
بدأ ممثلو الولايات المتحدة والصين، الأحد، جولة جديدة من المحادثات التجارية في مدريد، مع تكثيف الجهود الدبلوماسية بين البلدين.
ووصلت الوفود، برئاسة وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، ونائب رئيس الوزراء الصيني، هي لي فنج، إلى مكان الاجتماع في مدريد بعد ظهر الأحد، وبدأت المحادثات بعد وقت قصير، حسبما نقلت "بلومبرغ" عن مسؤول أميركي.
ومن المقرر أن تشمل المحادثات قضايا التجارة والاقتصاد والأمن القومي، إلى جانب بحث وضع تطبيق "تيك توك" التابع لشركة "بايت دانس"، والذي يواجه هذا الأسبوع موعداً نهائياً للتوصل إلى اتفاق يضمن استمراره في العمل داخل الولايات المتحدة.
ومحادثات مدريد هي الرابعة بين الولايات المتحدة والصين خلال أربعة أشهر، إذ اجتمع وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، والممثل التجاري الأميركي، جيميسون جرير، بنائب رئيس الوزراء الصيني، هي ليفنج، في عدة مدن أوروبية، في محاولة لمنع انهيار العلاقات التجارية الأميركية-الصينية المتوترة بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وكان المسؤولون الثلاثة، إلى جانب كبير المفاوضين التجاريين الصينيين، لي تشنجانج، قد اجتمعوا آخر مرة في ستوكهولم في يوليو الماضي، حيث اتفقوا من حيث المبدأ على تمديد هدنة تجارية لمدة 90 يوماً، ليتم بموجبها تخفيض الرسوم الجمركية، وعودة تدفق المعادن النادرة من الصين إلى الولايات المتحدة.
ووافق ترمب على تمديد الرسوم الجمركية الأميركية الحالية على السلع الصينية، والتي تبلغ نحو 55% حالياً، حتى 10 نوفمبر المقبل.
وقالت وزارة التجارة الصينية، إن محادثات مدريد ستشمل القضايا الاقتصادية والتجارية مثل الرسوم الجمركية الأميركية، و"إساءة" استخدام ضوابط الصادرات، و"تيك توك".
تمديد مهلة "تيك توك"
ونقلت "رويترز" عن مصادر مطلعة، أن احتمالات تحقيق اختراق كبير في المحادثات التي يستضيفها رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، "ضعيفة"، رغم أن سانشيز سعى في السنوات الأخيرة إلى تحسين العلاقات مع بكين.
والنتيجة الأكثر ترجيحاً لاجتماعات مدريد، على حد وصفهم، هي تمديد آخر للموعد النهائي لمطالبة مالكة تطبيق "تيك توك" الصيني، شركة ByteDance، ببيع عملياته في الولايات المتحدة قبل 17 سبتمبر، أو مواجهة الإغلاق.
وقال مصدر مطلع على مناقشات إدارة ترمب بشأن مستقبل "تيك توك"، لـ"رويترز"، إنه "لا يتوقع التوصل إلى اتفاق، لكن الموعد النهائي سيتم تمديده للمرة الرابعة" منذ تولي ترمب منصبه في يناير الماضي.
ولم يناقش الجانبان ملف تطبيق "تيك توك" في الجولات السابقة من المحادثات الأميركية-الصينية في جنيف ولندن وستوكهولم. لكن المصدر أشار إلى أن إدراجه العلني كبند في جدول الأعمال في إعلان وزارة الخزانة الأميركية، يمنح إدارة ترمب "غطاءً سياسياً لتمديد آخر"، وهو ما قد يزعج كلاً من الجمهوريين والديمقراطيين في الكونجرس، الذين أقروا قانوناً يلزم ببيع "تيك توك" لكيان أميركي للحد مما يصفوه بـ"المخاطر الأمنية".
وقالت ويندي كاتلر، المفاوضة التجارية السابقة في مكتب الممثل التجاري الأميركي ورئيسة معهد سياسة آسيا في واشنطن، إنها تتوقع حفظ "الإنجازات" الأهم لاجتماع محتمل بين ترمب والرئيس الصيني شي جين بينج في وقت لاحق من العام الجاري، ربما خلال قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في سول في نهاية أكتوبر المقبل.
وقد تشمل هذه الإنجازات، اتفاقاً نهائياً لحل المخاوف الأمنية الأميركية بشأن "تيك توك"، ورفع القيود على مشتريات الصين من فول الصويا الأميركي، وتقليل الرسوم الجمركية المرتبطة بالفنتانيل على السلع الصينية.
وأضافت كاتلر، أن "مناقشات مدريد قد تساعد في تمهيد الطريق لمثل هذا الاجتماع".