
اعتبر الممثل التجاري الأميركي جيمسون جرير، أن المحادثات التجارية مع الصين كانت إيجابية، مشيراً إلى أن الجانبين يعملان حالياً على بعض المسائل الفنية العالقة.
وذكر جرير في برنامج "Face the Nation" على شبكة CBS News الأميركية، أن المناقشات الجارية تجري على مستوى الموظفين، وأوضح أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أجرى محادثات مع نظيره الصيني شي جين بينج.
وقال الممثل التجاري الأميركي: "نعمل على حل بعض المسائل الفنية، ونتحدث مع الرئيس حولها، وأعتقد أن الأمور تسير في اتجاه إيجابي"، مضيفاً: "لن أستبق الرئيس، ولكن لا أعتقد أن أحداً يرغب في عودة الرسوم الجمركية إلى 84%".
وأضاف جرير أن المحادثات ركزت بشكل أساسي على المعادن النادرة، وشدد على أن الولايات المتحدة تركز على ضمان تدفق المواد المغناطيسية من الصين إلى الولايات المتحدة وسلاسل التوريد المرتبطة بها بحرية كما كانت عليه قبل فرض الرقابة.
واعتبر في هذا الصدد أن المحادثات "قطعت نصف الطريق تقريباً".
والأسبوع الماضي، اختتم كبار المفاوضين الصينيين والأميركيين جولة جديدة من محادثات التجارة في ستوكهولم بالسويد، اتفق خلالها الجانبان على السعي لتمديد هدنة جمركية 90 يوماً تسنى التوصل إليها في مايو.
وفي وقت لاحق من الأسبوع، أجرى وفد من ممثلي شركات أميركية منهم مسؤولون تنفيذيون من "جولدمان ساكس" وبوينج وأبل، زيارة إلى الصين، حيث التقوا بوزراء التجارة والصناعة هناك.
سلاسل التوريد في مرمى الاضطرابات
وتواجه الصين موعداً نهائياً في 12 أغسطس للتوصل إلى اتفاق دائم بشأن الرسوم الجمركية مع إدارة ترمب، بعدما توصل البلدان إلى اتفاقات أولية في مايو ويونيو لإنهاء تبادلهما فرض رسوم جمركية ووقف تصدير المعادن الأرضية النادرة في تصعيد استمر لأسابيع.
وبدون التوصل إلى اتفاق، قد تواجه سلاسل التوريد العالمية تجدد الاضطرابات مع عودة الرسوم الأميركية إلى مستويات في خانة المئات، وهو ما قد يؤدي إلى حظر للتجارة الثنائية.
وجاءت محادثات ستوكهولم في أعقاب أكبر اتفاق تجاري لترمب حتى الآن والذي أبرمه مع الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي، حيث فرض رسوماً جمركية 15% على معظم صادرات التكتل من السلع إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك السيارات.
كما ستشتري الكتلة الأوروبية ما قيمته 750 مليار دولار من الطاقة الأميركية وستضخ استثمارات في الولايات المتحدة بقيمة 600 مليار دولار في السنوات المقبلة.
ومن غير المتوقع حدوث انفراجة مماثلة في المحادثات بين الولايات المتحدة والصين، لكن محللين في مجال التجارة قالوا إن من المحتمل الاتفاق على تمديد آخر لمدة 90 يوماً لهدنة الرسوم الجمركية وضوابط التصدير التي تم التوصل إليها في منتصف مايو.
ومن شأن هذا التمديد أن يمنع المزيد من التصعيد ويسهل التخطيط لاجتماع محتمل بين ترمب ونظيره الصيني شي جين بينج.
وتستعد إدارة ترمب لفرض رسوم جمركية جديدة على قطاعات معينة ستؤثر على الصين في غضون أسابيع، ومنها رسوم على أشباه الموصلات والأدوية ورافعات الحاويات وغيرها من المنتجات.
وذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" الاثنين الماضي أن الولايات المتحدة أوقفت القيود المفروضة على صادرات التكنولوجيا إلى الصين لتجنب تعطيل المحادثات التجارية مع بكين، ودعم جهود ترمب الرامية لترتيب اجتماع مع شي هذا العام.
لقاء قمة محتمل
وجاءت هذه الزيارة في الوقت الذي تعمل فيه بكين وواشنطن على عقد قمة بين زعيمي البلدين في وقت لاحق من هذا العام، ربما بالتزامن مع منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في كوريا الجنوبية من 26 أكتوبر إلى أول نوفمبر.
وقال ترمب، الثلاثاء الماضي، إنه لا يسعى إلى عقد قمة مع نظيره الصيني، لكنه أضاف أنه قد يزور الصين بناء على دعوة من شي، والتي قال ترمب إنها وُجهت إليه.
وذكر عبر منصته "تروث سوشيال": "قد أذهب إلى الصين، لكن لن يكون ذلك إلا بناءً على دعوة من الرئيس شي، والتي تم توجيهها رسمياً... وإلّا فلن أهتم".
وفي حال انعقاد مثل هذه القمة، فإنها ستكون أول لقاء مباشر بين الاثنين منذ بدء الولاية الرئاسية الثانية لترمب، في وقت لا يزال فيه التوتر التجاري والأمني بين القوتين العظميين المتنافستين يتصاعد.
ومن المرجح أن يؤثر أي تصعيد جديد للرسوم الجمركية وقيود التصدير على خطط عقد اجتماع مع شي.