ترمب يتخلى عن قيود بايدن ويفتح الباب أمام "إنفيديا" لتصدير رقائق متقدمة إلى الصين

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا جينسن هوانج والرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال منتدى "الاستثمار في أميركا" في واشنطن. 30 أبريل 2025 - Reuters
الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا جينسن هوانج والرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال منتدى "الاستثمار في أميركا" في واشنطن. 30 أبريل 2025 - Reuters
دبي -الشرق

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه قد يسمح لشركة "إنفيديا" ببيع رقاقة ذكاء اصطناعي أكثر تطوراً إلى الصين، بعد تأكيده أنه "تفاوض على صفقة صغيرة" لمنح الولايات المتحدة حصة من عائدات الشركة، حسبما أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز".

والصفقة التي أبرمها ترمب مع الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا"، جنسن هوانج، تتضمن حصول الولايات المتحدة على 15% من مبيعات الصين من رقاقة H20، التي طرحتها الشركة في عام 2023، امتثالاً لضوابط التصدير في عهد الرئيس السابق جو بايدن.

وأعلن ترمب، الاثنين، اعتزامه مناقشة صفقة جديدة مع هوانج للسماح لـ "إنفيديا" ببيع رقائق إلكترونية متقدمة للصين، استناداً إلى أحدث منصاتها وأكثرها تطوراً، معالج Blackwell "بلاك ويل".

وقال ترمب إن رقائق "بلاك ويل" ستُحسّن "بشكل سلبي" للبيع في الصين، مُقارناً المبيعات المحتملة بالطريقة التي تبيع بها الولايات المتحدة نسخاً مُخفّضة من طائراتها المقاتلة الأكثر تطوراً.

ووصف الرئيس الأميركي، رقاقة H20 بأنها "رقاقة قديمة تمتلكها الصين بالفعل ومن الممكن أن أبرم صفقة"، مضيفاً: "بالنسبة لمعالج بلاك ويل، أعتقد أن هوانج سيأتي لرؤيتي مجدداً بشأنها".

وستُتيح هذه الموافقة لشركة "إنفيديا" تحقيق مبيعات بمليارات الدولارات، بعد ضغوط مارسها هوانج للوصول إلى السوق الصينية، على الرغم من المخاوف الأمنية في واشنطن.

ويُعتبر أداء رقائق H20 المباعة للصين محدوداً، مقارنةً بتلك المتاحة للعملاء الأميركيين، إذ أثارت الصفقة مع "إنفيديا" وAMD لدفع حصة من عائداتهما الصينية للحكومة الأميركية موجة من الصدمة من واشنطن إلى بكين، حيث خالف ترمب الأعراف التجارية الراسخة.

ضوابط التصدير والأمن القومي

وتشير تعليقات ترمب بشأن رقائق "بلاك ويل" إلى تخليه عن الضوابط التي فرضتها إدارة بايدن، لتصعيب وصول الصين إلى الرقاقات المتقدمة التي يمكن استخدامها في كل شيء، من نمذجة الأسلحة النووية إلى تطوير أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت.

وفي الإطار، قال جون مولينار، الرئيس الجمهوري للجنة الصين في مجلس النواب: "أشعر بالقلق إزاء التقارير التي تفيد بأن الحكومة الأميركية ستقتطع جزءاً من عائدات بيع رقائق H20 والرقائق المماثلة للصين. هناك تساؤلات حول الأساس القانوني لذلك".

وأضاف: "ضوابط التصدير هي خط دفاع أمامي لحماية أمننا القومي، ويجب ألا نؤسس سابقة تُحفز الحكومة على منح تراخيص لبيع تكنولوجيا للصين من شأنها تعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي".

وقال أشخاص مطلعون على الوضع، إن بعض مسؤولي الأمن يفكرون في الاستقالة بسبب الإشارات التي أرسلها الرئيس.

وقال أحد الأشخاص: "ليس هذا هو السبب الذي يدفع مسؤولي الرقابة على الصادرات إلى العمل يومياً لعرض الأمن القومي للبيع. هذا الترتيب يُلحق ضرراً دائماً بجهاز الرقابة على الصادرات لدينا، الذي كان يعاني بالفعل".

ولا تتوفر حالياً أي نسخة من رقاقة "بلاك ويل" من "إنفيديا" بشكل قانوني في الصين بموجب ضوابط التصدير الأميركية.

من جانبها، قالت ليزا توبين، الخبيرة في الشؤون الصينية في مؤسسة "جيمس تاون"، والتي عملت في مجلس الأمن القومي في إدارة ترمب الأولى: "قد ننظر إلى هذا على أنه اللحظة التي اختارت فيها أميركا طواعيةً دعم تراجعنا الاستراتيجي، من خلال منح بكين نفس رقاقات الذكاء الاصطناعي التي منحتنا تفوقنا في أهم سباق تكنولوجي في عصرنا".

قمة ترمب وشي

وتأتي تصريحات ترمب في وقت يواصل فيه المسؤولون الأميركيون والصينيون مفاوضاتهم التجارية التي يأمل الرئيس أن تؤدي إلى قمة مع نظيره الصيني شي جين بينج.

وكانت "فاينانشيال تايمز" أفادت الشهر الماضي، بأن إدارة ترمب طلبت من وزارة التجارة الأميركية، تجميد ضوابط التصدير الجديدة على الصين لتجنب تعريض فرص قمته مع شي للخطر.

وأثارت الصفقة غير العادية التي أبرمها ترمب مع شركتيْ AMD وNvidia مفاجأة بين الخبراء، وغضباً بين المعارضين السياسيين.

وقال مايكل سوبوليك، الخبير في الشؤون الصينية بمعهد "هدسون": "هذا الترتيب صادم، ليس من المفترض أن تكون الرشاوى شرطاً مسبقاً للتجارة الخارجية".

بدوره، قال راجا كريشنامورثي، كبير الديمقراطيين في لجنة الصين بمجلس النواب: "يثير هذا الترتيب أسئلةً جوهريةً يجب على الإدارة الإجابة عليها فوراً، بما في ذلك السلطة القانونية التي تملكها لاستخلاص تقاسم الإيرادات كشرط لرخص التصدير".

وقال آرون بارتنيك، المسؤول السابق في الأمن القومي والتكنولوجيا بالبيت الأبيض، إن الصفقة "مُجحفة"، وإنه "من غير الواضح ما إذا كانت قانونيةً، نظراً لأن بند التصدير في الدستور يحظر الضرائب أو الرسوم الجمركية على الصادرات".

وأصبحت شريحة H100 من "إنفيديا" السلعة الأكثر رواجاً في وادي السيليكون، بعد النجاح الباهر الذي حققته ChatGPT من OpenAI في عام 2022، حيث أصبحت الخيار الافتراضي لشركات التكنولوجيا الكبرى والشركات الناشئة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الجديدة.

وفرضت إدارة ترمب متطلبات ترخيص جديدة في أبريل الماضي، ما أدى فعلياً إلى إنهاء مبيعات H2O في الصين حتى الأسبوع الماضي، وفي غضون ذلك، بدأت "إنفيديا" في استكشاف شريحة مُخصصة أخرى للصين، مُستندة إلى تصميم "بلاك ويل" ، والتي ستكون متوافقة مع القيود من خلال إزالة بعض الميزات مثل ذاكرة النطاق الترددي العالي. 

تصنيفات

قصص قد تهمك