
أقامت اليابان مراسم في الذكرى الثمانين لهزيمتها في الحرب العالمية الثانية الجمعة، وانضم وزير واحد على الأقل إلى آلاف يزورون ضريحاً تعتبره كوريا الجنوبية والصين رمزاً للعدوان الياباني في زمن الحرب، فيما اعتبرت الصين أن الزيارة تعكس "موقف اليابان الخاطئ تجاه تاريخها العدواني".
ووصل شينجيرو كويزومي وزير الزراعة الياباني إلى ضريح ياسوكوني بطوكيو في وقت مبكر من صباح الجمعة. ومن ضمن ضحايا الحرب البالغ عددهم 2.5 مليون والذين تم تكريم ذكراهم في الضريح، يوجد 14 من القادة العسكريين ممن أدينوا بارتكاب أخطر جرائم الحرب وأكثر من ألف آخرين أدانتهم محاكم الحلفاء بعد هزيمة اليابان في عام 1945.
وحضر رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا فعالية أخرى تحيي ذكرى الحرب في طوكيو إلى جانب الإمبراطور ناروهيتو.
وأرسل إيشيبا قرباناً إلى الضريح، وكان قد قدم قرباناً في أكتوبر الماضي، أثار انتقادات من كل من كوريا الجنوبية، المستعمرة اليابانية لمدة 35 عاماً، والصين، التي احتلت القوات اليابانية أراضيها في الحرب العالمية الثانية.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن وزيرين سابقين للأمن الاقتصادي زارا الضريح أيضاً. وخاض كلاهما انتخابات قيادة الحزب الديمقراطي الحر العام الماضي.
الصين: موقف ياباني خاطئ تجاه "تاريخها العدواني"
وحثّ وزير الخارجية الصيني وانج يي، الجمعة، اليابان على مواجهة تاريخها من العدوان في زمن الحرب، ودعاها إلى اتخاذ "الخيار الصحيح"، مشيراً إلى أن بعض الفصائل السياسية في طوكيو تواصل محاولات "تمجيد" تاريخها من العدوان في زمن الحرب وإنكاره.
وانتقدت سفارة الصين في اليابان زيارة سياسيين يابانيين للضريح، قائلةً إن الزيارة تعكس "موقف اليابان الخاطئ تجاه تاريخها العدواني".
وقالت السفارة إن زيارتهم تعكس "أشباحاً باقية" للنزعة العسكرية اليابانية، التي حثت الصين اليابان على التخلي عنها.
ولم يُعلق وزير الخارجية الصيني مباشرةً على زيارات ضريح "ياسوكوني"، لكنه قال: "لا يُمكن للمرء أن يكتسب الاحترام إلا بمواجهة التاريخ؛ ولا يُمكن للمرء أن يرسم مستقبلاً أفضل إلا بالتعلم من التاريخ؛ ولا يُمكننا أن نتجنب تكرار الأخطاء نفسها إلا بتذكر الماضي. نحث اليابان على اتخاذ القرار الصحيح".
ضريح "ياسوكوني"
وقال شينجيرو كويزومي، وزير الزراعة الياباني والمنافس على قيادة الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم العام الماضي، لدى وصوله إلى ضريح ياسوكوني: "من المهم ألا ننسى أبداً إظهار الاحترام لأولئك الذين ضحوا بأرواحهم من أجل وطنهم، بغض النظر عن جنسيتهم. أعتقد أن هذا مبدأ بالغ الأهمية".
ولم يزر أي رئيس وزراء ياباني في منصبه ضريح "ياسوكوني" منذ زيارة شينزو آبي في ديسمبر 2013، وكان آخر رئيس وزراء يزور اليابان في ذكرى استسلامها هو والد كويزومي، جونيتشيرو كويزومي، عام 2006.
كما زار وزيرا الأمن الاقتصادي السابقان، ساناي تاكايتشي وتاكايوكي كوباياشي، الضريح، وقد ترشح كلاهما في انتخابات قيادة الحزب الليبرالي الديمقراطي العام الماضي.
وقال الناطق باسم الحكومة، يوشيماسا هاياشي: "15 أغسطس هو يوم حداد على ضحايا الحرب وإحياءً لذكرى السلام. ستواصل الحكومة التعبير عن امتنانها لقتلى الحرب وعائلاتهم".
طوكيو وسول.. اجتماع حكومي مرتقب
وتأتي هذه الذكرى قبل اجتماع متوقع مع رئيس كوريا الجنوبية لي جاي ميونج، الذي سيزور اليابان يومي 23 و24 أغسطس لمناقشة الأمن الإقليمي والعلاقات الثلاثية مع الولايات المتحدة.
واحتفالًا بذكرى التحرير من الحكم الاستعماري الياباني في 15 أغسطس، قال لي إن علاقة البلدين يجب أن تكون "مُتطلعة للمستقبل"، قائمة على دبلوماسية براجماتية تُركّز على المصلحة الوطنية لسول.
وفي حين أن العلاقات بين طوكيو وسول غالباً ما شابها التوتر، إلا أن البلدين يُعمّقان تعاونهما الأمني لمواجهة النفوذ الصيني المتزايد والتهديد الذي تُشكّله كوريا الشمالية المسلحة نووياً على كليهما.