
قال الرئيس الصيني شي جين بينج أمام نحو 20 من زعماء العالم، الذين استضافهم مساء الأحد (بالتوقيت المحلي)، إن منتدى الأمن التابع لمنظمة شنغهاي للتعاون، يحمل على عاتقه "مسؤولية أكبر" الآن في الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين، إلى جانب تعزيز التنمية والازدهار في الدول الأعضاء.
ونقلت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" عن شي قوله، خلال مأدبة على شرف الضيوف، إن قمة منظمة شنغهاي للتعاون الحالية "تضطلع بمهمة هامة تتمثل في بناء التوافق بين جميع الأطراف وتحفيز العزم في مجالات التعاون".
وأضاف أن "منظمة شنغهاي للتعاون منذ تأسيسها لعبت دوراً محورياً في تعزيز الثقة المتبادلة والتعاون العملي بين الدول الأعضاء، وأسهمت بشكل ملموس في بناء مجتمع إقليمي أكثر أمناً واستقراراً".
وتابع: "وفي ظل التحديات العالمية المتزايدة، من الضروري أن نواصل العمل بروح الشراكة والتضامن، وأن نُعزز الحوار والتفاهم، ونُرسّخ التعاون في مختلف المجالات. سنعمل معاً على تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد، والأمن، والثقافة، والصحة، بما يخدم مصالح شعوبنا، ويُسهم في بناء عالم أكثر عدالة وازدهاراً".
وتعقد القمة التي تستمر يومين في مدينة تيانجين شمالي الصين، وتعد أكبر تجمع منذ تأسيس المجموعة في عام 2001 بين 6 دول أوراسية.
وعقد الرئيس الصيني اجتماعات ثنائية مع رؤساء وزراء الهند، ومصر، وأرمينيا وفيتنام، والتقى نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.
وأعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، عن التزام نيودلهي بتحسين العلاقات مع بكين خلال اجتماع مع الرئيس الصيني شي جين بينج على هامش القمة، معلناً التوصل إلى اتفاق بين البلدين بشأن إدارة المناطق الحدودية المتنازع عليها، دون ذكر تفاصيل، واستئناف الرحلات الجوية بين الجانبين، التي تم تعليقها في عام 2020.
كما أعلن الرئيس الصيني شي جين بينج، ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، الاتفاق على "شراكة استراتيجية" بين البلدين، في أعقاب لقائهما على هامش القمة.
تعزيز نفوذ الصين
واعتبرت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، أن بكين تبسط السجادة الحمراء لأكثر من 20 من قادة العالم في حدثين كبيرين متعلقين بالدفاع، غير أن قوائم الضيوف تعد نافذة على طموحات الصين وتحالفاتها ومحاولاتها المستمرة لتوسيع نفوذها.
والحدثان هما القمة السنوية لمنظمة شنغهاي للتعاون (SCO)، وهي مجموعة أنشأتها الصين وروسيا في عام 2001 مع التركيز على الأمن في آسيا الوسطى والمنطقة الأوسع، واستعراض عسكري ضخم لإحياء الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، حيث خرجت الصين منتصرة على جارتها اليابان.
ومن أبرز ضيوف الرئيس الصيني قادة روسيا وكوريا الشمالية، بالإضافة إلى رؤساء دول وحكومات معظم دول جنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى.
لكن قوائم ضيوف منتدى منظمة شنغهاي للتعاون، والعرض العسكري لا تتداخل بشكل كامل، ما يعكس مصالح بكين وولاءاتها والقيود التي تواجهها بين جيرانها وخارجها.
ويتصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الإيراني مسعود بيزشكيان، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، قائمة كبار الشخصيات التي تحضر القمة.
كما يحضر أيضاً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي اللذان يعدّ بلداهما "شريكين في الحوار" داخل منظمة شنغهاي للتعاون.
كما يجري تمثيل بعض الدول غير الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، ومعظمها من جنوب شرق آسيا. وتشمل هذه الدول إندونيسيا ولاوس وماليزيا وفيتنام، ما يعكس رغبة الصين في تعزيز علاقاتها الإقليمية.
تأسست منظمة شنغهاي للتعاون من قبل الصين وروسيا وكازاخستان وقيرجيزستان وطاجيكستان، وتوسعت فيما بعد لتشمل أعضاء مثل الهند وإيران وباكستان وبيلاروس. أما أفغانستان ومنغوليا فهما دولتان مراقبتان، وهناك 14 دولة أخرى، معظمها من جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط، تعمل "شركاء في الحوار". ويتناوب البلد الذي يستضيف القمة السنوية كل عام.
من يحضر العرض العسكري؟
ومن المقرر أن يحضر معظم الضيوف رفيعي المستوى في منتدى منظمة شنغهاي للتعاون العرض العسكري، ولكن سيكون هناك بعض المغادرين البارزين والإضافات البارزة.
وسيغادر قادة الهند وتركيا بكين قبل العرض العسكري. وعلى غرار معظم الدول الغربية وحلفائها، تمتنع الهند وتركيا بشكل عام عن الظهور إلى جانب كبار قادة الصين في العروض العسكرية التي تقام كل بضع سنوات.
وسينضم إلى الرئيس الصيني ونظيره الروسي لمشاهدة القوات الصينية، وهي تسير في جادة تشانجآن، زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، الذي لن يحضر قمة منظمة شنغهاي للتعاون.
وسيكون هذا أول اجتماع لكيم مع شي منذ أكثر من 6 سنوات، وأول مناسبة يجتمع فيها مع مجموعة من قادة العالم منذ تولي الزعيم الكوري الشمالي منصبه، في أواخر عام 2011.
ومن المحتمل أن يكون جلوس شي وبوتين وكيم معاً في ميدان تيانانمن بمثابة استعراض جريء للوحدة في وقت يزداد فيه إحباط الغرب بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا.
كما سيحضر العرض العسكري أيضاً، رئيس المجلس العسكري في ميانمار، مين أونج هلاينج، وهو رئيس البلاد بالنيابة في أعقاب الانقلاب العسكري في عام 2021.
كما سيحضر الرئيس الكوبي، ميجيل دياز كانيل، بالإضافة إلى قادة جمهورية الكونغو الديمقراطية وزيمبابوي.
وسيكون الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، ورئيس الوزراء السلوفاكي، روبرت فيكو، المسؤولين الأوروبيين الوحيدين اللذين سيحضران العرض العسكري، وليس قمة منظمة شنغهاي للتعاون.