تقرير: الصين تحتجز دبلوماسياً بارزاً "ساهم في تحسين العلاقات مع واشنطن"

time reading iconدقائق القراءة - 6
ليو جيان تشاو، رئيس الدائرة الدولية للحزب الشيوعي الصيني خلال مشاركته في محادثة "حوار الصين المستقبلية" في سنغافورة. 27 مارس 2024 - AFP
ليو جيان تشاو، رئيس الدائرة الدولية للحزب الشيوعي الصيني خلال مشاركته في محادثة "حوار الصين المستقبلية" في سنغافورة. 27 مارس 2024 - AFP
دبي-الشرق

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إن السلطات الصينية احتجزت الدبلوماسي الصيني البارز ليو جيان تشاو، الذي كان يُنظر إليه على نطاق واسع كمرشح محتمل لوزارة الخارجية، وكان يحظى بـ"ترحيب كبير" خلال زيارته إلى واشنطن، لاستجوابه.

ويعد ليو (61 عاماً) من كبار المسؤولين في السلك الدبلوماسي الصيني، وساهم في "الحملة على الفساد"، بصفته أحد أبرز مكافحي الفساد في الحزب الشيوعي، وكان يشغل منصب رئيس الدائرة الدولية للحزب، والتي تُشرف على العلاقات مع الأحزاب السياسية الأجنبية والدول الاشتراكية.

وقالت الصحيفة إن ليو اعتقل بعد عودته إلى بكين من رحلة عمل في الخارج، أواخر يوليو الماضي، ولم يتسن تحديد سبب احتجازه، إذ كانت آخر زيارات ليو إلى سنغافورة وجنوب إفريقيا والجزائر بصفته رئيساً للدائرة الدولية.

ووفقاً لأشخاص مقربين من مؤسسة السياسة الخارجية الصينية، فإن غياب ليو قد يؤدي إلى "تآكل الخبرة الدبلوماسية" في بكين، حيث يُفضّل الزعيم الصيني شي جين بينج بشكل متزايد "الولاء السياسي"، في تعيينات الموظفين.

ويُمثّل احتجاز ليو أعلى مستوى تحقيق معروف يشمل دبلوماسياً صينياً منذ أن أطاحت بكين بتشين جانج من منصب وزير الخارجية عام 2023، بعد سبعة أشهر فقط في المنصب.

وخلص تحقيق داخلي في الحزب حينها إلى أن تشين "تورط في علاقة خارج نطاق الزواج"، استمرت طوال فترة عمله سفيراً لبكين في واشنطن.

وخلف تشين في منصب وزير الخارجية سلفه، وانج يي، وهو أيضاً أكبر مسؤول في السياسة الخارجية في الحزب الشيوعي وعضو في المكتب السياسي للنخبة المكون من 24 عضواً.

واستقال تشين من اللجنة المركزية للحزب العام الماضي، لكنه ظل عضواً في الحزب. وبعد إقالة تشين، اعتُبر ليو مرشحاً قوياً لتولي منصب وزير الخارجية، نظراً لخبرته وأقدميته في الجهاز الدبلوماسي الصيني.

إطاحات بتهم "الفساد"

وأطاح مسؤولو إنفاذ القانون في الحزب بعشرات كبار المسؤولين في إطار "عمليات التطهير التأديبية"، المتواصلة التي شنّها شي، والتي اتسمت بتشديد الرقابة على موظفي الحزب والدولة بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي.

ومنذ تولي شي السلطة عام 2012، عاقب مفتشو الحزب أكثر من 6.2 مليون شخص بتهم تشمل الفساد والتقاعس البيروقراطي وتسريب أسرار الدولة، وفق "وول ستريت جورنال".

وخلال رحلة إلى واشنطن ونيويورك في أوائل عام 2024، حظي ليو بالثناء على أسلوبه الجذاب في توصيل الرسائل بشأن الحاجة إلى علاقات أميركية صينية مستقرة. 

وأشار بعض المشاركين الأميركيين إلى استعداد ليو للاستماع إلى المخاوف بشأن سياسات الصين ومعالجتها، بما في ذلك فرض قيود على الشركات الغربية التي تُقيّم مخاطر الاستثمار في البلاد.

وخلال تلك الرحلة، تواصل ليو مع مراكز أبحاث أميركية مثل "جمعية آسيا"، ومستثمرين مثل الرئيس التنفيذي لشركة "بلاكستون"، ستيفن شوارتزمان، وراي داليو، مؤسس شركة "بريدج ووتر أسوسيتس"، بالإضافة إلى مسؤولين في إدارة الرئيس السابق جو بايدن، بمن فيهم وزير الخارجية آنذاك أنتوني بلينكن.

لكن الرحلة نفسها أثارت الدهشة في بكين، إذ كان من غير اللائق سياسياً أن يقدم ليو نفسه كوزير خارجية منتظر قبل أي إعلان رسمي عن توليه هذا المنصب.

من هو ليو جيان تشاو؟

وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن ليو أمضى الجزء الأكبر من حياته المهنية في السلك الدبلوماسي، حيث شغل مناصب بارزة في وكالات الحزب والدولة التي قادت حملة شي على الفساد.

ويقول من التقوا ليو إنه كان شغوفاً بلعبة الجولف وكان يلعبها كثيراً، لكنه على الأرجح توقف عن ممارستها مع بدء الحزب في التعبير عن استيائه من لعب المسؤولين للجولف في ظل حملة شي على الإسراف. 

وكان نجل ليو يعمل في القطاع المالي بالولايات المتحدة في وقت ما، وهو الآن مقيم في الصين، وانضم ليو، إلى الحزب الشيوعي الصيني ووزارة الخارجية في ثمانينيات القرن الماضي، حيث أمضى وقتاً في دراسة العلاقات الدولية بجامعة "أكسفورد".

وبرز اسم ليو في الأوساط العامة بصفته متحدثاً باسم الوزارة، وهو المنصب الذي شغله خلال دورة الألعاب الأولمبية في بكين عام 2008.

وعيّنته الصين لاحقاً سفيراً لها لدى الفلبين ثم إندونيسيا، قبل ترقيته إلى منصب مساعد وزير الخارجية عام 2013، إذ انتقل ليو إلى مجال مكافحة الفساد عام 2015، عندما عُيّن رئيساً لمكتب التعاون الدولي في اللجنة المركزية لفحص الانضباط التابعة للحزب الشيوعي. 

وأصبح ليو شخصية رئيسية في "عملية مطاردة الثعالب" التي أطلقها شي، وهي جهد عالمي لملاحقة الصينيين المتهمين بالفساد والذين فروا إلى الخارج.

وفي عام 2017، ساعد ليو في قيادة هيئة حكومية جديدة لمكافحة الفساد تُعرف باسم "لجنة الرقابة" في مقاطعة تشجيانج الشرقية، حيث عين كأعلى مسؤول عن تطبيق الانضباط في المنطقة.

وعاد ليو إلى السلك الدبلوماسي عام 2018، عندما أصبح مسؤولاً رفيع المستوى في اللجنة المركزية للشؤون الخارجية التابعة للحزب، وهي هيئة يقودها شي وتُوجّه السياسة الدبلوماسية للصين.

وفي عام 2022، عيّن الحزب ليو رئيساً للدائرة الدولية، ثم رقّاه إلى العضوية الكاملة في لجنته المركزية النخبوية. وسافر أكثر من سلفه، بما في ذلك رحلات إلى الولايات المتحدة ودول ديمقراطية غربية أخرى لم يزرها عادةً رؤساء الدائرة الدولية السابقون.

تصنيفات

قصص قد تهمك