النفط الروسي و"تيك توك" أبرز ملفات جولة جديدة من المحادثات الأميركية الصينية في مدريد

بكين: سنبحث في إسبانيا الرسوم الجمركية الأميركية وسوء استخدام ضوابط الصادرات

time reading iconدقائق القراءة - 7
وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت يصافح نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينج خلال المحادثات التجارية في جنيف. 10 مايو 2025 - Reuters
وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت يصافح نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينج خلال المحادثات التجارية في جنيف. 10 مايو 2025 - Reuters
مدريد/ دبي -رويترزالشرق

تستضيف العاصمة الإسبانية مدريد، الأحد، جولة جديدة من المحادثات التجارية بين مسؤولين أميركيين وصينيين لمناقشة الخلافات التجارية، والموعد النهائي لبيع تطبيق "تيك توك" TikTok، بالإضافة إلى مطالب واشنطن للحلفاء في مجموعة السبع وأوروبا بفرض رسوم جمركية على مشتري النفط الروسي.

والمحادثات المرتقبة في مدريد هي الرابعة بين الولايات المتحدة والصين خلال أربعة أشهر، إذ اجتمع وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، والممثل التجاري الأميركي، جيميسون جرير، بنائب رئيس الوزراء الصيني، هي ليفنج، في عدة مدن أوروبية، في محاولة لمنع انهيار العلاقات التجارية الأميركية-الصينية المتوترة بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وكان المسؤولون الثلاثة، إلى جانب كبير المفاوضين التجاريين الصينيين، لي تشنجانج، قد اجتمعوا آخر مرة في ستوكهولم في يوليو الماضي، حيث اتفقوا من حيث المبدأ على تمديد هدنة تجارية لمدة 90 يوماً، ليتم بموجبها تخفيض الرسوم الجمركية، وعودة تدفق المعادن النادرة من الصين إلى الولايات المتحدة.

ووافق ترمب على تمديد الرسوم الجمركية الأميركية الحالية على السلع الصينية، والتي تبلغ نحو 55% حالياً، حتى 10 نوفمبر المقبل.

وقالت وزارة التجارة الصينية، إن محادثات مدريد ستشمل القضايا الاقتصادية والتجارية مثل الرسوم الجمركية الأميركية، و"إساءة" استخدام ضوابط الصادرات، و"تيك توك".

تمديد مهلة "تيك توك"

ونقلت "رويترز" عن مصادر مطلعة، أن احتمالات تحقيق اختراق كبير في المحادثات التي يستضيفها رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، "ضعيفة"، رغم أن سانشيز سعى في السنوات الأخيرة إلى تحسين العلاقات مع بكين.

والنتيجة الأكثر ترجيحاً لاجتماعات مدريد، على حد وصفهم، هي تمديد آخر للموعد النهائي لمطالبة مالكة تطبيق "تيك توك" الصيني، شركة ByteDance، ببيع عملياته في الولايات المتحدة قبل 17 سبتمبر، أو مواجهة الإغلاق.

وقال مصدر مطلع على مناقشات إدارة ترمب بشأن مستقبل "تيك توك"، لـ"رويترز"، إنه "لا يتوقع التوصل إلى اتفاق، لكن الموعد النهائي سيتم تمديده للمرة الرابعة" منذ تولي ترمب منصبه في يناير الماضي.

ولم يناقش الجانبان ملف تطبيق "تيك توك" في الجولات السابقة من المحادثات الأميركية-الصينية في جنيف ولندن وستوكهولم. لكن المصدر أشار إلى أن إدراجه العلني كبند في جدول الأعمال في إعلان وزارة الخزانة الأميركية، يمنح إدارة ترمب "غطاءً سياسياً لتمديد آخر"، وهو ما قد يزعج كلاً من الجمهوريين والديمقراطيين في الكونجرس، الذين أقروا قانوناً يلزم ببيع "تيك توك" لكيان أميركي للحد مما يصفوه بـ"المخاطر الأمنية".

وقالت ويندي كاتلر، المفاوضة التجارية السابقة في مكتب الممثل التجاري الأميركي ورئيسة معهد سياسة آسيا في واشنطن، إنها تتوقع حفظ "الإنجازات" الأهم لاجتماع محتمل بين ترمب والرئيس الصيني شي جين بينج في وقت لاحق من العام الجاري، ربما خلال قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في سول في نهاية أكتوبر المقبل.

وقد تشمل هذه الإنجازات، اتفاقاً نهائياً لحل المخاوف الأمنية الأميركية بشأن "تيك توك"، ورفع القيود على مشتريات الصين من فول الصويا الأميركي، وتقليل الرسوم الجمركية المرتبطة بالفنتانيل على السلع الصينية.

وأضافت كاتلر، أن "مناقشات مدريد قد تساعد في تمهيد الطريق لمثل هذا الاجتماع".

لكنها أوضحت أن حل الشكاوى الاقتصادية الأميركية الأساسية من الصين، بما في ذلك مطالب واشنطن بتحويل النموذج الاقتصادي الصيني نحو الاستهلاك المحلي، وتقليل الاعتماد على الصادرات المدعومة من الدولة، قد يستغرق سنوات.

وقالت: "بصراحة، لا أعتقد أن الصين في عجلة من أمرها لعقد اتفاق لا تحصل فيه على تنازلات كبيرة بشأن ضوابط الصادرات وخفض الرسوم الجمركية، وهما أولوياتهما الرئيسية، ولا أرى الولايات المتحدة مستعدة لتقديم تنازلات كبيرة في أي منهما، ما لم يحدث اختراق في مطالبها من الصين".

النفط الروسي

وقالت وزارة الخزانة الأميركية، إن محادثات مدريد ستتناول أيضاً الجهود الأميركية-الصينية المشتركة لمكافحة "غسل الأموال"، في إشارة إلى مطالبها المستمرة بأن تشدد الصين الرقابة على شحنات السلع التكنولوجية إلى روسيا.

وحث وزير الخزانة بيسنت، الجمعة، حلفاء مجموعة السبع على فرض "رسوم جمركية ذات مغزى" على الواردات من الصين والهند للضغط عليهما لوقف شراء النفط الروسي، وهي خطوة تهدف إلى دفع موسكو نحو التفاوض بشأن السلام في أوكرانيا عبر تقليص عائداتها النفطية.

وقال وزراء المالية في مجموعة السبع، الجمعة، إنهم ناقشوا مثل هذه الإجراءات واتفقوا على تسريع المناقشات لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لدعم دفاع أوكرانيا.

وفي بيان منفصل، قال بيسنت وجرير، إنه يجب على حلفاء مجموعة السبع الانضمام إلى الولايات المتحدة في فرض رسوم جمركية على مشتري النفط الروسي.

وأضافا: "فقط من خلال جهد موحد يقطع الإيرادات  التي تمول آلة الحرب الروسية من مصدرها، سنتمكن من فرض ضغوط اقتصادية كافية لإنهاء القتل العبثي".

وفرضت الولايات المتحدة رسوماً إضافية بنسبة 25% على السلع الهندية بسبب مشترياتها من النفط الروسي، لكنها لم تفرض حتى الآن مثل هذه الرسوم العقابية على السلع الصينية.

تحركات إسبانية

وتسعى الحكومة الإسبانية إلى تحقيق أقصى قدر من الظهور لهذه المحادثات. وسيستقبل وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، الوفدين علناً قبل بدء المحادثات ظهراً، في قصر سانتا كروز الباروكي، الذي يضم وزارة الخارجية الإسبانية.

وقال مصدر حكومي إسباني، إن اختيار إسبانيا للجولة الأخيرة من هذه المحادثات "الحساسة" دليل على أن مدريد تكرس نفسها كمقر للمفاوضات الاستراتيجية رفيعة المستوى.

كما تسعى مدريد لأن تكون مكاناً لمؤتمر سلام دولي لحل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، وفق "رويترز".

وأضاف المصدر أن الحكومة الإسبانية تسعى للاستفادة من الحدث لتعزيز علاقاتها الثنائية مع الولايات المتحدة بعد سلسلة من المواجهات المتوترة مع إدارة ترمب، بسبب انتقادات مدريد للحرب الإسرائيلية على غزة، ورفضها الالتزام بإنفاق 5% من ميزانيتها على الدفاع إلى جانب أعضاء آخرين في حلف الناتو.

وكان بيسنت قد انتقد سانشيز لإعلانه، بكين "شريكاً استراتيجياً" في ذروة الحرب التجارية في أبريل الماضي، قائلاً إن "علاقة أوثق مع الصين تعادل قطع عنقك بنفسك".

تصنيفات

قصص قد تهمك