محدّث
سياسة

عون للاريجاني: نرفض التدخل في شؤوننا ولن نسمح بحمل السلاح والاستقواء بالخارج

المسؤول الإيراني: على الدول الأجنبية ألا تأمر لبنان.. ولا نتدخل في صنع قراره

time reading iconدقائق القراءة - 7
بيروت/ دبي -الشرق

شدد الرئيس اللبناني جوزاف عون، الأربعاء، خلال لقاء الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، في بيروت، على رفض "التدخل الأجنبي" في شؤون لبنان الداخلية، و"عدم السماح لأي جهة بحمل السلاح، والاستقواء بالخارج"، بينما قال لاريجاني، إنه "على الدول الأجنبية ألا تأمر لبنان"، معرباً عن احترام طهران لـ"أي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية بدعم من كافة الأطراف".

وقال عون في التصريحات التي أوردتها الرئاسة اللبنانية، في أعقاب لقاء لاريجاني، إن "الجميع دفع ثمناً غالياً للاستقواء بالخارج على اللبناني الآخر في الداخل"، مشيراً إلى أن "العبرة التي يستخلصها اللبنانيون هي أنه من غير المسموح لأي جهة كانت، ومن دون أي استثناء، حمل السلاح والاستقواء بالخارج"، فيما أكد لاريجاني في تصريحات صحافية، أن طهران "لا تتدخل في صنع القرار اللبناني"، مضيفاً: "من يتدخلون في شؤون لبنان هم من يملون الخطط والمواعيد النهائية".

ووفق بيان الرئاسة اللبنانية، أكد عون أن "أي تحديات تأتي من العدو الإسرائيلي أو من غيره، هي تحديات لجميع اللبنانيين وليس لفريق منهم فقط"، معتبراً أن "أهم سلاح لمواجهتها هو وحدة اللبنانيين".

ووافق مجلس الوزراء اللبناني، الأسبوع الماضي، على الأهداف الواردة في مقدمة الورقة الأميركية بشأن تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، مشيراً إلى الموافقة على "إنهاء الوجود المسلح على كامل أراضي البلاد بما فيه حزب الله"، و"نشر الجيش اللبناني في المناطق الحدودية".

ولكن "حزب الله"، حليف إيران، أعلن أنه سيتعامل مع قرار الحكومة اللبنانية "كأنه غير موجود"، واتهمها بارتكاب "خطيئة كبرى" بزعم أن ذلك "يطلق يد إسرائيل للعبث بأمن لبنان".

ودخلت إيران أيضاً على الخط، إذ قال علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، إن بلاده "تعارض مساعي نزع سلاح حزب الله"، وإن طهران لا تزال تدعم "المقاومة" في لبنان.

وأثارت تصريحات ولايتي انتقادات في بيروت، واعتبرها وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي "تدخلاً سافراً في شؤوننا الداخلية وغير مقبولة بأي حال من الأحوال".

وفي هذا السياق، دعا علي لاريجاني، الذي وصل بيروت في وقت سابق من الأربعاء، اللبنانيين إلى "تقدير قيمة المقاومة وحزب الله"، على حد وصفه.

التدخل الأجنبي

وخلال استقباله لاريجاني، قال الرئيس اللبناني جوزاف عون، إن "اللغة التي سمعها لبنان في الفترة الأخيرة من بعض المسؤولين الإيرانيين، غير مساعدة"، معتبراً أن "الصداقة التي نريد أن تجمع بين لبنان وإيران لا يجب أن تكون من خلال طائفة واحدة أو مكوّن لبناني واحد بل مع جميع اللبنانيين".

وتابع الرئيس اللبناني قائلاً: "نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة، ونريد أن تبقى الساحة اللبنانية آمنة ومستقرة، لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين من دون تمييز".

وعقب هذا الاجتماع، غادر لاريجاني القصر الرئاسي دون الإدلاء بتصريحات صحافية، فيما نقلت الرئاسة اللبنانية عنه قوله، إن "إيران ترغب في تعزيز علاقاتها مع الدولة اللبنانية والشعب اللبناني على كافة الأصعدة"، معتبراً أن بلاده "لا تتدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية".

كما أعرب لاريجاني عن سعي إيران لـ"مساعدة لبنان، إذا ما رغبت الحكومة اللبنانية بذلك".

لاريجاني: لا تخلطوا بين العدو والصديق

وبعد استقباله من قبل عون، التقى لاريجاني رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وقال في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع، إن طهران "لا تتدخل في صنع القرار اللبناني"، وأضاف أن "الدول الأجنبية يجب ألا تعطي أوامر للبنان".

وتوجه لاريجاني للبنانيين قائلاً: "لا تخلطوا بين العدو والصديق".

واعتبر لاريجاني، أن "من يتدخلون في شؤون لبنان هم من يملون الخطط والمواعيد النهائية"، مشيراً إلى أن "أي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية بدعم من جميع الأطراف، يحظى باحترام طهران". وأضاف: "بوسع لبنان أن يتخذ قراره بنفسه".

رئيس الوزراء اللبناني: لن نقبل التدخل في شؤوننا

بدوره، قال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام إن التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين الإيرانيين "مرفوضة شكلاً ومضموناً"، معتبراً أن هذه المواقف تشكل "خروجاً صارخاً عن الأصول الدبلوماسية وانتهاكاً لمبدأ احترام السيادة المتبادل".

وأضاف، في بيان، عقب استقباله أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، الأربعاء: "لبنان لن يقبل، بأي شكل من الأشكال، التدخل في شؤونه الداخلية، ويتطلع إلى التزام الجانب الإيراني الواضح والصريح بهذه القواعد".

وقال إن قرارات الحكومة اللبنانية "لا يُسمح أن تكون موضع نقاش في أي دولة أخرى.. فمركز القرار اللبناني هو مجلس الوزراء، وقرار لبنان يصنعه اللبنانيون وحدهم، الذين لا يقبلون وصاية أو إملاء من أحد".

وتابع: "مسألة حصر السلاح بيد السلطات الشرعية وحدها هو قرار اتخذه اللبنانيون منذ إقرار اتفاق الطائف عام 1989، وجددوا تمسكهم به في البيان الوزاري للحكومة الحالية".

كما شدد سلام على أن "أي علاقة مع لبنان تمر حصراً عبر مؤسساته الدستورية، لا عبر أي فريق سياسي أو قناة موازية، وأي مساعدات خارجية مرحب بها، شرط أن تمر عبر القنوات الرسمية".

اقرأ أيضاً

السلاح في لبنان.. الحكومة تتمسك بالمهلة وحزب الله يعتبرها "غير موجودة"

يشهد لبنان توتراً سياسياً حاداً بعد قرار الحكومة تكليف الجيش بحصر السلاح، وهو ما يرفضه حزب الله وحركة أمل، مما يفتح الباب أمام مواجهة سياسية كبرى.

وتتزامن زيارة الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، إلى لبنان، مع نقاشات داخلية حول حصر السلاح بيد الدولة، بما يشمل سلاح "حزب الله"، وما يرافق ذلك من تباينات في المواقف بين بيروت وطهران.

ويترقب لبنان تقديم الجيش خطته لحصر السلاح بيد الدولة نهاية أغسطس الجاري، وسط تجاذبات سياسية ورفض "حزب الله" للقرار، وانسحاب وزرائه ووزراء "حركة أمل" للمرة الثانية من جلسة الحكومة، الخميس الماضي.

تصنيفات

قصص قد تهمك