الهند والصين.. اتفاق حدودي واستئناف الرحلات الجوية والتزام بتحسين العلاقات

time reading iconدقائق القراءة - 6
تيانجين/ دبي -رويترزالشرق

أعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، عن التزام نيودلهي بتحسين العلاقات مع بكين خلال اجتماع مع الرئيس الصيني شي جين بينج على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون 2025، الأحد، معلنا التوصل إلى اتفاق بين البلدين بشـأن إدارة المناطق الحدودية المتنازع عليها، دون ذكر تفاصيل، كما أعلن استئناف الرحلات الجوية بين الجانبين، والتي تم تعليقها في عام 2020.

وخلال الاجتماع، قال الرئيس الصيني، إنه يجب على الجانبين التعامل مع العلاقة من "آفاق استراتيجية ومنظور طويل الأجل"، بينما دعا إلى التمسك بالتعددية

ويزور مودي الصين للمرة الأولى منذ 7 سنوات لحضور اجتماع المنتدى الأمني الإقليمي الذي يستمر يومين، ويشارك في الاجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقادة من آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا وجنوب آسيا والشرق الأوسط في استعراض لتضامن دول الجنوب العالمي.

وفي مقطع فيديو على الحساب الرسمي للزعيم الهندي على منصة "إكس"، أخبر مودي شي خلال الاجتماع: "نحن ملتزمون بتطوير علاقاتنا على أساس الاحترام المتبادل والثقة والمراعاة".

وقال مودي، إن أجواء من "السلام والاستقرار" نشأت على حدودهما المتنازع عليها في منطقة جبال الهيمالايا، حيث وقعت اشتباكات بين قوات البلدين سقط فيها ضحايا في عام 2020، وهو ما أدى إلى تجميد معظم مجالات التعاون بين الخصمين المسلحين نووياً، مشيراً إلى أنه تم التوصل إلى اتفاق بين البلدين فيما يتعلق بإدارة الحدود، دون ذكر تفاصيل.

وخلال الاجتماع، قال الرئيس الصيني، إنه يجب على الجانبين التعامل مع العلاقة من "آفاق استراتيجية ومنظور طويل الأجل"، بينما دعا إلى التمسك بالتعددية وإبراز "المزيد من الديمقراطية في العلاقات الدولية"، بحسب مقطع مصور للاجتماع نشرته وكالة "برس ترست أوف إنديا" للأنباء.

وأضاف شي، أن "الوضع الدولي متقلب وفوضوي في على حد سواء"، معتبراً أنه من الأنسب بالنسبة للصين والهند أن "تكونا صديقتين تربطهما علاقات حسن جوار ودية، وشريكين يمكّن كل منهما الآخر من النجاح، وأن يرقص التنين والفيل معاً".

وعقد الزعيمان اجتماعاً في روسيا، العام الماضي، بعد التوصل إلى اتفاق لتسيير دوريات على الحدود.

استئناف الرحلات الجوية

وقال مودي إن الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين، التي تم تعليقها منذ عام 2020 "يجري العمل على استئنافها"، دون تحديد إطار زمني، مشيراً إلى أن العلاقات بين البلدين قد استقرت في العام الماضي بعد انسحاب الجنود من نقاط الاحتكاك على الحدود. 

ورجحت "بلومبرغ" أن بكين ونيودلهي، وهما اثنان من أكبر الاقتصادات في العالم، يهدفان إلى إعادة بناء العلاقات السياسية وسط تزايد الشكوك التجارية.

ووافقت الصين على رفع القيود المفروضة على تصدير المواد الأرضية النادرة والأسمدة وآلات حفر الأنفاق هذا الشهر خلال زيارة وزير الخارجية الصيني وانج يي إلى الهند.

مواجهة الضغوط الأميركية

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن الرئيس الصيني ورئيس الوزراء الهندي، عقدا أول اجتماع بينهما منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، حيث تعهد الخصمان الآسيويان المتنافسان منذ فترة طويلة بتعميق التعاون بينهما في الوقت الذي يتعاملان فيه مع التداعيات الاقتصادية للحرب التجارية الأميركية.

وتأتي زيارة مودي، في الوقت الذي يواجه فيه البلدان تعريفات جمركية باهظة من واشنطن، ووسط حاجة ملحة متزايدة لتنويع الشراكات العالمية.

وعُقد الاجتماع الثنائي بعد 5 أيام من فرض واشنطن رسوماً جمركية بنسبة 50% على البضائع الهندية، بسبب مشتريات نيودلهي من النفط الروسي. ويقول محللون إن شي ومودي يسعيان لتشكيل جبهة موحدة ضد الضغوط الغربية.

ودافعت نيودلهي عن علاقاتها مع روسيا ووصفت إجراءات الرئيس ترمب، بأنها "غير منصفة"، وهي إجراءات تهدد بإلحاق الضرر بالمصدرين الهنود الذين شحنوا بضائع بقيمة 87 مليار دولار إلى الولايات المتحدة العام الماضي.

وجاء اجتماع الأحد بين شي ومودي، في أعقاب انفراجة دبلوماسية نادرة في أغسطس الماضي، عندما اتفقت نيودلهي وبكين على بحث ترسيم حدودهما المتنازع عليها؛ وهي خطوة رئيسية نحو حل التوترات الإقليمية المستمرة منذ عقود، تمثل تحولاً نحو الحوار بعد سنوات من المواجهات العسكرية والعلاقات المتوترة، وفق "بلومبرغ".

وتشترك الهند والصين في حدود متنازع عليها بطول 3488 كيلومتراً (2167 ميلاً) غير مرسومة، حيث اشتبك الجنود في يونيو 2020، في توتر حدودي كان الأسوأ منذ عقود وأضر بالعلاقات.

تطبيع العلاقات

وتشير تقارير إلى أن اجتماع مودي مع الرئيس الصيني، الأحد، قد يمنحهما فرصة لرسم مسار مستقبلي، ونقلت "بلومبرغ" عن مسؤولين هنود، طلبوا عدم كشف هوياتهم، قولهم إنه من المرجح أن يتم طرح مسألة "تطبيع العلاقات" وتهدئة التوترات على الحدود في المحادثات. 

وكانت الهند قد اعترضت سابقاً على مسودة بيان للمنظمة، وُزعت في يونيو الماضي، لافتقارها إلى إدانة للهجمات المسلحة على الجزء الخاضع لإدارة نيودلهي من كشمير، والتي ألقت باللوم فيها على باكستان.

اقرأ أيضاً

"تطبيع بدون صداقة".. هل تنجح الهند والصين في ترميم العلاقات وسط ضغوط ترمب؟

في مستهل زيارته إلى الهند، قال وزير الخارجية الصيني وانج يي إن على الصين والهند أن تنظرا إلى بعضهما بنظرة الشريك وليس الخصم، في وقت تعيدان فيه بناء العلاقات.

وقال جيريمي تشان، الدبلوماسي الأميركي السابق في الصين واليابان: "إذا أيدت الهند البيان المشترك في النهاية، فهذا يشير إلى رغبة أكبر في الوقوف إلى جانب منظمة شنغهاي، وبصورة ضمنية ضد واشنطن". 

وأضاف: "أي لغة تنتقد الولايات المتحدة بشكل مباشر ستكون إشارة مهمة على تحوّل أكثر جدية من جانب نيودلهي نحو بكين وموسكو". 

وعلى الرغم من أن القمة كانت مخططة منذ فترة طويلة، فإن تطورات الأحداث العالمية خلال الأشهر الماضية منحتها أهمية وثقلاً أكبر.

تصنيفات

قصص قد تهمك