
أعادت كوريا الجنوبية، الجمعة، أكثر من 300 من مواطنيها ممن اعتُقلوا خلال مداهمة نفذتها إدارة الهجرة في الولايات المتحدة داخل مصنع لشركة "هيونداي" بولاية جورجيا الأسبوع الماضي، وذلك بعد أن رفضوا عرضاً أميركياً بالبقاء، حسبما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".
وكانت الطائرة تقل 330 شخصاً اعتُقلوا في جورجيا، 316 منهم كوريون جنوبيون والبقية عمال صينيون ويابانيون وإندونيسيون، إذ احتجزتهم الولايات المتحدة في مركز احتجاز للمهاجرين في فولكستون، على بُعد 460 كيلومتراً جنوب شرق أتلانتا، عاصمة ولاية جورجيا.
وأظهرت لقطات تلفزيونية هبوط طائرة مستأجرة من طراز "بوينج 747-8i" تابعة للخطوط الجوية الكورية، في مطار إنتشون الدولي، غرب سول، الجمعة.
وفي وقت لاحق، أظهرت اللقطات عمالاً، بعضهم يرتدي أقنعة، يمرون بصالة الوصول التابعة للمطار مع كبار المسؤولين، بمن فيهم رئيس موظفي الرئاسة كانج هون سيك، وهم يصفقون.
وتجمع مئات الصحافيين في المطار لتغطية وصولهم، إذ رفع أحد المتظاهرين لافتة ضخمة عليها صورة للرئيس الأميركي دونالد ترمب ورسالة تنتقد إجراءات القمع الأميركية ضد الهجرة، قبل أن يقنعه مسؤولو الأمن بالتوقف.
وطلبت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية من وسائل الإعلام طمس وجوه العمال في مقاطع الفيديو والصور في المطار، بناءً على طلبات العمال، الذين أعربوا عن قلقهم على خصوصيتهم.
عرض أميركي
وكانت الحكومة الكورية الجنوبية قد سعت لإعادة مواطنيها إلى ديارهم، الخميس، لكنها قالت إن الخطة "أُجلت لسبب يتعلق بالجانب الأميركي".
وفي وقت لاحق، صرحت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية بأن الرئيس دونالد ترمب أوقف إجراءات المغادرة ليستمع إلى كوريا الجنوبية بشأن ما إذا كان ينبغي السماح للكوريين بالبقاء لمواصلة عملهم والمساعدة في تدريب العمال الأميركيين أو إعادتهم إلى كوريا الجنوبية.
وقال الرئيس الكوري الجنوبي، لي جاي ميونج، في مؤتمر صحافي الخميس: "وجّه الرئيس ترمب بالسماح للمحتجزين بالعودة إلى ديارهم بحرية، وأعفى من لم يرغب في العودة".
وأضاف: "أُبلغنا أنه بناءً على هذه التعليمات، تم إيقاف العملية مؤقتاً، وتعديل الإجراءات الإدارية تبعاً لذلك"، لافتاً إلى أن مواطناً كورياً جنوبياً لديه أقارب في الولايات المتحدة اختار في النهاية البقاء في الولايات المتحدة.
مشروعات كورية
ويُعد مصنع البطاريات، وهو مشروع مشترك بين "هيونداي" و"إل جي إنرجي سوليوشن"، واحداً من أكثر من 20 موقعاً صناعياً رئيسياً تبنيها شركات كورية جنوبية حالياً في الولايات المتحدة.
وتشمل هذه المواقع مصانع بطاريات أخرى في جورجيا وعدة ولايات أخرى، ومصنعاً لأشباه الموصلات في تكساس، ومشروعاً لبناء السفن في فيلادلفيا، وهو قطاع لطالما سلط ترمب الضوء عليه فيما يتعلق بكوريا الجنوبية.
وقالت السلطات الأميركية إن بعض العمال الكوريين المحتجزين عبروا الحدود الأميركية بشكل غير قانوني، بينما دخل آخرون بشكل قانوني، لكن تأشيراتهم منتهية الصلاحية أو دخلوا بموجب إعفاءات من التأشيرة تمنعهم من العمل.
لكن مسؤولين وخبراء من كوريا الجنوبية اتهموا الولايات المتحدة بـ"الفشل" في التصرف بشأن طلبها الطويل الأمد لتحسين نظام التأشيرات لاستيعاب العمال الكوريين المهرة، حيث تريد الولايات المتحدة من كوريا الجنوبية توسيع الاستثمارات الصناعية الأميركية.
وفي الواقع، تعتمد الشركات الكورية الجنوبية في الغالب على تأشيرات الزيارة قصيرة الأجل أو النظام الإلكتروني لتصاريح السفر لإرسال العمال المطلوبين لبدء مواقع التصنيع والتعامل مع مهام الإعداد الأخرى، وهي الممارسة التي تم التسامح معها إلى حد كبير لسنوات.