
أعلنت حركة "فتح" الفلسطينية، صباح الخميس، تسليم شحنة أسلحة إلى الجيش اللبناني عند مدخل مخيم الرشيدية في مدينة صور جنوب لبنان، بعدما بدأت الأسبوع الماضي أول مرحلة من مخيم برج البراجنة في بيروت.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن الجهات الفلسطينية سلمت، الخميس، الدفعة الثانية من سلاح منظمة التحرير الفلسطينية في المخيمات بلبنان إلى الجيش اللبناني.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن أبو ردينة قوله إن المخيمات التي سلمت سلاحها هي الرشيدية، والبص، والبرج الشمالي في مدينة صور، على أن تستكمل عمليات التسليم لبقية المخيمات تباعاً.
وأكدت الوكالة الوطنية اللبنانية للأنباء بدء عملية تسليم السلاح في المخيمات الثلاثة، مشيرة إلى خروج سبع شاحنات تحمل أسلحة خفيفة، وقذائف صاروخية من المخيمات ودخولها ثكنة تابعة للجيش اللبناني.
كانت مصادر ذكرت لـ"الشرق" أن سلاح "حركة فتح" في مخيم برج البراجنة ببيروت جرى تسليمه إلى الجيش اللبناني، الخميس الماضي، ضمن المرحلة الأولى من مسار تسليم أسلحة المخيمات الفلسطينية في لبنان.
وقال رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني رامز دمشقية، إن المرحلة الأولى انطلقت من مخيم برج البراجنة في بيروت.
وأضاف دمشقية في بيان نشرته رئاسة مجلس الوزراء اللبناني، حينها، أن عملية التسليم تمثل الخطوة الأولى على أن تُستكمل الدفعات الأخرى خلال الأسابيع المقبلة في سائر المخيمات.
تأتي هذه الخطوة تنفيذاً لقرارات القمة اللبنانية الفلسطينية التي عقدت في مايو الماضي، بين الرئيسين اللبناني جوزاف عون والفلسطيني محمود عباس، التي أكدت على سيادة لبنان على كامل أراضيه، وتطبيق مبدأ حصرية السلاح، بحسب البيان.
واتفقت لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني في اجتماع عقد في مايو الماضي، أيضاً على وضع آلية تنفيذية وجدول زمني لمعالجة ملف السلاح الفلسطيني في لبنان.
المخيمات الفلسطينية في لبنان
وتنتشر المخيمات الفلسطينية في مختلف مناطق لبنان، خاصة تلك التي كانت تضم أكبر تجمعات للاجئين الفلسطينيين، ففي العاصمة اللبنانية بيروت، يوجد مخيم "شاتيلا" بالضواحي الجنوبية، ومخيم "برج البراجنة" غربي المدينة، ومخيم "مار إلياس" في قلب العاصمة قرب مقر وزارة التربية.
وفي جنوب لبنان، يقع مخيم "عين الحلوة" قرب مدينة صيدا، وهو أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان من حيث عدد السكان، ويعتبر من أبرز المخيمات التي تعيش فيها فصائل متنوعة، كما يقع مخيم "المية ومية" بالقرب من مدينة صيدا، وتقع مخيمات "الرشيدية" و"البص" و"برج الشمالي" في مناطق قريبة من مدينة صور.
أما في شمال لبنان، فيوجد مخيم "نهر البارد" بالقرب من مدينة طرابلس، ومخيم "البداوي" في شمال طرابلس. وشرقاً في البقاع، هناك مخيمات تعد أصغر حجماً مثل مخيم "الجليل" بمنطقة في البقاع الغربي.
حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية
وفي مايو الماضي، شدد الرئيسان اللبناني والفلسطيني في بيان مشترك على التزامهما "بمبدأ حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وإنهاء أي مظاهر خارجة عن منطق الدولة"، وضرورة ضمان عدم تحول المخيمات الفلسطينية في لبنان إلى "ملاذات آمنة" للمتطرفين.
كما أكد الجانبان على "أهمية احترام سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه..وأعلنا إيمانهما بأن زمن السلاح الخارج عن سلطة الدولة اللبنانية، قد انتهى، خصوصاً أن الشعبين اللبناني والفلسطيني، قد تحمّلا طيلة عقود طويلة، أثماناً باهظة وخسائر فادحة وتضحيات كبيرة".
واتفق البلدان على تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، وضمان عدم تحول المخيمات الفلسطينية إلى ملاذات آمنة للمجموعات المتطرفة.