نصف مناصب السفراء شاغرة.. دبلوماسيون أميركيون: ترمب يقوض نفوذ واشنطن العالمي

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال عشاء ثنائي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وآخرين في البيت الأبيض في واشنطن العاصمة. 7 يوليو 2025 - Reuters
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال عشاء ثنائي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وآخرين في البيت الأبيض في واشنطن العاصمة. 7 يوليو 2025 - Reuters
دبي -الشرق

اعتبر دبلوماسيون أميركيون أن الرئيس دونالد ترمب أخلف وعده بإصلاح الدبلوماسية الأميركية إلى درجة تقويض نفوذ بلاده العالمي، بعد أن أصبحت أكثر من نصف مناصب السفراء الأميركيين شاغرة بعد مضي ثمانية أشهر على ولايته الثانية، حسبما ذكرت "بوليتيكو".

ووفقاً لمؤشر تتبع السفراء التابع لجمعية الخدمة الخارجية الأميركية، فإن 110 من أصل 195 منصباً لا تزال شاغرة حالياً، كما تُشغل معظم المناصب العليا في وزارة الخارجية بالوكالة، وغالباً ما يكون ذلك بأشخاص ذوي خبرة محدودة في هذا المجال.

ويُستبعد العديد من الدبلوماسيين الأميركيين، وخاصة في الخارج، من محادثات السياسة الخارجية، بينما يُكافحون لتطبيق أوامر الإدارة التي يصفونها بأنها "مُربكة"، كما يخشى كثيرون منهم التحدث علناً خوفاً من فصلهم، أو فقدان ترقيتهم بموجب قواعد جديدة تُقيّم "إخلاصهم"، بعدما شهدوا بالفعل طرد الآلاف من زملائهم، وتفكيك العديد من المكاتب.

وتحدثت "بوليتيكو" إلى عشرات المسؤولين في وزارة الخارجية، والدبلوماسيين السابقين، وغيرهم من المسؤولين الأميركيين المطلعين على شؤون الوزارة، وتعهدت بالحفاظ على سرية هويتهم؛ بسبب المخاوف من إمكانية فصلهم بسبب التحدث علناً.

وقال المسؤولون والدبلوماسيون الذين أُجريت معهم مقابلات إن إدارة ترمب، تُعيد تشكيل السلك الدبلوماسي ليصبح دبلوماسيوها مجرد مُنفذين بدلاً من مُبتكرين لأفكار السياسات. 

ولا يزال التأثير العام للتغييرات غير واضح، لكن العديد من الدبلوماسيين قالوا إنهم يشعرون بالعجز والاستسلام للظروف، ويحدث هذا على الرغم من خطط وزير الخارجية ماركو روبيو المُعلنة لجعل وزارته مركزيةً في صنع السياسة الخارجية.

تبرير الخارجية الأميركية 

ودافع المتحدث باسم وزارة الخارجية تومي بيجوت، عن التغييرات التي أجراها روبيو، قائلاً إن الوزير "أعاد تنظيم وزارة الخارجية بأكملها، لضمان قدرة الجهات الفاعلة الرئيسية: المكاتب الإقليمية والسفارات على التأثير في السياسات"، مضيفاً: "لن نتسامح مع استغلال بعض الأشخاص لمناصبهم لتقويض أهداف الرئيس المنتخب".

ويسود شعورٌ بالخوف في العديد من المناصب، ويتمحور هذا الشعور في جزءٍ كبيرٍ منه حول قدرة الدبلوماسيين على التواصل، والتعبير عن الآراء المعارضة حتى في الخلافات السياسية الأساسية.

وقال السفير الأميركي السابق في أفغانستان رونالد نيومان "إن الولاء للقرارات كان دائماً مطلباً أساسياً للخدمة في الخارجية الأميركية، ولكن إذا تم قمع التحدث بصراحة داخلياً، فإن الإدارة سوف تتعثر بشكل أعمى بمخاطر يمكن تجنبها".

الحقوق التفاوضية 

وفي مذكرةٍ صادرةٍ في أغسطس الماضي، سلّطت جمعية الخدمة الخارجية الأميركية، وهي نقابةٌ حرّضها ترمب على حرمانها من حقوقها التفاوضية، الضوء على هذه المخاوف بشكلٍ صريح.

وجاء في المذكرة، التي سبق أن نشرتها شبكة NBCNEWS أن الجمعية أُبلغت بحالاتٍ "يُقلّص فيها عدد موظفي الخدمة الخارجية من مهامهم بعد تقديم تحليلاتٍ غير إيجابية أو توصياتٍ غير مرحب بها للقيادة"، ولم تُفصّل المذكرة في هذه الحوادث.

وفي إحدى السفارات، أمر كبار المسؤولين الموظفين العاديين بمناقشة "أي أمر حساس ولو كان بسيطاً وجهاً لوجه"، وفقاً لأحد الدبلوماسيين.

وأضاف الدبلوماسي أن ذلك "يأتي وسط أحاديث بين الموظفين حول احتمال قيام وزارة الخارجية بتثبيت برنامج تجسس إلكتروني لمراقبة الاتصالات الإلكترونية لموظفي السفارة"، فيما وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية "ادعاء برنامج التجسس" بأنه "كاذب تماماً".

التعبير عن الاختلافات

ولطالما اعتمدت الوزارة "قناةً للمعارضة"، حيث كان بإمكان الدبلوماسيين إرسال مذكرة، عادةً ما تكون "سرية" إلى وزير الخارجية، للتعبير عن اختلافاتهم مع القرارات السياسية، ولكن ليس من الواضح مدى فعالية هذه القناة حالياً، إلا أن العديد من الدبلوماسيين، قالوا إنهم "لن يشعروا بالارتياح لاستخدامها، مع أن من يفعل ذلك يُفترض أن يتمتع بحماية قانونية من الإجراءات الانتقامية".

وقال دبلوماسيون ميركيون أيضاً إن "الاتصالات بين مقر الوزارة والمكاتب في الخارج أصبحت محدودة أكثر بكثير مما ينبغي، وخاصة في ضوء التغييرات الهائلة في السياسة الأميركية في كل شيء، بدءاً من التعريفات الجمركية إلى تعزيز الديمقراطية"، فيما قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية: "هناك انخفاض حاد في الشفافية".

وذكرت "بوليتيكو" أن تأخر اعتماد مجلس الشيوخ للسفراء، قد يؤدي إلى تقويض قدرة الولايات المتحدة على توصيل سياستها للخارج، كما يقلل من ناحية أخرى، البروتوكول الدبلوماسي في بعض الدول من احتمالية لقاء كبار القادة بمبعوثين مؤقتين، بالإضافة إلى أنهم غالباً ما يكون لديهم وصول أقل إلى الرئيس أو حتى الوزير في واشنطن لطلب التوجيه.

والخميس الماضي، وافق المشرعون على عدد من المرشحين، إذ صرح مسؤول في إدارة ترمب، مطلع على الوضع، بأنه كلما أسرع السفراء في الوصول إلى مناصبهم، كان تواصل قادة وزارة الخارجية مع الدبلوماسيين في الخارج أفضل.

تصنيفات

قصص قد تهمك