أقال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، الخميس، السفير البريطاني لدى الولايات المتحدة، بيتر ماندلسون، بعدما كشفت مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني عن علاقة وثيقة ربطته بالأميركي جيفري إبستين الذي أدين بجرائم جنسية قبل وفاته.
واشتهر ماندلسون بتحركات سرية خلال مسيرة مهنية استمرت لأكثر من 3 عقود، وأُقيل من المنصب الدبلوماسي البريطاني والرفيع بعد الكشف هذا الأسبوع عن عدد من الخطابات ورسائل البريد الإلكتروني التي وجهها إلى إبستين.
وكان السياسي العمالي المخضرم، البالغ من العمر 71 عاماً، والذي كان له دورٌ أساسي في نجاح الحزب خلال حقبة توني بلير، خضع للتدقيق بسبب علاقته بإبستين بعد نشر كتاب تهنئة بعيد ميلاده، الذي تضمن رسالة يُزعم أنها من السفير الحالي، يصف فيها إبستين بأنه "صديقه المفضل".
ونشرت وسائل الإعلام رسائل بريد إلكتروني أخرى تُظهر أن ماندلسون نصح إبستين بالسعي من أجل الإفراج المبكر عندما واجه اتهامات بالتحرش.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية: "في ضوء المعلومات الإضافية الواردة في رسائل البريد الإلكتروني التي كتبها بيتر ماندلسون، طلب رئيس الوزراء من وزير الخارجية بإعفاء ماندلسون من منصبه كسفير".
وأضافت الوزارة: "تُظهر رسائل البريد الإلكتروني أن عمق ومدى علاقة ماندلسون بجيفري إبستين يختلفان اختلافاً جوهرياً عما هو معروف خلال وقت تعيينه".
وقالت الوزارة إن الكشف عن اقتراح ماندلسون بأن إدانة إبستين الأولى كانت خاطئة ويجب الطعن فيها كان "معلومة جديدة".
ويوم الأربعاء، صرّح ماندلسون بأنه نادم بشدة على لقائه بإبستين، وأنه استمر في هذه العلاقة "لفترة أطول بكثير مما كان ينبغي"، وهو تصريح بدا أنه أقنع ستارمر الذي منحه دعمه لاحقاً في البرلمان.
من هو جيفري إبستين؟
وأثير اسم جيفري إبستين لأول مرة عام 2005، بعدما فتح تحقيق في بالم بيتش بولاية فلوريدا، إثر اتهامه بدفع أموال لفتاة تبلغ من العمر 14 عاماً مقابل الجنس.
وارتبط إبستين بعدد من السياسيين ورجال الأعمال بمن فيهم الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، والرئيس الحالي دونالد ترمب، الذي قال لمجلة "نيويورك" عام 2002: "لقد عرفت جيف منذ 15 عاماً، إنه رجل رائع. إنه أمر ممتع للغاية أن أكون معه. ويقال إنه يحب النساء الجميلات بقدر ما أحب، والعديد منهن صغيرات في السن.. إنه يستمتع بحياته الاجتماعية".
وبدأ إبستين حياته المهنية في مدينة نيويورك كمدرس للرياضيات في مدرسة دالتون للنخبة، وفي السبعينيات توجه إلى العمل في بنك الاستثمار "بير ستيرنز" قبل أن يؤسس شركته الخاصة، "جيه إبستين وشركاه"، في عام 1982.
وتشير مجلة "تاون آند كانتري" الأميركية إلى أن إبستين استطاع أن يدخل نادي المليونيرات بسرعة قياسية، إذ كان يعيش داخل منزل مستقل ضخم، ويتبرع بمبالغ كبيرة لمجموعة واسعة من المؤسسات، فيما ظل مصدر أمواله غامضاً، وعندما توفي إبستين، كانت ثروته تبلغ 577 مليوناً و672 ألفاً و654 دولاراً، وفقاً لوصية موقعة قبل يومين فقط من وفاته في عام 2019.