رداً على باكستان.. مودي: لن نتسامح مع "الابتزاز النووي" ولا تقاسم لمياه نهر السند

رئيس الوزراء الهندي يدعو للاعتماد على النفس وسط ضغوط ترمب الجمركية

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يتفقد حرس الشرف خلال احتفالات يوم الاستقلال في الحصن الأحمر التاريخي بالعاصمة نيودلهي، الهند، 15 أغسطس 2025. - REUTERS
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يتفقد حرس الشرف خلال احتفالات يوم الاستقلال في الحصن الأحمر التاريخي بالعاصمة نيودلهي، الهند، 15 أغسطس 2025. - REUTERS
دبي-الشرق

قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الجمعة، إن بلاده لن تتسامح مع "الابتزاز النووي"، في إشارة إلى "تهديدات باكستان" الأخيرة، في أعقاب تعليق نيودلهي معاهدة مياه السند، مؤكداً أن بلاده لم تعد توافق على هذه المعاهدة، فيما شدد على ضرورة الاعتماد على النفس، وذلك وسط الضغوط التجارية الأميركية.

وأضاف مودي في خطاب ألقاه من الحصن الأحمر التاريخي، بمناسبة عيد الاستقلال 78 للبلاد أن "الماء والدم لا يمكن أن يجريا معاً"، معارضاً فكرة "تقاسم المياه التي تعود ملكيتها للهند مع باكستان".

ووُقّعت معاهدة مياه السند بين الهند وباكستان عام 1960 لتحديد آلية لتقاسم مياه نهر السند وروافده. وقد تم تعليق العمل بها رداً على هجوم مسلح في كشمير، أسفر عن سقوط 25 سائحاً وإصابة أكثر من 20، في أبريل الماضي، وأدى لاندلاع أسوأ نزاع مسلح بين البلدين في مايو الماضي.

وأضاف مودي: "معاهدة مياه السند كانت ظلماً لشعب الهند. أنهار الهند كانت تروي أرض العدو بينما حُرم مزارعونا من المياه. الآن، حق الهند في حصتها من المياه يخص الهند ومزارعيها فقط. التنازل عن مصالح المزارعين والمصالح الوطنية أمر غير مقبول لنا. لن يحدث ذلك بعد الآن"، وفق قوله.

وكانت إسلام آباد، التي عارضت قرار تعليق المعاهدة، حثّت مؤخراً نيودلهي على استئناف العمل الطبيعي بها. كما هدد قائد الجيش الباكستاني عاصم منير، بتدمير أي بنية تحتية تبنيها الهند على قنوات مياه السند إذا منعت تدفق المياه إلى باكستان.

وقال منير خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة: “باكستان لا تعاني من نقص في الصواريخ"، وهو ما اعتبرته نيودلهي تهديداً صريحاً لمصالحها.

والأربعاء، أعلنت باكستان عزمها إنشاء قوة جديدة في الجيش للإشراف على القدرات القتالية الصاروخية في صراع بأسلحة تقليدية، في خطوة تهدف لمجاراة قدرات الهند.

وردّ رئيس الوزراء الهندي على ما نظر إليه على أنه "تهديد نووي"، قائلاً إن الهند "لم تعد قابلة للابتزاز"، كما حذر قائلاً: "الهند لن تتسامح بعد الآن مع الابتزاز النووي. إذا تجرأ العدو على ارتكاب أي مغامرة أخرى، فستوجه له القوات المسلحة الهندية الرد المناسب. لقد قررت الهند أن الدم والماء لن يجريا معاً".

"الاعتماد على النفس"

وفي الخطاب نفسه، قال مودي إن مساعي بلاده للاعتماد على نفسها لا تقتصر فقط على التجارة أو العملات الأجنبية، وذلك في وقت تكافح فيه نيودلهي للتعامل مع الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على سلعها.

وأضاف أن الهند "لا يمكن إيقافها"، وأن الوقت قد حان لكي تثبت البلاد جدارتها في الأسواق العالمية من خلال المنتجات ذات الجودة العالية.

وفي خطابه للأمة بمناسبة يوم الاستقلال، أكد مودي أن الهند لن تساوم على مصالح المزارعين ولن تقبل بأي سياسات تضر بهم.

وجاءت تصريحاته وسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والهند، على خلفية رفع واشنطن الرسوم الجمركية على السلع الهندية إلى 50%.

وقال رئيس الوزراء الهندي: "هذا هو الوقت لصنع التاريخ. علينا أن نسيطر على سوق العالم. علينا خفض تكاليف الإنتاج. لقد حان الوقت لإثبات جدارتنا في الأسواق العالمية من خلال منتجات عالية الجودة".

وأضاف: "سعر أقل، جودة أعلى يجب أن تكون شعارنا. الأنانية الاقتصادية في تزايد. لا تقلقوا بشأن الدول الأخرى. لقد حان الوقت للمضي قدماً وتحقيق أهدافنا"، مشدداً على دعم منتجات "صُنع في الهند" ضمن الحملة الوطنية التي تتبناها الحكومة المركزية.

وأضاف مودي أن على الهند "توسيع آفاقها والعالم سيلتفت إلى تقدمها"، وتابع: "يجب أن نشق طريقنا بأنفسنا. لقد أزلنا الإجراءات غير الضرورية. الهند لا يمكن إيقافها وهذه فرصة للحلم الكبير".

كما أكد أن حكومته لن تتسامح مع أي سياسات معادية للمزارعين، وقال: "مودي سيقف كالجدار من أجل المزارعين. لن أتخلى عن مزارعيّ. المزارعون يساهمون كثيراً في اقتصادنا، وجعلوا الهند في صدارة الدول المنتجة لعدة سلع".

وكان مسؤولون هنديون قالوا في وقت سابق إن نيودلهي لم ترضخ للضغط الأميركي في محادثات التجارة من أجل منح واشنطن مزيداً من الوصول إلى قطاعات الزراعة والألبان في البلاد.

وفي السادس من أغسطس، صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب هجومه الجمركي على الهند بفرض رسوم إضافية بنسبة 25%، ثم ضاعفها لاحقاً إلى 50% على السلع الهندية، بسبب استمرار نيودلهي في استيراد النفط الروسي.

وأدانت الهند هذه الخطوة ووصفتها بأنها "غير عادلة، وغير مبررة، وغير معقولة"، محذّرة من تأثيرها السلبي على قطاعات مثل النسيج، والمأكولات البحرية، وصادرات الجلود. وفي الخميس، قال رئيس الوزراء ناريندرا مودي إن نيودلهي لن تتراجع أمام الضغوط الاقتصادية.

تصنيفات

قصص قد تهمك