واشنطن تدفع مجموعة السبع لفرض رسوم على الهند والصين بسبب النفط الروسي

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال قمة قادة مجموعة السبع في كاناناسكيس بكندا. 17 يونيو 2025 - REUTERS
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال قمة قادة مجموعة السبع في كاناناسكيس بكندا. 17 يونيو 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

أفادت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، الخميس، نقلاً عن 4 مصادر مطلعة، بأن الولايات المتحدة تعتزم الضغط على دول مجموعة السبع لفرض رسوم جمركية مرتفعة على الهند والصين بسبب شرائهما لنفط روسيا، في مسعى لدفع الأخيرة إلى الدخول في محادثات سلام مع أوكرانيا.

وسيناقش وزراء مالية مجموعة السبع عبر مكالمة فيديو، الجمعة، مقترحاً أميركياً يتضمن حزمة جديدة من الإجراءات، وسط تحركات الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتوسط في اتفاق سلام للتوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا.

وكان ترمب دعا في وقت سابق من هذا الأسبوع، الاتحاد الأوروبي إلى فرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على الصين والهند، لكنه وسّع حالياً نطاق الضغط ليشمل أيضاً حلفاءه في مجموعة السبع.

"تمويل آلة الحرب الروسية"

وقال متحدث باسم وزارة الخزانة الأميركية، إن "مشتريات الصين والهند من النفط الروسي تموّل آلة الحرب لدى (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، وتطيل أمد القتل العبثي للشعب الأوكراني"، وفق تعبيره.

وأشار إلى أن بلاده "أوضحت لحلفائها الأوروبيين، في وقت سابق هذا الأسبوع، أنهم في حال كانوا جادين لإنهاء الحرب فعليهم الانضمام إلى واشنطن، وفرض رسوم جمركية مؤثرة يتم إزالتها في اليوم الذي تنتهي فيه الحرب".

وأضاف: "إدارة الرئيس ترمب جاهزة للسلام، وحان الوقت لشركائنا في مجموعة السبع أن ينضموا إلينا ويتحركوا معنا".

وبينما رفض المسؤول الأميركي ذكر نسبة الرسوم الجمركية المحتمل فرضها، قالت مصادر مطلعة، إن واشنطن اقترحت نسباً تتراوح بين 50% و100%.

مخاوف من تأثيرات اقتصادية

وكانت الولايات المتحدة زادت، الشهر الماضي، نسبة الرسوم الجمركية على الواردات الهندية إلى 50%، بسبب مشتريات نيودلهي من النفط الروسي.

وفي أبريل الماضي، فرض ترمب رسوماً جمركية مرتفعة على الواردات الصينية، لكنه خفّضها في مايو، بعد أن أثارت ردود فعل سلبية حادة في الأسواق.

ويدرك مسؤولو الاتحاد الأوروبي، أن فرض رسوم جمركية باهظة على شريكين تجاريين رئيسيين مثل الصين والهند سيكون معقداً بسبب التداعيات الاقتصادية المتوقعة، واحتمال رد بكين بالمثل.

ويأمل التكتل في إبرام اتفاق تجاري مع نيودلهي خلال الأسابيع المقبلة، ضمن مساعيه لتعزيز العلاقات مع قوة آسيوية صاعدة، وفقاً لـ"فاينانشال تايمز".

كما تسعى بروكسل لإقناع واشنطن بإمكانية ممارسة ضغط مماثل، لكن عبر وسائل أخرى، مثل تشديد العقوبات على منتجي الطاقة الروس، وتقديم موعد حظر شراء واردات النفط والغاز الروسي المقرر في 2027.

وقال 3 مسؤولين أوروبيين، إن ذلك سيتطلب من ترمب ممارسة ضغوط على المجر وسلوفاكيا، وهما دولتان بقيادة زعماء موالين لموسكو ما زالا يشتريان النفط الروسي عبر خطوط الأنابيب، وسبق أن عرقلا فرض عقوبات أوروبية أكثر صرامة.

ويبحث الاتحاد الأوروبي حالياً فرض عقوبات على الصين بسبب شرائها النفط والغاز الروسيين بأسعار منخفضة.

وفي هذا الإطار، التقى مفوض الطاقة في الاتحاد الأوروبي دان يورجنسن، الخميس، وزير الطاقة الأميركي كريس رايت، لبحث بدائل للغاز الطبيعي المسال الروسي عبر الإمدادات الأميركية.

وأكد يورجنسن، على حاجة التكتل الملحة إلى "ضمان التخلص سريعاً من الاعتماد القائم على الطاقة الروسية".

ولا يزال الاتحاد الأوروبي يستورد نحو خُمس احتياجاته من الغاز من روسيا، انخفاضاً من 45% قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022.

أبرز مضامين الاجتماع

أما كندا، التي تتولى رئاسة مجموعة السبع واستضافت قمة المجموعة الأخيرة في ألبرتا في يونيو الماضي، أفادت بأنها دعت إلى هذا الاجتماع المرتقب "بعد مشاورات مع الولايات المتحدة".

وأوضحت أن الاجتماع سيبحث "إجراءات إضافية لزيادة الضغط على روسيا، والحد من آلتها الحربية".

وأشار المتحدث باسم وزير المالية الكندي جون فراجوس، إلى أن "مجموعة السبع موحدة في معارضتها للحرب الروسية غير القانونية وغير المبررة".

وقال مسؤول كندي، طلب من "فاينانشال تايمز" عدم الكشف عن هويته، إن "المناقشات ستشمل مقترحات لفرض رسوم جمركية على الدول التي تواصل تمويل آلة الحرب الروسية".

وتواجه كندا بدورها معضلة حيال هذه الخطوة، إذ أطلق رئيس الوزراء مارك كارني، في يونيو، مبادرة لإحياء العلاقات مع الهند بعد قطيعة استمرت عامين.

كما اتخذت أوتاوا خطوات مماثلة تجاه بكين، في إطار مساعيها لتنويع اقتصادها بعيداً عن الاعتماد على واشنطن.

تصنيفات

قصص قد تهمك