روسيا: لم نعد ملزمين بوقف نشر الصواريخ الأرضية متوسطة وقصيرة المدى

موسكو: الناتو لم يستجب لدعواتنا.. وسنحدد ردنا بناءً على مدى انتشار الصواريخ الأميركية في أوروبا

time reading iconدقائق القراءة - 5
مركبات تحمل أنظمة صواريخ روسية من طراز S-400 تسير قبل عرض عسكري في موسكو. 2 مايو 2024 - REUTERS
مركبات تحمل أنظمة صواريخ روسية من طراز S-400 تسير قبل عرض عسكري في موسكو. 2 مايو 2024 - REUTERS
دبي -الشرق

قالت وزارة الخارجية الروسية الاثنين، إن موسكو لم تعد تعتبر نفسها ملزمة بوقف نشر الصواريخ الأرضية متوسطة وقصيرة المدى (INF)، معتبرة أن الظروف التي كانت تسمح بالوقف الأحادي لنشر هذه الصواريخ "انتهت"، وفقاً لما نقلته وكالة "تاس" الروسية الرسمية.

وأضافت الخارجية الروسية في بيان أن القيادة الروسية ستتخذ قراراتها بشأن معايير إجراءات الرد بناءً على تحليل حجم انتشار الصواريخ الأميركية والأوروبية متوسطة وقصيرة المدى (INF)".

وقالت إن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، "لم يستجب لدعوتنا لإعلان وقف متبادل لنشر أنظمة الأسلحة المحظورة".

وأشارت الوزارة في بيانها إلى نشر الحلف لصواريخ متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا، واعتبرت أن الخطوة "تشكل تهديداً مباشراً لأمن روسيا، مما يستدعي اتخاذ تدابير من الجانب الروسي".

وقالت الوزارة في بيانها: "نظراً لتجاهل التحذيرات المتكررة التي أطلقناها، واستمرار تطور الوضع نحو نشر فعلي لصواريخ أميركية أرضية متوسطة المدى في أوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، فإن وزارة الخارجية الروسية تعتبر أن الظروف التي سمحت بالحفاظ على الوقف الأحادي الجانب لنشر أسلحة مماثلة لم تعد قائمة. وبناءً عليه، فإن الاتحاد الروسي لم يعد يرى نفسه ملزماً بالقيود الذاتية التي كان قد تبناها سابقاً".

وأوضحت الوزارة أن القرارات المتعلقة بمعايير الرد الروسي "ستُتخذ من قبل القيادة الروسية، بناءً على تحليل مدى انتشار الصواريخ الأميركية والغربية الأخرى من الفئة نفسها".

وأضافت أن تدابير الرد الروسي سيتم تحديدها من قبل قيادة الاتحاد الروسي "استناداً إلى تحليل مشترك بين الهيئات المختصة لمدى انتشار الصواريخ الأميركية وغيرها من الصواريخ الغربية متوسطة وقصيرة المدى التي تُطلق من البر، بالإضافة إلى التطورات العامة في مجال الأمن الدولي والاستقرار الاستراتيجي".

معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى

ونصت معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى (INF) التي وُقعت عام 1987 بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي (حينها)، على الاستبعاد التام لجميع الصواريخ الباليستية وصواريخ الكروز النووية والتقليدية التي تُطلق من البر، والتي يتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر، وفقاً لمنظمة الحد من التسلح.

ومثّلت هذه المعاهدة سابقة في العلاقات بين القوتين العظميين، إذ كانت المرة الأولى التي توافقان فيها على تقليص ترسانتيهما النوويتين، وإلغاء فئة كاملة من الأسلحة النووية، بالإضافة إلى اعتماد آليات تحقق غير مسبوقة شملت عمليات تفتيش ميدانية واسعة.

وبموجب هذه المعاهدة، قامت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بتدمير ما مجموعه 2,692 صاروخاً قصيراً ومتوسطاً وبعيد المدى بحلول الموعد النهائي لتنفيذ بنود الاتفاقية في الأول من يونيو 1991.

واتهمت الولايات المتحدة روسيا لأول مرة في تقرير الامتثال الصادر عنها في يوليو 2014، بانتهاك التزاماتها بموجب المعاهدة، من خلال امتلاك أو إنتاج أو اختبار صاروخ كروز يُطلق من البر ويبلغ مداه بين 500 و5500 كيلومتر، أو من خلال امتلاك أو إنتاج منصات إطلاق لمثل هذه الصواريخ.

وكررت الخارجية الأميركية هذه الاتهامات في تقاريرها اللاحقة للأعوام 2015، 2016، 2017، و2018.

وفي 2 أغسطس 2019، انسحبت الولايات المتحدة رسمياً من المعاهدة.

"تجاهل تحذيرات روسيا والصين"

ولوحت موسكو في ديسمبر الماضي، بالتخلي عن قيود نشر الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى، إذ قال وزير الخارجية سيرجي لافروف في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، إن بلاده ستضطر إلى التخلي عن الوقف الاختياري الأحادي الجانب لنشر الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى التي تطلق من البر، ملقياً باللوم على "شروع الولايات المتحدة في نشر مثل هذه الأسلحة"، وتجاهل تحذيرات موسكو وبكين.

وأضاف لافروف: "من الواضح اليوم، على سبيل المثال، أن وقفنا الاختياري لنشر الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، غير قابل للاستمرار عملياً، ويجب التخلي عنه".

وتابع: "تجاهلت الولايات المتحدة، بغطرسة، تحذيرات روسيا والصين، وانتقلت عملياً إلى نشر أسلحة من الفئة المذكورة في مناطق مختلفة من العالم، وكما صرح الرئيس فلاديمير بوتين، بشكل لا لبس فيه، سنرد على ذلك، وسنرد بشكل متناسب".

وأشار إلى أن موسكو تقوم بتقييم الوضع "على أساس تحليل الإجراءات المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، على الصعيد الاستراتيجي، وبالتالي تطور التهديدات الناجمة عنها".

تصنيفات

قصص قد تهمك