
أشاد وزير الدفاع الصيني دونج جون، الخميس، بجهود بكين لإعادة تشكيل الحوكمة العالمية، محذراً من عالمٍ منقسمٍ بشكل متزايد "يُحكم بقانون الغاب"، موجهاً انتقادات مبطنة للولايات المتحدة، مؤكداً في ذات الوقت على أن جيش بلاده القوي سيكون "قوةً من أجل السلام".
وقال دونج في افتتاح منتدى "بكين شيانغشان" الأمني: "يقف العالم عند مفترق طرقٍ تُخيم عليه أفكار الحرب الباردة والهيمنة والحمائية، وعليه اختيار الحوار بدلاً من المواجهة".
وأضاف: "إن التدخل العسكري الخارجي، والسعي إلى مناطق نفوذ، وإجبار الآخرين على الانحياز إلى أي طرف، سيُدخل المجتمع الدولي في حالة من الفوضى".
وحذر وزير الدفاع الصيني من أن "الهوس بالتفوق العسكري المطلق ونهج (القوة هي الحق) سيؤديان إلى عالم منقسم، تحكمه سياسة الغاب والفوضى"، مضيفاً أن "جيشاً صينياً قوياً سيكون قوة من أجل السلام".
ووجّهت تصريحات دونج انتقادات مبطنة للولايات المتحدة، وبدت أكثر تشدداً من خطابه في منتدى العام الماضي، لا سيما في مواضيع مثل التوتر بشأن جزيرة تايوان ذات الحكم الديمقراطي.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوتر بين الصين والولايات المتحدة وحلفائها وشركائها بشأن بؤر التوتر في شرق آسيا، بما في ذلك تايوان وبحر الصين الجنوبي، بالإضافة إلى التنافسات الاقتصادية الأوسع في عهد الرئيس دونالد ترمب.
كما تأتي في أعقاب خطابات الرئيس الصيني شي جين بينج الأخيرة ضد "الهيمنة وسياسات القوة"، والعرض العسكري الكبير الذي أقيم هذا الشهر في بكين، والذي استعرض مجموعة من الأسلحة الجديدة.
محاولات "انفصالية" تايوانية
وفي صدى لتحذير دونج من "قانون الغاب"، قال وزير الدفاع السنغافوري تشان تشون سينج، إن تآكل القيم المشتركة يعني "أننا نخاطر مرة أخرى بالوقوع في حلقة مفرغة مماثلة" من الاضطرابات الاقتصادية والسياسات المتطرفة التي أدت إلى الحرب العالمية الثانية.
وبينما أكد دونج انفتاح الصين على القيام بدورها في الحفاظ على النظام الدولي، قال إن "جيش التحرير الشعبي لن يسمح أبداً بنجاح أي محاولات انفصالية من جانب تايوان".
وأضاف في هذا الصدد: "إن عودة تايوان إلى الصين جزء لا يتجزأ من النظام الدولي لما بعد الحرب"، مضيفاُ أن جيش التحرير الشعبي مستعد "لإحباط التدخل العسكري الخارجي في جميع الأوقات".
وتتمسك الصين بأن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها، ولم تتنصل قط من احتمال استخدام القوة لضمها.
لكن في المقابل، يعترض رئيس تايوان لاي تشينج تي وحكومته بشدة على أحاديث السيادة الصينية، مؤكدين أن الأمر متروك لشعب الجزيرة ليقرر مستقبله.
ويأتي هذا المنتدى، الذي يضم حوالي 1800 مسؤول وعسكري وباحث من 100 دولة، وسط موجة من الدبلوماسية بين واشنطن وبكين قبل قمة محتملة لزعمائهما في وقت لاحق من العام، إذ تحدث دونج مع نظيره الأميركي بيت هيجسيث الأسبوع الماضي في أول اتصال مباشر بينهما، بينما من المتوقع أن يتحدث شي وترمب هاتفياً الجمعة.
واتفق مسؤولون أميركيون وصينيون، في مدريد هذا الأسبوع، على نقل ملكية تطبيق "تيك توك" إلى شركة أميركية، لتحقيق تقدم في المحادثات التي استمرت لأشهر بين أكبر اقتصادين لنزع فتيل حرب تجارية أثارت قلق الأسواق العالمية.
ومع ذلك، يقول دبلوماسيون ومحللون إنه لا توجد حتى الآن أي مؤشرات واضحة على تعميق التعاون العسكري، وسط تصاعد التوتر الإقليمي.