
حذرت الإمارات إسرائيل الأربعاء، من أن أي تحرك لضم الضفة الغربية سيشكل "خطاً أحمر"، لأبوظبي، وسيقوض بشدة ما تنطوي عليه اتفاقيات أبراهام التي طبّعت بموجبها العلاقات مع إسرائيل، وذلك، قبل يومين من اجتماع مرتقب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتشاور بشأن خطة لضم أجزاء من الضفة.
وقالت السفيرة لانا نسيبة مساعدة وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية لرويترز "منذ البداية، نرى الاتفاقيات وسيلة لتمكيننا من مواصلة دعمنا للشعب الفلسطيني وتطلعاته المشروعة إلى دولة مستقلة".
وأضافت "كان هذا موقفنا في 2020، ولا يزال موقفنا حتى اليوم".
وقالت نسيبة "ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى وقف هذه الخطط. لا يجوز السماح للمتطرفين، من أي نوع، بإملاء مسار المنطقة. فالسلام يتطلب شجاعة ومثابرة ورفض السماح للعنف بتحديد خياراتنا".
وذكرت نسيبة في تصريحات لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن "الضم سيكون خطاً أحمر بالنسبة لحكومتي، وهذا يعني أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام دائم. مثل هذه الخطوة ستقضي على فكرة الاندماج الإقليمي، وستكون بمثابة نهاية لحل الدولتين".
وقالت: "نحن نعتقد أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لديها الكثير من الأدوات لقيادة مبادرة لاندماج أوسع لإسرائيل في المنطقة. نثق في أن الرئيس ترمب لن يسمح بتلطيخ أو تهديد اتفاقات أبراهام، التي هي جزء من إرثه، من قبل المتطرفين والمتشددين".
إسرائيل تبحث ضم الضفة
وقال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون وأوروبيون مطلعون لموقع "أكسيوس في أغسطس، إن الحكومة الإسرائيلية تناقش بـ"جدية" ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة رداً على الاعتراف الوشيك بفلسطين من قِبَل عدة دول غربية خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وذكر الموقع الأميركي، أن معظم المجتمع الدولي ينظر إلى الضفة الغربية على أنها أراضٍ محتلة، وسيعتبر أي ضم إسرائيلي لها "غير قانوني، وتحريضي".
ورجَّح أن خطوة إسرائيل التالية ستعتمد على موقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي منع الضم الإسرائيلي مرتين في ولايته الأولى.
ونقل "أكسيوس" عن السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي قوله، إن الإدارة الأميركية "ليس لديها موقف حتى الآن".
وأضاف هاكابي: "لا أعرف مدى اتساع نطاق (الضم المخطط له). لست متأكداً من وجود وجهة نظر مشتركة داخل الحكومة الإسرائيلية حول مكان الضم وقدره".
وتابع: "ما يخطط الأوروبيون للقيام به، بدأ يدفع المزيد والمزيد من الناس في إسرائيل إلى القول إنه ربما ينبغي عليهم البدء في الحديث عن ضم أجزاء من يهودا والسامرة"، مستخدماً المصطلح الذي تشير به الحكومة الإسرائيلية إلى الضفة الغربية.
فيما يزعم بعض المسؤولين الإسرائيليين، أن إدارة ترمب لن تعارض الضم، "لأنها غاضبة جداً" من الدول التي تخطط للاعتراف بفلسطين.
مخطط استيطاني بالضفة
ووافقت إسرائيل نهائياً في 20 أغسطس، على مخطط E1 الاستيطاني، والذي سيفصل شمال الضفة الغربية المحتلة عن جنوبها، فيما قال وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش إن "الدولة الفلسطينية تمحى، ليس بالشعارات، ولكن بالأفعال".
ومنحت اللجنة العليا للتخطيط التابعة للإدارة المدنية الموافقة النهائية على المخطط الذي أعلن سموتريتش إقراره في 14 أغسطس الجاري، لإقامة مستوطنات جديدة، في إطار "مشروع E1"، في خطوة قال إنها "ستقوّض تماماً إمكانية قيام دولة فلسطينية".
وقال سموتريتش، الذي يشغل أيضاً منصباً في وزارة الدفاع، إن القرار "خطوة مهمة تمحو عملياً وهم حل الدولتين".
وأضاف الوزير اليميني المتطرف: "الدولة الفلسطينية تُمحى عن الطاولة ليس بالشعارات بل بالأفعال. فكل مستوطنة، وكل حي، وكل وحدة سكنية هي مسمار آخر في نعش هذه الفكرة الخطيرة".
ويهدف المشروع إلى ربط مستوطنة "معاليه أدوميم" مع القدس الشرقية، وهو ما يعتبره معظم المجتمع الدولي خرقاً للقانون الدولي، إذ تُعد المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والاحتلال العسكري للمنطقة منذ عام 1967، غير شرعيين.