تنديد عربي ورفض دولي لقرار إسرائيل السيطرة على مدينة غزة

بلجيكا تستدعي سفير تل أبيب.. وألمانيا تعلق أي صادرات عسكرية يمكن استخدامها في القطاع

time reading iconدقائق القراءة - 7
فلسطينيون يتفقدون الموقع المحيط بعيادة تابعة للأونروا كانت تأوي نازحين بعد استهدافها في غارة إسرائيلية في مدينة غزة. 6 أغسطس 2025 - Reuters
فلسطينيون يتفقدون الموقع المحيط بعيادة تابعة للأونروا كانت تأوي نازحين بعد استهدافها في غارة إسرائيلية في مدينة غزة. 6 أغسطس 2025 - Reuters
دبي-الشرقرويترز

أدانت دول عربية وغربية، الجمعة، قرار مجلس الوزراء الأمني المصغر في إسرائيل بالسيطرة على مدينة غزة، وخطط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لـ"احتلال" القطاع، ما ينذر بتفاقم الوضع الإنساني الصعب الذي وصفته وكالات أممية ومنظمات دولية بـ"الكارثي".

ويأتي قرار توسيع الحرب الإسرائيلية على غزة رغم تزايد الانتقادات لتل أبيب في الداخل والخارج تندد الدول العربية والغربية بسبب الحرب المستمرة منذ نحو عامين على القطاع الفلسطيني.

وجاء القرار بعد تعثر محاولات وساطة عدة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وسط غضب دولي متنام بسبب صور الأطفال الفلسطينيين الجوعى، والتي تظهر تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع.

تنديد ورفض عربي

الرئاسة الفلسطينية طالبت الإدارة الأميركية بمنع إسرائيل من السيطرة على قطاع غزة كاملاً، وتهجير ما يقارب مليون فلسطيني قسراً من مدينة غزة.

وقال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني: "نطالب المجتمع الدولي وتحديداً الإدارة الأميركية بتحمل مسؤولياتها، ووقف هذا الغزو الإسرائيلي لقطاع غزة الذي لن يجلب الأمن والسلام والاستقرار لأحد".

ونددت السعودية بـ"أقوى وأشد العبارات" بقرار السلطات الإسرائيلية "احتلال" قطاع غزة، وأدانت بـ"شكل قاطع إمعانها في ارتكاب جرائم التجويع، والممارسات الوحشية، والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني"، حسبما ذكرت وزارة الخارجية السعودية.

وأضافت الوزارة، في بيان، أن "الأفكار والقرارات اللا إنسانية التي تتبناها سلطات الاحتلال الإسرائيلية دون رادع، تؤكد مجدداً أنها لا تستوعب الارتباط الوجداني والتاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني بهذه الأرض، وأن الشعب الفلسطيني صاحب حقٍّ فيها، استناداً للقوانين الدولية والمبادئ الإنسانية".

بدوره، أكد ملك الأردن، عبد الله الثاني، رفض بلاده القاطع للخطة الإسرائيلية لتوسيع السيطرة العسكرية على قطاع غزة، بحسب بيان للديوان الملكي.

وذكر الديوان الملكي الأردني أن الملك عبد الله شدد خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على أن الأردن "يبذل كل الجهود لإيصال المساعدات الإغاثية لأهالي غزة بكل الطرق الممكنة ودون اعتراض أو تأخير".

كما أدان الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، قرار إسرائيل إعادة "احتلال" قطاع غزة، ووضعه تحت سيطرة إسرائيلية وتهجير سكان مدينة غزة.

ونقل المتحدث الرسمي عن أبو الغيط تأكيده أن الجامعة العربية قد حذرت مراراً من "مغبة ترك الحبل على غاربه لإسرائيل لتخوض حربها الإجرامية الجنونية ضد الشعب الفلسطيني بهدف تصفية قضيته والقضاء عليه". وأوضح أنه حان الوقت لموقف حازم من المجتمع الدولي "لوقف هذا المسلسل الدموي".

بروكسل تستدعي سفير تل أبيب

وقبل ساعات، استدعى وزير الخارجية البلجيكي، ماكسيم بريفوت، السفير الإسرائيلي بسبب خطة تل أبيب المعلنة للسيطرة الكاملة على مدينة غزة، والقطاع، وذلك، وسط معارضة دولية واسعة.

وقالت الوزارة، في بيان، إن بلجيكا أرادت "التعبير عن (رفضها) التام لهذا القرار، وأيضاً لاستمرار الاحتلال.. والرغبة في ضم الضفة الغربية"، مضيفة أنها "ستدعو بقوة" إلى التراجع عن هذا القرار.

وأضافت: "بعد التأكيد الرسمي من الحكومة الإسرائيلية على نيتها حصار ثم احتلال مدينة غزة، والسيطرة عسكرياً على قطاع غزة بأكمله، وقرر وزير الخارجية استدعاء السفير الإسرائيلي".

بدورها، أدانت وزارة الخارجية التركية، بـ"شدة" قرار الحكومة الإسرائيلية، وقالت في بيان إن "كل خطوة تتخذها حكومة بنيامين نتنياهو المتشددة لمواصلة الإبادة الجماعية وتوسيع احتلالها، توجه ضربة قوية للسلام والأمن العالميين".

وطالبت الخارجية التركية، المجتمع الدولي بـ"تحمل مسؤوليته ومنع تنفيذ هذه الخطة، وعلى مجلس الأمن الدولي اتخاذ قرارات ملزمة ضد إسرائيل". 

ودعت أنقرة، إسرائيل إلى "وقف خططها الحربية بشكل فوري، والموافقة على وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات حل الدولتين".

ستارمر: قرار يؤدي لمزيد من سفك الدماء

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وصف قرار إسرائيل السيطرة على مدينة غزة بـ"الخاطئ"، وحثها على إعادة النظر فيه. وأضاف: "هذا الإجراء لن يسهم في إنهاء هذا الصراع أو في ضمان إطلاق سراح الرهائن بل سيؤدي إلى المزيد من سفك الدماء".

ودعت أستراليا أيضاً، إسرائيل إلى "عدم المضي في هذا المسار، الذي سيؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة".

وتابعت أن "حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم، دولة فلسطينية ودولة إسرائيل، تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن داخل حدود معترف بها دوليا".

وعبرت وزيرة الخارجية الفنلندية إيلينا فالتونين، الجمعة، عن "قلقها الشديد" إزاء قرار مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي.

وقالت فالتونين، في مقابلة مع رويترز: "نعتقد أنه من المهم جداً الآن... أن نبقي على احتمالات حل الدولتين حية، على الرغم من أنه يبدو صعباً للغاية في هذه اللحظة".

وأضاف: "يتعين أن تكون هناك خطوات ملموسة، وهو ما يعني بشكل أساسي أنه سيكون هناك اعتراف متبادل بدولة فلسطينية في مرحلة ما (مع إسرائيل)، ولكن أيضا تطبيع العلاقات بين الدول العربية... مع إسرائيل".

ألمانيا تعلق أي صادرات عسكرية

وأعلنت ألمانيا وقف الصادرات العسكرية لإسرائيل وحثت على وقف إطلاق النار بالقطاع المحاصر، وذلك رداً على خطة إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية هناك.

وقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الجمعة، إن الحكومة لن توافق على صادرات أي عتاد عسكري إلى إسرائيل يمكن استخدامها في قطاع غزة حتى إشعار آخر.

وأضاف ميرتس في بيان أن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والتفاوض على وقف إطلاق النار يتصدران أولويات ألمانيا، معبراً عن قلقه الشديد إزاء معاناة السكان المدنيين في غزة.

ووصف وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب خطة إسرائيل بأنها "خطوة خاطئة"، وأضاف في بيان على منصة إكس: "خطة حكومة نتنياهو لتكثيف العمليات الإسرائيلية في غزة خطوة خاطئة. الوضع الإنساني في غزة كارثي ويتطلب تحسيناً فورياً.. ولا يسهم هذا القرار بأي حال من الأحوال في ذلك، ولن يساعد أيضاً على عودة الرهائن".

واعتبر وزير الخارجية الدنماركي، لارس لوكه راسموسن، في تصريح للقناة الثانية في التلفزيون الدنماركي، الجمعة، أن قرار إسرائيل تكثيف عملياتها العسكرية في غزة خاطئ ويجب أن تتراجع عنه فورا.

مطالب أممية

من ناحيته، طالب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، بالوقف "الفوري" لخطة إسرائيل، وحذّر عبر منصة "إكس"، من أنها ستؤدي إلى مزيد من "النزوح القسري الجماعي، والقتل، والمعاناة البشعة".

وطالب المسؤول الأممي إسرائيل بالسماح بتدفق المساعدات الإنسانية بالكامل، ودون قيود إلى غزة. وأكد أن فرض إسرائيل سيطرتها العسكرية على غزة يتعارض مع قرار لمحكمة العدل الدولية بضرورة إنهاء إسرائيل الاحتلال بأسرع ما يمكن.

حثت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الجمعة، إسرائيل على إعادة النظر في قرارها توسيع عمليتها العسكرية في غزة.

وأضافت فون دير لاين، عبر منصة "إكس"، أنه يجب السماح بدخول المساعدات الإنسانية قطاع غزة فوراً، ودون عوائق من أجل الوصول إلى المحتاجين.

وأكدت المسؤولة الأوروبية من جديد على الحاجة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار "الآن".

كما أعربت وزيرة خارجية فنلندا، إلينا فالتونين، الجمعة، عن قلق هلسنكي البالغ إزاء المجاعة الوشيكة في قطاع غزة

تصنيفات

قصص قد تهمك