
رحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقرار الصين إعفاء المواطنين الروس من التأشيرات، مشيراً إلى أن موسكو ستتصرف بالمثل رداً على هذه الخطوة، وذلك بعدما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوه جيا كون، الثلاثاء، أن بكين ستطبق نظاماً تجريبياً لإعفاء الروس من التأشيرة لمدة 30 يوماً لمدة عام اعتباراً من 15 سبتمبر الجاري.
وأكد بوتين خلال لقائه مع عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني لي هونج تشونج، على هامش المنتدى الاقتصادي الشرقي، أن قرار بكين سيساهم في تعزيز تنمية الأعمال وتطوير العلاقات بين البلدين، وفقاً لما نقلته وكالة "ريا نوفوستي" الروسية.
وأكد لي هونج تشونج، الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني في مجلس نواب الشعب الصيني، أن سياسة السفر بدون تأشيرة تمثل توجهاً مهماً في الدبلوماسية الصينية، وتعكس المستوى الرفيع للعلاقات بين بكين وموسكو.
بوتين: قمة منظمة شنغهاي للتعاون "رائعة"
ووصف الرئيس الروسي قمة منظمة شنغهاي للتعاون في الصين التي عقدتها الصين الأسبوع الماضي، بأنها رائعة، مشيداً بالمبادرات واسعة النطاق للرئيس الصيني شي جين بينج.
وأضاف بوتين: "أهنئ الصين مجدداً على انعقاد قمة منظمة شنغهاي للتعاون بنجاح، وعلى المبادرات التي طرحها الرئيس الصيني".
ومضى يقول: "كما ذكرتُ سابقاً، جميعها واسعة النطاق، وفي الوقت المناسب".
رسائل قمة منظمة شنغهاي
وبعثت قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي اختتمت فعالياتها في تيانجين الصينية، الاثنين، رسائل سياسية عدّة، أبرزها رفض عقلية الحرب الباردة وسياسات الهيمنة، والدعوة إلى نظام عالمي أكثر عدلاً مع التركيز على التعددية، وإطلاق مبادرات استراتيجية بينها إنشاء مصرف تنمية مشترك.
وفي الوقت الذي طرح فيه الرئيس الصيني شي جين بينج مبادرة جديدة للحوكمة العالمية، أكدت الدول الأعضاء التزامها بتعزيز التعددية ومواجهة سياسات الهيمنة، مع التشديد على أهمية تطوير التعاون المالي وتقليل الاعتماد على الدولار الأميركي، وتوسيع استخدام العملات المحلية.
وشهدت القمة التي عقدت على مدار يومين بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة ورؤساء 10 منظمات دولية، اجتماعات ثنائية رفيعة المستوى بين الصين وكل من روسيا، والهند، وتركيا، ومصر، ودول من جنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى، ما عكس حجم التوجهات الاستراتيجية لتوسيع نفوذ المنظمة دولياً.
وشهد اليوم الأخير للقمة، انعقاد الاجتماع الـ25 لمجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي، إضافة إلى "اجتماع شنغهاي بلس"، في أكبر قمة سنوية للمنظمة منذ تأسيسها، حيث اعتمدت وثائق رئيسية، أبرزها استراتيجية التنمية للعقد المقبل، وفقاً لوكالة "شينخوا" الصينية.
العرض العسكري
واستقبل الرئيس الصيني شي جين بينج، الثلاثاء، بوتين في بكين، والتي استمرت 4 أيام، وشملت اجتماعاً مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، وحضور عرض عسكري ضخم لإحياء ذكرى الانتصار في الحرب العالمية الثانية، الأربعاء.
وأكد الرئيس الصيني ونظيره الروسي أهمية تنسيق المواقف بشأن القضايا الجوهرية، ووقع البلدان أكثر من 20 وثيقة تعاون، فيما أشاد بوتين بمستوى العلاقات مع بكين، واصفاً إياها بأنها عند "مستوى غير مسبوق".
وقال شي خلال استقبال بوتين إن العلاقات الصينية الروسية "ضربت مثالاً على العلاقات بين قوتين عظميين"، وأضاف أن العلاقات بين الصين وروسيا تتميز بـ"الود بين الجيران، والتنسيق الاستراتيجي الشامل، والتعاون المتبادل والمفيد"، معتبراً أنها "صمدت في وجه اختبار التغيرات الدولية".
وذكر شي في الاجتماع مع بوتين، والذي ضم أيضاً رئيس منغوليا أوخناجين خوريلسوخ أنه "كلما أصبح الوضع العالمي أكثر فوضوية، كلما تعين على الصين وروسيا ومنغوليا تقوية التضامن والتعاون، وزيادة الدعم المشترك".
وأضاف الرئيس الصيني: "بكين مستعدة للعمل مع روسيا لدعم مسيرة التنمية والنهضة لدى الطرفين، والدفاع بحزم عن العدالة والإنصاف الدوليين، وبناء نظام حوكمة عالمي عادل ومعقول".
"صديقي العزيز شي"
بدوره، أعرب بوتين عن امتنانه للرئيس الصيني الذي وصفه بأنه "صديقه العزيز"، على الترحيب الحار في بكين، وقال إن قرار روسيا والصين الاحتفال بالنصر في الحرب العالمية الثانية بشكل مشترك هو "أمر له أهمية كبيرة".
واستعاد بوتين في كلمته، الأربعاء، ذكريات التحالف السوفيتي مع الصين خلال الحرب العالمية الثانية، مضيفاً أن "ذاكرة الأخوة في السلاح، والثقة، والدعم المتبادل، والصلابة في الدفاع عن المصالح المشتركة تمثّل أساس التوافق الاستراتيجي بين موسكو وبكين، في العصر الجديد"، وفق ما نقلت CNN.
وأضاف بوتين موجهاً كلامه إلى شي: "كنا دائماً معاً آنذاك، وما زلنا معاً اليوم".
وتابع: "التواصل الوثيق بين روسيا والصين يعكس الطابع الاستراتيجي للعلاقات بين البلدين، والتي وصلت إلى مستوى غير مسبوق".