روسيا تحقق تقدماً في أوكرانيا قبيل قمة ألاسكا بين ترمب وبوتين

time reading iconدقائق القراءة - 6
عناصر من الجيش الأوكراني في منطقة خاركيف وسط الهجوم الروسي. أوكرانيا. 11 أغسطس 2025 - Reuters
عناصر من الجيش الأوكراني في منطقة خاركيف وسط الهجوم الروسي. أوكرانيا. 11 أغسطس 2025 - Reuters
دبي-الشرق

حققت القوات الروسية تقدماً ميدانياً مفاجئاً في شرق أوكرانيا قبيل القمة المرتقبة في ألاسكا بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب الجمعة، في خطوة يُرجَّح أن تهدف إلى زيادة الضغط على كييف للتنازل عن جزء من أراضيها.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، أن قواتها سيطرت، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، على بلدتي سوفوروفو ونيكانوروفكا، في إقليم دونيتسك شرقي أوكرانيا.

وبحسب منصة "ديب ستيت" المتعاونة مع وزارة الدفاع الأوكرانية، فقد اخترقت القوات الروسية الدفاعات الأوكرانية في منطقة دونيتسك الشرقية حول قرى تؤدي إلى بلدة دوبروبيليا، وهي الآن تعمل على تثبيت مواقعها والبحث عن نقاط ضعف في الدفاعات لمحاولة الوصول إلى الطريق الذي يربط البلدة بالمدينة الاستراتيجية كراماتورسك.

ويُعد هذا التقدم من أكثر التطورات في الحرب الروسية الأوكرانية منذ نحو عام، وفق ما أوردت "بلومبرغ".

وذكرت منصة "ديب ستيت" أن "الوضع فوضوي للغاية" في المنطقة، مشيرة إلى أن الروس "بعدما وجدوا ثغرات في الدفاعات الأوكرانية، يتوغلون بعمق محاولين بسرعة تثبيت مواقعهم، وحشد قواتهم للتقدم أكثر".

وأقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بصعوبة الوضع في منطقتي دونيتسك وزابوريجيا، ولكنه اعتبر أن قوات بلاده "أحرزت نجاحات في صد القوات الروسية في لوغانسك ومنطقة سومي" الشمالية.

وقال إن "روسيا قد تنقل ما يصل إلى 30 ألف جندي متمرّس من سومي إلى الخطوط الأمامية في زابوريجيا ودونيتسك ودنيبروبتروفسك، استعداداً لهجوم بحلول نهاية الشهر".

"هدية بوتين"

ومن المقرر أن يناقش ترمب وبوتين في ألاسكا إمكانية التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وأفادت تقارير بأن بوتين أبلغ ترمب برغبته في أن تُسلّم أوكرانيا الجزء من دونيتسك الذي لا تسيطر عليه روسيا، وفق ما أوردت "بلومبرغ".

وقال سيرجي ماركوف، المستشار السابق في الكرملين، إن الروس تمكنوا من التقدم بسبب "انهيار جزئي في الجبهة" ناجم عن نقص الجنود لدى أوكرانيا.

وأضاف: "هذا الاختراق أشبه بهدية لبوتين وترمب خلال المفاوضات"، مشيراً إلى أنه قد يزيد الضغط على كييف للتنازل عن بعض الأراضي لتجنب سيطرة الجيش الروسي بالقوة على بقية دونيتسك.

لكن لتحقيق ذلك، يتعين على القوات الروسية أولاً السيطرة على مدن سلافيانسك وكراماتورسك ودروزكيفكا وكوستيانتينيفكا، التي يصفها المحللون العسكريون الروس بأنها "مدن حصينة".

ورفض زيلينسكي علناً فكرة التنازل عن أراضٍ لروسيا، مؤكداً أن أي اتفاق سلام يجب أن يكون "عادلاً".

وقال زيلينسكي للصحافيين، الثلاثاء، إن "أوكرانيا لن تتنازل عن أي من أراضيها"، معتبراً أن "دونباس بالنسبة للروس، هي جسر لهجوم جديد مستقبلاً".

وقبيل قمة ألاسكا، قال البيت الأبيض إنه من المتوقع أن يلتقي الزعيمان "على انفراد"، ووصف الاجتماع بأنه "تمرين استماع" لترمب. وأضاف أن رؤية بوتين ستمنح ترمب "فكرة أفضل عن خطط" الزعيم الروسي. 

 وأضاف البيت الأبيض: "وافق الرئيس على هذا الاجتماع بناءً على طلب الرئيس بوتين.. الهدف من هذا الاجتماع بالنسبة للرئيس هو الخروج بفهم أفضل لكيفية إنهاء هذه الحرب".

والاثنين، قال ترمب للصحافيين، إنه قد تكون هناك "بعض التغييرات" في الأراضي ضمن اتفاق محتمل، مضيفاً: "سوف نغيّر الخطوط، خطوط القتال".

وأشار الأمين العام لحلف "الناتو" مارك روته، نهاية الأسبوع، إلى أن مسألة الأراضي "يجب أن تكون مطروحة على الطاولة" إلى جانب ضمانات أمنية لأوكرانيا، لكن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس رفضت ذلك، وقالت، الاثنين، إنه "يجب ألا نناقش أي تنازلات مع بوتين قبل أن يوافق على وقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار في أوكرانيا".

أوكرانيا تهاجم خط أنابيب روسي رئيسي

ووسط تقدم القوات الروسية شرقي أوكرانيا، قالت كييف، الأربعاء، إنها نفذت ضربة ضد محطة ضخ نفط روسية في مدينة أونيتشا، التي تُعد مركزاً رئيسياً لشبكة خطوط أنابيب تصدير الخام الروسي.

وذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، في منشور على "فيسبوك"، أن الهجوم تسبب في أضرار وحريق واسع النطاق في منطقة المنشأة الواقعة في إقليم بريانسك الروسي، قرب الحدود مع أوكرانيا وبيلاروس. وأضافت أن انفجارات سُمعت في منطقة التخزين وفي مواقع المضخات الرئيسية والاحتياطية.

وقال حاكم إقليم بريانسك، ألكسندر بوجوماز، في منشور على "تلغرام"، إن حريقاً اندلع في منشأة وقود بمنطقة أونيتشا نتيجة هجوم أوكراني بالصواريخ والمسيّرات، مشيراً إلى أن الحريق تم إخماده، من دون تقديم تفاصيل إضافية حول حجم الأضرار.

وتُعد محطة أونيتشا جزءاً أساسياً من شبكة أنابيب "دروجبا" التي تنقل النفط الروسي إلى المجر وسلوفاكيا، كما تنقل نفط كازاخستان إلى ألمانيا، وهي أيضاً جزء من نظام أنابيب البلطيق-2 الذي يربط الخام الروسي بميناء أوست-لوجا، ثاني أكبر منشأة لتصدير النفط الروسي على بحر البلطيق.

تصنيفات

قصص قد تهمك