
حذّر نائب حاكم إقليم دارفور في السودان، مصطفى تمبور، من تفاقم الكارثة الإنسانية في مدينة الفاشر نتيجة الحصار المفروض من قِبل قوات الدعم السريع منذ أكثر من عامين، مشيراً إلى أن حياة آلاف المدنيين أصبحت مهددة بشكل مباشر في ظل انعدام الخدمات الأساسية واستمرار القصف العشوائي.
وقال تمبور لـ"الشرق"، إن الأوضاع في الفاشر "معقدة للغاية"، مع توقف الخدمات الصحية بالكامل، وانعدام المواد الغذائية، وارتفاع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.
وأضاف أن "الميليشيات تواصل قصفها العشوائي على الأحياء السكنية داخل المدينة باستخدام المدفعية المتوسطة وبعيدة المدى، ما فاقم من معاناة السكان، وعرقل أي محاولات لإيصال المساعدات أو توفير الحد الأدنى من سبل الحياة".
وكانت قوات الدعم السريع قد نفت مراراً مسؤوليتها عن أي هجمات تستهدف المدنيين، وقالت إنها تلتزم بالقانون الإنساني الدولي، كما انتقدت ما وصفته بحملة دعائية "تستهدف تشويه سمعتها وصرف الانتباه عن الجرائم الحقيقية المرتكبة ضد الشعب السوداني".
كما نفت قوات الدعم السريع في أبريل الماضي، وقوع مجازر في مخيم زمزم، ووصفت الاتهامات الموجهة إليها بأنها "ملفقة"، متهمة الجيش السوداني بتنظيم حملة إعلامية ضدها.
وتابع: "نحن نشعر بوجود تقصير واضح من جانب المجتمعين الإقليمي والدولي تجاه الأبرياء العزّل الذين فقدوا كل شيء، ونعتقد أن الإنسانية لا تتجزأ، وبالتالي فإن الواجب يملي على الجميع التحرك الفوري لإنقاذ حياة الضحايا في الفاشر وسائر إقليم دارفور".
العمليات العسكرية
وقال نائب حاكم إقليم دافور إن العمليات العسكرية تسير كما خُطِّط لها، و"قريباً ستعود جميع محليات كردفان المحتلة إلى حضن الوطن، وسيتم دحر المليشيا تماماً. وهذه ليست وعوداً كاذبة، بل حقائق سيرى المواطن السوداني نتائجها قريباً".
وكشف تمبور عن جهود كبيرة تُبذل حالياً، بالتنسيق مع غرف السيطرة والتحكم، لدفع المتحركات القتالية نحو مدينة الفاشر، عاصمة إقليم دارفور، في محاولة لفك الحصار المفروض عليها منذ أشهر، واستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأوضح أن التنسيق يجري على أعلى المستويات بين الحكومة الإقليمية والقوات النظامية، بهدف تنفيذ خطة شاملة لكسر الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة، وتأمين الطرق المؤدية إليها لضمان إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة وحماية المدنيين.
يعاني مئات الآلاف من المحاصرين في آخر معقل للجيش السوداني في منطقة دارفور بغرب البلاد من نفاد الطعام، والتعرض للقصف المدفعي المتواصل، والهجمات بالطائرات المسيرة، بينما يواجه الفارون خطر الإصابة بالكوليرا، والاعتداءات العنيفة.
والفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، هي أكبر جبهة قتال متبقية في المنطقة بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، وتتعرض المدينة للقصف في لحظة فارقة في الحرب الأهلية التي دخلت عامها الثالث.