اتفاق عربي على رفض تصفية القضية الفلسطينية وضرورة وقف حرب الإبادة

دورة مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية تختتم أعمالها بمشروع قرار مصري سعودي

time reading iconدقائق القراءة - 5
اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورته العادية. 4 سبتمبر 2025 - @Petranews
اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورته العادية. 4 سبتمبر 2025 - @Petranews
القاهرة-الشرق

قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الخميس، إن هناك اتفاقاً عربياً على أن المخطط الإسرائيلي تجاوز حدود حرب الإبادة، ليصل إلى محاولة تصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير أو ضم أجزاء من الضفة الغربية.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، خليفة شاهين المرر، في ختام الدورة العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، في دورتها الـ164 التي انعقدت في القاهرة، وترأستها الإمارات.

وقال أبو الغيط إن الاجتماع يأتي في ظل ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد، نتيجة لما وصفه بـ"التصرفات الوحشية" التي تمارسها إسرائيل، إذ تركزت النقاشات بالكامل على القضية الفلسطينية.

"تحرك عربي مزدوج"

وأوضح أن الوزراء العرب توافقوا على تحرك عربي مزدوج خلال المرحلة المقبلة، يقوم على وقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، والحفاظ على مشروع الدولة الفلسطينية، موضحاً أن مصر، والسعودية قدمتا مشروع قرار إلى المجلس، يتناول التعاون العربي في الشرق الأوسط، ويتضمن مجموعة من الأسس والمبادئ.

وشدد أبو الغيط على أن القرار الذي تم تبنيه اليوم يلخص الموقف العربي من القضية الفلسطينية، وفيه تأكيد على مبدأ سيادة الدول العربية، ورفض أي تلميحات إسرائيلية للمساس بها، فضلاً عن التأكيد على التمسك بحل القضية الفلسطينية وفق مبدأ حل الدولتين، باعتباره الطريق الوحيد لإنهاء التوترات الإقليمية، والانتقال إلى أفق جديد من الاستقرار والازدهار.

موقف موحّد ضد الاحتلال

وأكد أبو الغيط أن مشروع القرار السعودي- المصري استحوذ على الكثير من النقاشات، داعياً إلى الاهتمام بقراءته لما تضمنه من فقرات ذات دلالات مهمة، منها إدانة أي طرح يهدد سيادة الدول العربية ووحدة أراضيها، مع التشديد على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية.

وأشار إلى أن الوزراء أكدوا عدم التعويل على أي ترتيبات للتعاون الإقليمي أو التكامل والتعايش بين دول المنطقة، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية أو التهديد المبطن بضم أراضٍ جديدة.

وقال إن الوزراء شددوا على ضرورة معالجة جذور الصراع في المنطقة، ولا سيما عبر تسوية القضية الفلسطينية بشكل عادل وشامل.

ورداً على سؤال بشأن التحركات العربية لدعم الموقف الفلسطيني في الأمم المتحدة، رغم إعلان الإدارة الأميركية عدم منح التأشيرات للوفد الفلسطيني، قال أبو الغيط إن القرار الصادر عن وزراء الخارجية العرب يدعو الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في هذا القرار، اتساقاً مع التزاماتها الدولية.

تحركات عربية ودولية

وأضاف أبو الغيط أن هناك تأكيداً عربياً بالسعي خلال الفترة المقبلة لإجراء اتصالات فردية وجماعية، لمحاولة التأثير على القرار الأميركي، وإقناع الولايات المتحدة بتغيير موقفها من الوفد الفلسطيني.

وبسؤال أبو الغيط عن مناقشة وجود قوات عربية لحفظ الأمن في غزة بعد وقف الحرب، أوضح أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أدلى بتصريحات تلفزيونية أكد فيها استعداد فلسطين للموافقة على هذا الموضوع.

وأضاف أبوالغيط: "هناك مشروع حالياً تسعى مصر لدعمه بهذا الخصوص"، وتابع قائلاً: "أعتقد أن العرب على استعداد لوجود مكون عربي- دولي، وهذا أيضاً من المسائل المطروحة".

ضم الضفة "خط أحمر"

من جانبه، أكد وزير الدولة الإماراتي خليفة شاهين المرر أنه تم الانتهاء من أعمال الدورة 164 لمجلس جامعة الدول العربية حيث تم التوصل إلى توافق بعد مناقشات مستفيضة بين الوزراء ورؤساء الوفود بشأن البنود المدرجة على جدول الأعمال.

 وجدد التأكيد على موقف الإمارات الرافض لأي خطوة لضم الضفة الغربية أو الأراضي الفلسطينية المحتلة، معتبراً ذلك "خطاً أحمر" يهدد الأمن الإقليمي.

وقال المرر إن الإمارات مستمرة في إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، كما تواصل العمل في إطار العلاقات مع الدول العربية لإيجاد حل يوقف الحرب، ويعيد الاستقرار إلى القطاع، وما يتبع ذلك من إجراءات.

وفي هذا السياق، قال أبوالغيط إن وزراء الخارجية العرب أعربوا عن تأييدهم الكامل للتصريحات الإماراتية بشأن رفض ضم أراضي الضفة.

وأكد الأمين العام للجامعة العربية أن المسار العربي في هذه المرحلة يقوم على تنفيذ المبادرة السعودية- الفرنسية بعقد مؤتمر دولي بشأن تطبيق حل الدولتين، والحصول على أكبر عدد من الاعترافات الدولية بفلسطين، مشيراً إلى أن هذا "نضال ممتد سيستغرق وقته، لكنه سيحقق هدفه".

تصنيفات

قصص قد تهمك