
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الخميس، إن الاتحاد الأوروبي يجب أن ينظر في إبرام اتفاقات تجارية مع دول مثل الهند، لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة التي تدفع التكتل إلى تنويع علاقاته، بسبب الرسوم الجمركية التي تفرضها على الواردات.
وأضافت فون دير لاين في مؤتمر مع قادة أعمال ألمان: "نريد إبرام اتفاق مع الهند هذا العام"، موضحة أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أكد لها التزامه بهذا الهدف في مكالمة هاتفية جرت الأربعاء.
وتابعت: "نجري محادثات مع جنوب إفريقيا وماليزيا والإمارات ودول أخرى".
ويرغب الاتحاد الأوروبي في تعزيز التعاون مع الهند، بما في ذلك في مجال الدفاع، في وقت يضغط فيه ترمب عليه لفرض رسوم جمركية ضخمة على نيودلهي، بسبب دعمها الغزو الروسي لأوكرانيا.
وفي محاولة محتملة لتهدئة ترمب ومنتقدي تعزيز التعاون مع أحد أقرب حلفاء روسيا، أضافت المفوضية تحذيراً مفاده أن على الهند التوقف عن مساعدة روسيا في التحايل على العقوبات.
وتوصلت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق تجاري، في يوليو، فيما اعتبرت رئيسة المفوضية أن الاتفاق الذي توصل إليه التكتل مع واشنطن "سيجلب الاستقرار".
أميركا "متقلبة"
وبحسب ما أوردته مجلة "بوليتيكو"، تجد بروكسل نفسها في ساحة جيوسياسية شائكة، إذ تسعى إلى تعزيز التعاون وإبرام اتفاقية تجارة حرة مع الهند بحلول نهاية العام، بينما تأمل في تنويع التجارة بعيداً عن الولايات المتحدة "المتقلبة".
وفي الوقت نفسه، لن تجد بروكسل تهديداً حقيقياً لروسيا مع زيادة حجم أعمالها مع دولة تربطها علاقات تاريخية وثيقة ومتواصلة مع موسكو.
وأقرّ مسؤول في الاتحاد الأوروبي بأن نيودلهي وبروكسل "لديهما خلافات" فيما يتعلق بحرب روسيا على أوكرانيا.
وأضاف المسؤول "هناك إقرار بأننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لسد الفجوات". ومع ذلك، تعوّل بروكسل على أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان في سعيها نحو التنويع.
والأسبوع الماضي، أشاد مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي، ماروش شيفتشوفيتش، مجدداً بالهند خلال زيارته الثالثة للبلاد هذا العام، مؤكداً أن محادثات التجارة ستُختتم قبل نهاية عام 2025.
حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا
وفي الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد إلى إبرام اتفاق تجاري مع الهند، يعتزم تقديم حزمة من العقوبات على روسيا إلى الدول الأعضاء، الجمعة، وذلك عقب مكالمة هاتفية بين أورسولا فون دير لاين والرئيس الأميركي دونالد ترمب، وفق ما أوردته "بلومبرغ".
وصرحت رئيسة المفوضية الأوروبية بأن الحزمة الـ 19، التي يفرضها الاتحاد على حليفة الهند، ستستهدف العملات المشفرة والبنوك والطاقة.
ولطالما ضغطت الولايات المتحدة على حلفائها في مجموعة الدول السبع لفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على الصين والهند، مقابل مشترياتهما من النفط الروسي، وذلك لدفع الرئيس فلاديمير بوتين إلى طاولة المفاوضات. ومن المرجح أن يواجه هذا الطلب مقاومة في عواصم دول الاتحاد.
ويعمل مسؤولو مجموعة الدول السبع حالياً على حزمة مقترحات يسعون إلى وضع اللمسات الأخيرة عليها خلال الأسبوعين المقبلين، إذ ستسعى تدابير أخرى إلى استهداف شركات النفط الروسية الكبرى والشبكات والخدمات التي تمكن موسكو من نقل النفط الخام، بما في ذلك من خلال كيانات في دول ثالثة والاستفادة من التجارة.
والتزمت معظم دول الاتحاد الأوروبي بالتخلص التدريجي من جميع واردات الوقود الأحفوري الروسي بحلول نهاية عام 2027، وهو الموعد النهائي الذي قالت فون دير لاين إنها "تريد تقصيره أكثر".