أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أن السلطة الفلسطينية جاهزة لتولي إدارة قطاع غزة بدعم عربي، خاصة مع جهود مصر والسعودية والأردن حول هذا الأمر، مشدداً على أن تنفيذ ذلك يتطلب وقف الحرب أولاً.
وأوضح أبو ردينة في مقابلة مع "الشرق"، أن الأمر الضروري هو وقف العدوان الإسرائيلي الجاري على غزة، وإعادة الإعمار بدعم عربي ودولي، موضحاً أن إسرائيل تسعى لتحقيق أهداف استراتيجية بتغيير المشهد السياسي في المنطقة.
ولفت أبو ردينة إلى أن السلطة قادرة على تولي إدارة قطاع غزة، معتبراً أنها على بُعد خطوة واحدة، لكنه ذكر أنه حتى يتم ذلك، "يجب على أميركا أن توقف هذه الحرب أولاً". وأشار إلى أنه إذا لم توقف واشنطن تلك الحرب فسيبقى الأمر عالقاً وغير قابل للتنفيذ.
وقال إن هناك تفاهماً فلسطينياً- عربياً مدعوماً من العالم بأسره حول دور السلطة في قطاع غزة، مؤكداً أنه بدون السلطة ومنظمة التحرير في غزة، ستبقى أمور فلسطين والمنطقة في مهب الريح
وفي ما يتعلق بتصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول تكوين مجموعة من قوات عربية مختلفة لإدارة قطاع غزة، رأى أبو ردينة أنه لا يوجد حوار مباشر مع نتنياهو أو حكومته بشأن هذا الملف.
وأضاف أن السلطة الوطنية الفلسطينية جاهزة لتولي مهامها الشرعية في القطاع للعمل على وقف الحرب وإعادة الإعمار بدعمٍ عربي ودولي.
اتصالات دولية مكثفة
وتحدث أبو ردينة عن اتصالات مكثفة ودائمة مع المجتمع الدولي، موضحاً أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني سُبل وضع حد للعدوان الإسرائيلي المتصاعد.
وأشار إلى أن آخر تلك المساعي كانت مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الذي أبلغ الجانب الفلسطيني بأنه طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عدم الإقدام على احتلال مدينة غزة خلال مكالمة هاتفية جرت مسبقاً بين الطرفين.
وثمّن أبو ردينة موقف الدول الأوروبية، لافتاً إلى أنه رغم تأخرها لكنها مشجعة وكانت بمثابة "فاتح شهية" للدول الأخرى التي أبدت استعدادها للاعتراف بالدولة الفلسطينية وكان آخرها فرنسا وبريطانيا والبرتغال وكندا وغيرهم الكثير، حيث أتى ذلك بإسناد ودعم الدول العربية كالمملكة العربية السعودية ومصر والأردن.
وأكد أن السلطة الوطنية ستعمل على استمرار الجهود السياسية والدبلوماسية في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة المرتقبة في الشهر المقبل في نيويورك.
وقال أبو ردينة إن السلطة الفلسطينية تتبع خطة واضحة تتمثل في وقف حرب الإبادة الجارية على قطاع غزة، وإدخال المعونات الغذائية والطبية اللازمة، ومن ثمّ التفكير جدياً في آلية لإعادة السلطة الوطنية الفلسطينية إلى قطاع غزة لتتولى مهامها، وذلك لأنه الطريق الوحيد لإعادة الأمن والسلام إلى المنطقة على حد تعبيره.
وأشاد المسؤول الفلسطيني بجهود اللجنة السداسية ومؤتمر حل الدولتين الأخير برئاسة السعودية وفرنسا والذي بدأت نتائجه ترى النور، حيث أبدت دول عدّة وما زالت أخرى تبدي استعدادها للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
أزمة الضفة لا تقل عن غزة
وفي يتعلق بالضفة الغربية المحتلة، اعتبر نبيل أبو ردينة أن العدوان الذي تعيشه الضفة لا يقل خطورةً عمّا يمر به قطاع غزة.
وتابع: "لم تسلم المدن والمخيمات الفلسطينية كجنين وطولكرم ونور شمس من التدمير والتهجير والتطهير العرقي للسكان واستمرار الجهود الإسرائيلية في تهويد مدينة القدس بهدف نزع هويتها الفلسطينية والعربية وقطع المستوطنين للطرقات".
وأشار إلى أن إسرائيل تستغل الاهتمام والتركيز الدولي على حرب "الإبادة" على غزة للقيام بما تريد به في الضفة الغربية.
وجدد أبو ردينة دعوته للإدارة الأميركية لتحمل مسؤولياتها من خلال وقف الدعم العسكري للحكومة الإسرائيلية وإجبارها على وقف العدوان على الشعب الفلسطيني، موضحاً أن المساعي الإسرائيلية المدعومة أميركياً لن تؤدي للسلام العادل أو الأمن والاستقرار الذي يتمثل بتطبيق قرارات الشرعية الدولية من خلال إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وبالحديث عن حركة حماس، جدد أبو ردينة دعوته للحركة لتسليم سلاحها للسلطة الوطنية الفلسطينية، والاندماج تحت راية منظمة التحرير، مشيراً إلى أن هذا هو طلب الرئيس محمود عباس منذ اليوم الأول للحرب.
واختتم أبو ردينه حديثه بأن إسرائيل دخلت في الحرب بهدف تنفيذ أهدافها الاستراتيجية المتمثلة في تغيير المشهد السياسي في المنطقة، وأن العدوان الإسرائيلي لم ولن يقتصر على فلسطين فقط بل على الدول المحيطة أجمع.