
اتهمت رئيسة مولدوفا، مايا ساندو، الأحد، روسيا، بـ"محاولة الاستيلاء" على بلادها، عبر التدخل في الانتخابات المولدوفية، واستهداف الناخبين المقيمين في الخارج، بـ"دعاية مضللة"، قبل الانتخابات البرلمانية المقررة الشهر الجاري.
وقالت ساندو، التي اعتمدت على أصوات الجالية المولدوفية في الخارج للفوز بولاية ثانية العام الماضي ولترجيح كفة التصويت بـ"نعم" على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لصحيفة "فاينانشيال تايمز" إن "موسكو كثفت من حملتها الدعائية عبر الإنترنت".
وأضافت: "الروس يستهدفون الجالية في الخارج"، متهمة الكرملين باستخدام قساوسة الكنيسة الأرثوذكسية الروسية لنشر الدعاية، إلى جانب شبكة "ماتريوشكا" المدعومة من الكرملين، والتي "تستخدم أساليب مثل إنشاء مواقع إخبارية مزيفة تحاكي شكل ومضمون وسائل الإعلام الأوروبية لنشر تقارير كاذبة ومضللة".
ويسعى حزب ساندو "العمل والتضامن"، المؤيد للاتحاد الأوروبي، للاحتفاظ بأغلبيته في 28 سبتمبر الجاري.
وأعربت رئيسة مالدوفا، عن خشيتها من تكرار حملة عام 2024، عندما زُعم أن عملاء روس نفذوا تهديدات كاذبة بوجود قنابل في مراكز اقتراع مولدوفية بالخارج، بينها مراكز في ألمانيا.
وكانت أجهزة الأمن المولدوفية، كشفت العام الماضي، عن "هجوم غير مسبوق" على العملية الانتخابية في البلاد، متهمة موسكو بضخ مبالغ طائلة إلى الدولة السوفيتية السابقة لشراء الأصوات عبر شبكة واسعة من الوسطاء.
وقدرت ساندو، أن روسيا أنفقت ما يعادل 1% من الناتج المحلي الإجمالي لمولدوفا لـ"التلاعب بانتخاباتنا" في عام 2024.
الكرملين ينفي الاتهامات
واعتبرت رئيسة مولدوفا، أن أساليب روسيا تتطور، زاعمة أن "مجرمين يعملون لصالح موسكو يُستَخدمون الآن لإثارة الاضطرابات في السجون المولدوفية". وقالت: "إنها مجموعة واسعة جداً من الأدوات التي تستخدمها روسيا… محاولة لإغراق مؤسساتنا".
الكرملين من جانبه نفى سابقاً أي تورط في التدخل بالانتخابات في الخارج.
ودعت ساندو إلى دعم الاتحاد الأوروبي خلال خطاب ألقته في البرلمان الأوروبي بمدينة ستراسبورج الأسبوع الجاري.
وقالت لصحيفة "فاينانشيال تايمز" قبيل الخطاب: "أريد من الاتحاد الأوروبي أن يتعلم من تجربتنا. مولدوفا ديمقراطية هشة، لكن يمكننا أن نرى أن بعض الأساليب التي تستخدمها روسيا هنا يجري تصديرها لاحقاً إلى أماكن أخرى. يجب ألا نقلل من خطورة التهديد الذي تواجهه ديمقراطياتنا".
وكان الاتحاد الأوروبي تعهد العام الماضي بتقديم 1.8 مليار يورو من الدعم الاقتصادي لمولدوفا قبل الاستفتاء على عضوية الاتحاد الذي دعت إليه ساندو، والذي انتهى بفوز ضئيل لمعسكر "نعم".
وجرت في الوقت ذاته انتخابات رئاسية كانت المنافسة فيها محتدمة بين ساندو والمرشح الموالي لروسيا، ألكسندر ستويانوجلو.
وفازت ساندو في الجولة الثانية بنسبة 55% بفضل أصوات الجالية المولدوفية في الخارج، فيما كانت ستخسر لو اقتصر التصويت على الداخل، حيث واجهت انتقادات بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة المرتبطة بالحرب في أوكرانيا وبخطة حكومتها لتقليل الاعتماد على إمدادات الطاقة الروسية.
وتعثر تقدم مولدوفا في مسار الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، إذ يرتبط ملفها بملف أوكرانيا، إذ تقدمت الدولتان بطلب العضوية عام 2022 بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. لكن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان رفض فتح مفاوضات العضوية مع أوكرانيا، فيما أصر الرئيس فولوديمير زيلينسكي على أن كييف وكيشيناو يجب أن تتقدما معاً.
ووصفت ساندو الانتخابات البرلمانية المقبلة، بأنها "العقبة الأخيرة أمام مسار انضمام مولدوفا" إلى الاتحاد الأوروبي. غير أن حزبها يواجه منافساً قوياً بعد إعلان ستويانوجلو تشكيل تحالف يضم ثلاثة أحزاب معارضة لمواجهة حزب "العمل والتضامن".
وطرح ستويانوجلو، وهو مدعٍ عام سابق، رؤية تقوم على "الانسجام" مع كل من الغرب والشرق. ورغم أن ائتلاف "البديل"، الذي يقوده، يعلن دعمه شكلياً للتكامل مع الاتحاد الأوروبي، إلا أن ساندو حذرت من أن خصومها يهدفون إلى تقويض تقدم مولدوفا وإعادتها إلى دائرة النفوذ الروسي.
وفي كلمتها أمام البرلمان الأوروبي، الثلاثاء الماضي، قالت ساندو إن الكرملين يسعى لـ"السيطرة على مولدوفا عبر صناديق الاقتراع".