطالب تشمل كذلك "تأمين مليار دولار سنوياً ولفترة عشر سنوات للجيش من الدول الصديقة، وترسيم الحدود البرية مع سوريا بمساعدة الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية، ومكافحة التهريب والمخدرات".
واعتبر الرئيس اللبناني، أن هذه المطالب تشكل "أهم بنود المذكرة التي حددنا عناوينها لقطع الطريق على إسرائيل".
ضغوط أميركية
وتجري واشنطن وبيروت محادثات منذ نحو ستة أسابيع بشأن خارطة طريق أميركية لنزع سلاح "حزب الله" بالكامل مقابل إنهاء إسرائيل غاراتها وسحب قواتها من خمسة مواقع في جنوب لبنان.
وكثفت الولايات المتحدة ضغوطها على الحكومة اللبنانية من أجل اتخاذ خطوات لإزالة ترسانة "حزب الله" من الأسلحة.
وتلقى "حزب الله" ضربات موجعة للغاية في الحرب مع إسرائيل العام الماضي، والتي قضت على معظم قياداته وأودت بحياة الآلاف من مقاتليه.
ونقلت "رويترز" عن خمسة مصادر مطلعة قولها، إن واشنطن تضغط الآن على لبنان لإصدار قرار رسمي من مجلس الوزراء هناك، يلتزم بنزع سلاح "حزب الله" قبل استئناف المحادثات بشأن وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في البلاد.
وأعلن "حزب الله" رفضه تسليم ترسانته بالكامل، لكنه يدرس سراً تقليصها، حسبما تقول "رويترز".
وأبلغت الجماعة، التي تصنفها الولايات المتحدة والكثير من الدول الغربية "منظمة إرهابية"، المسؤولين اللبنانيين، بأنه على إسرائيل أن تتخذ الخطوة الأولى بسحب قواتها ووقف غارات الطائرات المسيرة على مسلحي الجماعة ومستودعات الأسلحة التابعة لها.
"حزب الله" يتمسك بالسلاح
وكان الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم، قد قال، إن الدعوات التي تطالب جماعته بإلقاء سلاحها لا تخدم سوى إسرائيل، واعتبر أن كل من يطالب بذلك، فهو "يخدم المشروع الإسرائيلي".
وذكر قاسم في كلمة تلفزيونية: "كل من يطالب اليوم بتسليم السلاح، داخلياً أو خارجياً أو عربياً أو دولياً، فهو يخدم المشروع الإسرائيلي (..) لن نقبل بأن يكون لبنان ملحقاً بإسرائيل".
وأضاف: "أميركا تقول سلموا الصواريخ والطيران المسير، وباراك قال إن هذا السلاح يخيف إسرائيل.. إسرائيل تريد أمنها، أي أن الأميركي يريد السلاح من أجل إسرائيل"، في إشارة إلى المبعوث الأميركي الخاص توماس باراك.
وتابع: "لن تستطيع إسرائيل أن تهزمنا ولن تستطيع إسرائيل أن تأخذ لبنان رهينة ما دام فينا نفس حي".
وفي أوائل يوليو الجاري، اجتمع باراك مع مسؤولين لبنانيين في بيروت، لمناقشة اقتراح نزع السلاح. ويسعى المقترح إلى نزع سلاح "حزب الله" بالكامل في غضون أربعة أشهر مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية التي تحتل مواقع عدة في جنوب لبنان ووقف الغارات الجوية الإسرائيلية.
ويتعرض "حزب الله" لضغوط في الأشهر الماضية داخل لبنان ومن واشنطن، للتخلي عن سلاحه بالكامل.