نيبال.. ضحايا في احتجاجات ضد قيود حكومية على مواقع التواصل

time reading iconدقائق القراءة - 4
أفراد من شرطة مكافحة الشغب يطاردون متظاهرين خلال احتجاجات في كاتماندو ضد قرار الحكومة النيبالية حجب العديد من منصات التواصل الاجتماعي- 8 سبتمبر 2025 - Reuters
أفراد من شرطة مكافحة الشغب يطاردون متظاهرين خلال احتجاجات في كاتماندو ضد قرار الحكومة النيبالية حجب العديد من منصات التواصل الاجتماعي- 8 سبتمبر 2025 - Reuters
دبي-الشرق

لقي ما لا يقل عن 17 شخصاً مصرعهم في العاصمة النيبالية كاتماندو، الاثنين، بعدما فتحت قوات الشرطة النار على متظاهرين احتشدوا احتجاجاً على قرارات حكومية تهدف إلى تنظيم وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك عقب حظر عدة منصات عالمية كبرى من بينها فيسبوك، و"إكس"، و"يوتيوب"، بحسب ما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".

وأشارت الوكالة إلى أن المظاهرات اندلعت في الشوارع المحيطة بمبنى البرلمان النيبالي، الذي طوّقته حشود ضخمة قُدّرت بعشرات الآلاف من المحتجين الغاضبين من قرار الحظر، والذي بررته السلطات بعدم امتثال المنصات لمتطلبات التسجيل والخضوع للرقابة الحكومية.

وذكرت السلطات أنه أُصيب ما لا يقل عن 145 شخصاً، بينهم 28 من عناصر الأمن.

وتمكن المتظاهرون من اختراق الحواجز والأسلاك الشائكة، ما أجبر قوات مكافحة الشغب على التراجع إلى داخل مجمع البرلمان.

وجاء استخدام الرصاص بالتزامن مع مساعي الحكومة النيبالية لتمرير مشروع قانون جديد يهدف إلى "إدارة المنصات بشكل سليم، ومسؤول، وخاضع للمساءلة"، وفق ما ورد في نَص المشروع، غير أن هذا القانون قُوبل بانتقادات واسعة، واعتُبر من قبل ناشطين ومنظمات حقوقية وسيلة للرقابة وتكميم أفواه المعارضين الذين يستخدمون الإنترنت للتعبير عن آرائهم.

وأكدت الحكومة أن نحو 20 منصة تواصل اجتماعي شائعة الاستخدام في البلاد تلقّت إنذارات متكررة بضرورة تسجيل شركاتها للعمل بشكل قانوني داخل نيبال. وأضافت أن المنصات التي تجاهلت التحذيرات تم حظرها اعتباراً من الأسبوع الماضي.

وفيما لم ترد شركات "جوجل" المالكة لـ"يوتيوب"، و"ميتا" المالكة لـفيسبوك وإنستجرام وواتساب، و"إكس" التابعة للملياردير إيلون ماسك، على طلبات الوكالة الحصول على تعليق، واصلت منصات أخرى مثل "تيك توك"، و"فايبر"، و3 شركات إضافية، نشاطها بشكل طبيعي بعد تسجيلها رسمياً داخل البلاد.

من جانبه، أفاد المسؤول الأمني شيخار خانال، بأن من بين المصابين 28 عنصراً من قوات الأمن، مشيراً إلى أن احتجاجات محدودة استمرت حتى وقت متأخر من مساء الاثنين.

ولا يزال التوتر سائداً في العاصمة، حيث أعلنت الحكومة فرض حظر تجول في محيط البرلمان، والأمانة العامة للحكومة، والقصر الرئاسي، بالإضافة إلى عدد من المناطق الحيوية في المدينة.

وبحسب "المركز الوطني للصدمات" في كاتماندو، وهو المستشفى الرئيسي بالعاصمة، تم استقبال 7 جثث لأشخاص لقوا مصرعهم إلى جانب عشرات المصابين، العديد منهم في حالة حرجة نتيجة إصابات بالرصاص في منطقتي الرأس والصدر، بحسب ما صرّح به الطبيب بدري رضا.

وأضافت "أسوشيتد برس" أن احتجاجات الاثنين، وُصفت بأنها "انتفاضة جيل زد" (الجيل الذي وُلد بين عامي 1995 و2010).

ويُلزم مشروع القانون المقترح شركات التواصل الاجتماعي بتعيين مكاتب اتصال داخل البلاد، وهو ما تعتبره منظمات حقوق الإنسان محاولة من الحكومة لتقييد حرية التعبير والحقوق الأساسية.

وكانت نيبال فرضت حظراً على منصة "تيك توك" في عام 2023، متهمةً إياها بالإضرار بـ"السِلم الاجتماعي" ونشر "مواد غير لائقة".

ورُفع الحظر العام الماضي، بعد أن تعهّد مسؤولو المنصة بالالتزام بالقوانين المحلية، بما في ذلك الحظر المفروض منذ عام 2018 على المواقع الإباحية.

تصنيفات

قصص قد تهمك