أرسلت الولايات المتحدة القاذفات الاستراتيجية من طراز B52، وطائرات من طراز AC 130 المخصصة للأهداف الأرضية، إلى مسرح العمليات في أفغانستان، وذلك في محاولة لوقف مقاتلي حركة طالبان الذين يتقدمون نحو ثلاث مدن رئيسية في البلاد، وفقاً لصحيفة "ذا تايمز" البريطانية.
وبحسب الصحيفة، فإن الطائرات الأميركية انطلقت إلى أفغانستان من قاعدة جوية في قطر، مشيرة إلى أنها ستشن ضربات لاستهداف مواقع لطالبان حول قندهار، وهرات، ولاشكر جاه في ولاية هلمند.
وتأتي هذه الخطوة وسط تدهور متزايد للوضع في أفغانستان، إذ تواصل طالبان الاستيلاء على مساحات واسعة في جميع أنحاء البلاد مع انسحاب القوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة.
وسيطرت الحركة السبت، على مدينة شبرغان الواقعة في جوزجان، لتكون بذلك ثاني ولاية تسقط عاصمتها في أيدي المتمرّدين في غضون أقل من 24 ساعة، بعد السيطرة على زرانج في نمروز، أول عاصمة إقليمية تحتلها طالبان منذ بدء حملتها العسكرية في مايو الماضي.
واغتالت الحركة، الجمعة، المسؤول الإعلامي للحكومة، داوا خان مينابال، في العاصمة كابول، بعد أيام من تحذير حركة طالبان، باستهداف كبار المسؤولين رداً على القصف الجوي المكثّف ضد عناصرها.
وتُقدر وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، سيطرة طالبان حتى الآن على نصف مراكز المقاطعات البالغ عددها 419 في أفغانستان.
ميزات المقاتلات الأميركية
الصحيفة اعتبرت أن نشر القاذفات والطائرات الحربية الأميركية يُعد مؤشراً على مدى حاجة القوات الأفغانية إلى دعم الولايات المتحدة، لا سيما بعد تعثرها في الفترة الأخيرة أمام ضربات حركة طالبان، إذ لا تزال القوات الجوية الأفغانية تعتمد على الطائرات التي زودتها بها الولايات المتحدة، والتي تواجه تحديات تتعلق بنفاد قطع الغيار والمدربين الفنيين، بعد رحيل المتعاقدين الأميركيين.
ولقي 7 طيارين أفغان على الأقل مصرعهم بعد استهدافهم من قبل طالبان، بينما أفادت تقارير بأن العديد من الطيارين باتوا يشعرون بالإرهاق بعد تنفيذ الكثير من المهمات في أجواء البلاد.
وتمتاز طائرات B-52 باعتبارها قاذفات استراتيجية بعيدة المدى، تعمل بالطاقة النفاثة، ويمكنها حمل ما يصل إلى 32 طناً من القنابل. كما تستخدم الولايات المتحدة أيضاً مسيّرات من طراز Reaper، وطائرات حربية من طراز "AC-130 Specter"، حيث يتم تنفيذ 5 مهام على الأقل كل يوم.
وتستخدم القوات الأميركية طائرتها AC 130، منذ 55 عاماً، ونتيجة لقوتها النارية الفعالة، تعتبر مفضلة في الدعم الجوي القريب، وخاصة قوات الكوماندوز والقوات البرية التقليدية، وتمتاز عن غيرها من الطائرات الحربية بقدرتها الفريدة على إطلاق النار باستمرار ضد الهدف المحدد. إلى جانب قدرتها على الطيران في دائرة واسعة فوق المنطقة المستهدفة، دون أن تضطر إلى الانعطاف والعودة.
وهناك العديد من الجيوش التي تستخدم هذه الطائرة، في آسيا وأميركا الجنوبية وإفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط (خلال حرب الخليج). وكان قد تم استخدامها لأول مرة خلال الحرب الأميركية في فيتنام.
مواصلة الضربات الجوية
ومع ظهور مؤشرات على "تلاشي الأمل في تحقيق السلام"، بحسب مسؤولين أميركيين، ودخول الحرب في أفغانستان إلى مرحلة "أكثر فتكاً وتدميراً"، وفقاً للمبعوثة الأممية إلى أفغانستان، بالإضافة إلى سقوط أولى عواصم الولايات في يد طالبان، طالبت الولايات المتحدة مواطنيها بالخروج من البلد "فوراً".
وأشارت السفارة الأميركية في بيان، إلى أنه في ضوء الأوضاع الأمنية، فإن قدرة السفارة على مساعدة المواطنين الأميركيين في البلد "محدودة للغاية حتى في العاصمة كابول".
وأضافت السفارة أنها ستقدم قروضاً للمواطنين الأميركيين الذي لا يستطيعون تحمل تكاليف شراء تذكرة تجارية إلى الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن إرشادات السفر إلى هذا البلد تظل عند المستوى الرابع، الذي يعني عدم السفر بسبب مخاوف من "الجريمة والإرهاب، وعدم الاستقرار، والنزاع المسلح، وفيروس كورونا".
وعلى الرغم من أن الرئيس الأميركي جو بايدن حدد موعداً نهائياً للانسحاب في 31 أغسطس، إلا أن مصادر دفاعية أميركية قالت إن هناك نية لمواصلة الضربات الجوية بعد ذلك التاريخ.
ومنذ مايو الماضي، تصاعدت وتيرة القتال بين القوات الحكومية وعناصر طالبان الذين سيطروا على مناطق شاسعة في البلاد، ومواقع حدودية استراتيجية، بالتزامن مع قرب انتهاء الانسحاب الغربي من البلاد، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.
اقرأ أيضاً: