ما الذي ينبغي معرفته عن قمة ترمب بوتين في ألاسكا؟

time reading iconدقائق القراءة - 7
صحف روسية تتحدث عن مكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب معروضة في أحد الأكشاك بموسكو. 13 فبراير 2025 - Reuters
صحف روسية تتحدث عن مكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب معروضة في أحد الأكشاك بموسكو. 13 فبراير 2025 - Reuters
دبي-الشرق

تُعقد القمة الأميركية الروسية في ألاسكا، في موقع يلتقي فيه الشرق بالغرب حرفياً، وفي مكان مألوف لكلا البلدين باعتباره خط مواجهة في الحرب الباردة، احتضن مواقع دفاع صاروخي ومحطات رادار وأنشطة استخباراتية. 

ويبقى السؤال ما إذا كان هذا اللقاء سينجح في التوصل إلى اتفاق يحقق السلام في أوكرانيا بعد أكثر من 3 سنوات ونصف على الحرب الروسية، وفقاً لـ"أسوشيتد برس". 

متى وأين ستُعقد القمة؟ 

تُعقد القمة، الجمعة المقبل، في ولاية ألاسكا، لكن الموقع المحدد داخل الولاية لم يُعلن بعد، وسيكون هذا أول سفر لبوتين إلى الولايات المتحدة منذ عام 2015، حين شارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.  

ونظراً لأن الولايات المتحدة ليست عضواً في المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت في 2023 مذكرة توقيف بحق بوتين بتهم ارتكاب جرائم حرب، فهي غير ملزمة باعتقاله. 

هل سيحضر زيلينسكي؟ 

أكد البلدان أن القمة ستجمع بوتين وترمب فقط، رغم أن تقارير سابقة تحدثت عن احتمال مشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكن الكرملين لطالما رفض عقد لقاء مباشر بين بوتين وزيلينسكي قبل التوصل إلى اتفاق سلام جاهز للتوقيع بين موسكو وكييف. 

وقال بوتين الأسبوع الماضي إنه لا يمانع لقاء زيلينسكي، "لكن لابد من تهيئة ظروف معينة" لذلك، مضيفاً أن هذه الظروف "ما زالت بعيدة المنال". 

وأثار ذلك مخاوف من استبعاد أوكرانيا من المفاوضات. وأجرى مسؤولون أوكرانيون مشاورات مع حلفاء أوروبيين أكدوا أن السلام لا يمكن أن يتحقق من دون مشاركة كييف.

ما دور ألاسكا في التاريخ الروسي؟ 

ستكون هذه أول زيارة لزعيم روسي إلى ألاسكا، رغم أنها كانت جزءاً من الإمبراطورية القيصرية حتى عام 1867، وفق وكالة "تاس" الروسية. 

بدأ الاستعمار الروسي لألاسكا في القرن الثامن عشر، قبل أن يبيعها القيصر ألكسندر الثاني للولايات المتحدة عام 1867 مقابل 7.2 مليون دولار. وبعد اكتشاف ثرواتها الهائلة، عُدّت الصفقة خطأً ساذجاً أثار الندم في روسيا.

وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، أصبحت ألاسكا موضوعاً للحنين والدعابة لدى الروس، ووصل الأمر إلى أن إحدى الأغنيات الشعبية في التسعينيات تقول: "لا تتذاكى يا أميركا… أعيدوا لنا أرض ألاسكا الحبيبة".

ووصف سام جرين من "كينجز كوليدج" بلندن على منصة "إكس" رمزية اختيار ألاسكا لعقد قمة حول أوكرانيا بأنها "فظيعة، وكأنها مصممة لإظهار أن الحدود يمكن أن تتغير، وأن الأراضي يمكن بيعها وشراؤها".

ما جدول الأعمال؟ 

يبدو أن ترمب بات أكثر انزعاجاً من استمرار روسيا في قصف المدن الأوكرانية. ووافقت كييف على وقف إطلاق النار، معتبرة الهدنة خطوة أولى نحو السلام.

لكن موسكو طرحت شروطاً لوقف النار ترفضها كييف، مثل انسحاب القوات الأوكرانية من المناطق الأربع التي ضمتها روسيا عام 2022، ووقف التعبئة العسكرية، ووقف إمدادات الأسلحة الغربية.

أما من أجل اتفاق سلام شامل، فيطالب بوتين بأن تتنازل كييف عن المناطق الأربع والقرم، وأن تتخلى عن مساعي الانضمام إلى "الناتو"، وتحدد حجم قواتها المسلحة، وتمنح اللغة الروسية وضعاً رسمياً إلى جانب الأوكرانية. 

زيلينسكي من جهته يصر على أن أي اتفاق سلام يجب أن يتضمن ضمانات أمنية قوية تحمي أوكرانيا من أي عدوان روسي مستقبلي.

وحذّر بوتين من أن شروط السلام قد تصبح أصعب على أوكرانيا كلما تقدمت القوات الروسية نحو مناطق جديدة لإنشاء ما وصفه بـ"منطقة عازلة".  

ورجح بعض المراقبين أن تعرض موسكو التخلي عن هذه المكاسب الأخيرة مقابل الحصول على أجزاء من الأراضي التي لا تزال تحت سيطرة أوكرانيا في المناطق الأربع التي ضمتها. 

وقال زيلينسكي السبت: "الأوكرانيون لن يسلموا أرضهم للمحتل". 

أما ترمب فقال الاثنين: "ستكون هناك عمليات تبادل أراضٍ، أعلم ذلك من خلال روسيا ومن خلال محادثاتي مع الجميع. لأجل خير أوكرانيا، أشياء جيدة، وليست سيئة… وأيضاً بعض الأمور السيئة للطرفين". 

اقرأ أيضاً

"ألاسكا".. لماذا اختار ترمب وبوتين "مسرح الحرب الباردة" لصناعة السلام؟

تحليل للدلالات التاريخية والجغرافية والاستراتيجية لاختيار ألاسكا مكاناً لقمة ترمب وبوتين، وكيف أن هذا المكان يمثل رسالة بحد ذاته.

ما التوقعات؟ 

يرى بوتين في لقائه مع ترمب فرصة لتكريس المكاسب الإقليمية لروسيا، وإبقاء أوكرانيا خارج "الناتو"، ومنعها من استضافة قوات غربية، بما يسمح لموسكو بإعادتها تدريجياً إلى دائرة نفوذها.

ويعتقد أن الوقت في صالحه مع استمرار صعوبة الوضع الأوكراني على الجبهة، وتزايد الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة الروسية.

كما تمثل القمة انتصاراً دبلوماسياً لبوتين الذي ظل معزولاً منذ بداية الحرب، إذ يسعى الكرملين لتصوير استئناف الاتصالات مع واشنطن على أنه حوار بين قوتين عظميين لحل مشكلات عالمية، وأوكرانيا مجرد ملف من بينها.

لكن أوكرانيا وحلفاءها الأوروبيين يخشون أن يسمح عقد القمة من دون كييف لبوتين باستمالة ترمب ودفع أوكرانيا إلى تقديم تنازلات.

وقال زيلينسكي: "أي قرارات من دون أوكرانيا هي في الوقت نفسه قرارات ضد السلام ولن تحقق شيئاً، إنها قرارات ميتة لن تنجح أبداً".

ورددت دول أوروبية الموقف نفسه، إذ قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس: "القانون الدولي واضح: جميع الأراضي المحتلة مؤقتاً تابعة لأوكرانيا… والسلام المستدام يعني أن العدوان لا يمكن أن يُكافأ".

أما الأمين العام لحلف الناتو مارك روته فقال الأحد، إنه يعتقد أن ترمب "يحاول التأكد من أن بوتين جاد، وإذا لم يكن كذلك، فسيتوقف الأمر عند هذا الحد". وأضاف: "إذا كان جاداً، فابتداءً من الجمعة ستستمر العملية، مع انخراط أوكرانيا والأوروبيين". 

ومنذ الأسبوع الماضي، تحدث بوتين مع الرئيس الصيني شي جين بينج، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وكذلك مع قادة جنوب إفريقيا وكازاخستان وأوزبكستان وبيلاروس وقيرغيزستان، بحسب الكرملين.

ويرى محللون مقربون من السلطة في موسكو أن ذلك يشير إلى رغبة بوتين في إطلاع أبرز حلفاء روسيا على ملامح تسوية محتملة. 

تصنيفات

قصص قد تهمك