صور.. ترمب وقادة الجمهوريين ينعون تشارلي كيرك في مراسم حضرها عشرات الآلاف

الرئيس الأميركي: بعكس تشارلي أنا أكره خصومي

time reading iconدقائق القراءة - 14
إريكا كيرك أرملة الناشط اليميني الراحل تشارلي كيرك تظهر على شاشة عملاقة بمراسم تأبينه بملعب كرة قدم في أريزونا، 21 سبتمبر 2025 - REUTERS
إريكا كيرك أرملة الناشط اليميني الراحل تشارلي كيرك تظهر على شاشة عملاقة بمراسم تأبينه بملعب كرة قدم في أريزونا، 21 سبتمبر 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

نعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقادة الحزب الجمهوري الأحد، الناشط اليميني تشارلي كيرك، الذي اغتيل في 10 سبتمبر، وسعوا لتحفيز المحافظين الشباب خلال مراسم تأبينه، وعينهم على الانتخابات النصفية الحاسمة العام المقبل.

وخلال المراسم التي أقيمت في ملعب "ستيت فارم" بولاية أريزونا والذي امتلأ عن آخره، أشاد مسؤولون جمهوريون بالناشط الذي رحل عن عمر 31 عاماً، وبـ"إيمانه المسيحي العميق وعائلته الشابة"، فيما استغلوا المناسبة أيضاً لتحفيز القاعدة الشعبوية نفسها التي ساعدت ترمب على الفوز بولاية ثانية في البيت الأبيض في انتخابات العام الماضي، وفق "بلومبرغ".

وقال ترمب: "لم يكن اغتيال تشارلي مجرد اعتداء على رجل واحد أو على حركة واحدة، بل كان اعتداءً على أمتنا بأسرها"، واصفًا إياه بـ"الشهيد"، في حين اتهم ما سماه "اليسار المتطرف" بالمسؤولية عن اغتياله.

وأضاف: "لقد كان هجوماً على أقدس حرياتنا وحقوقنا التي وهبها الله لنا. البندقية كانت مصوّبة نحوه، لكن الرصاصة كانت موجّهة إلينا جميعاً".

ودأب ترمب على تحميل اليسار المسؤولية عن اغتيال كيرك حتى قبل اعتقال المشتبه به في الواقعة. وعكست رسائله الطبيعة المزدوجة لمراسم تأبين كيرك التي جمعت بين أجواء نهضة دينية وأجواء تجمع انتخابي لشعار "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى".

وألقت أرملته إريكا كلمة مؤثرة تكريماً لزوجها الراحل رفعت خلالها بصرها إلى السماء وهمست قائلة "أحبك"، ثم تحدثت عن إخلاصه للمسيحية وعائلته ونشاطه السياسي.

وقالت "أريدكم جميعاً أن تعلموا أن تشارلي الذي رحل مبكراً جداً كان مستعداً للموت أيضاً. لقد رحل عن هذا العالم دون ندم. كان يبذل قصارى جهده يومياً".

وحاول ترمب استحضار قدرة كيرك على تحفيز الناخبين الشباب، فيما يبدأ البيت الأبيض الاستعداد لانتخابات منتصف الولاية عام 2026. ويهيمن الجمهوريون حالياً على كل مفاصل السلطة في واشنطن، من البيت الأبيض إلى مجلس النواب ومجلس الشيوخ وصولاً إلى المحكمة العليا.

لكن الحزب الجمهوري غالباً ما يجد صعوبة أكبر في تحفيز قاعدته عندما لا يكون اسم ترمب مدرجاً على ورقة الاقتراع، ووفرت مراسم تأبين كيرك فرصة للحزب لتذكير الناس بأهمية الرهانات السياسية والحاجة إلى استقطاب مزيد من الناخبين الجدد.

وقال ترمب أمام الحشد في المراسم، التي شبّهها مساعدوه بحدث ديني: "لم يقتصر دور تشارلي على جذب الشباب إلى الحركة (ماجا)؛ بل فجأة بدأت الحركة تنمو بسرعة هائلة. في عام 2024، فزنا بعدد من الأصوات الشابة أكثر من أي مرشح جمهوري آخر في تاريخ بلادنا".

ووجه ترمب انتقادات إلى الليبراليين، مشيراً إلى أنه بخلاف كيرك، لا "يتمنى الخير" لخصومه.

صدمة اغتيال تشارلي كيرك

وصدم اغتيال كيرك، في 10 سبتمبر، الأوساط السياسية. وكان كيرك مقرباً بشكل شخصي من ترمب ونائبه جي دي فانس وعدد من كبار مساعدي البيت الأبيض.

أما المنظمة التي أسسها بدلاً من الالتحاق بالجامعة، "Turning Point USA"، فقد لعبت دوراً محورياً في تنظيم الناخبين الشباب خلال انتخابات 2024، لا سيما من بين الرجال البيض والسود واللاتينيين الشباب.

وأصيب كيرك برصاصة في العنق خلال مناظرة في إحدى جامعات يوتا. ووُجهت إلى تايلر روبنسون، 22 عاماً، تهمة القتل المشدد وتهم أخرى، وأكد الادعاء العام عزمه السعي إلى إصدار حكم بالإعدام بحقه. ولا يزال الدافع غير واضح.

وقالت كبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، إن جيش النشطاء الشباب الذين قادهم كيرك "تفوقوا عملاً وحيوية على الديمقراطيين"، وساهموا في إحداث "فرق حاسم" في فوز ترمب الكاسح بجميع الولايات المتأرجحة. كما ساعد كيرك في إضافة أصوات جديدة لتوسيع قاعدة الجمهوريين، وهو جزء أساسي من استراتيجية فوز ترمب، في وقت كان الديمقراطيون يتجادلون فيما بينهم العام الماضي، بشأن أيديولوجيتهم وأولوياتهم السياسية.

وقال المسؤول البارز في "Turning Point"، تايلر باوير، على وسائل التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع، إن كيرك أقنع العديد من الشباب بالتحول إلى الحزب الجمهوري. أما زوجته إرِيكا كيرك، أرملة الراحل وقائدة المنظمة الحالية، فقد قالت إن "دوري يتمثل الآن في جذب الشابات"، في إشارة إلى التحديات التي لا يزال الديمقراطيون يواجهونها مع الناخبين الشباب المحبطين.

وقالت إريكا كيرك من على المنصة مرتدية بذلة بيضاء: "كل ما بُني في Turning Point USA برؤية تشارلي وعمله الجاد، سنجعله أعظم بعشر مرات بقوة ذكراه".

وتعهدت أمام عشرات الآلاف في ملعب "ستيت فارم" بمدينة جلينديل، أريزونا، بإنشاء آلاف الفروع الجديدة للمنظمة.

طابع سياسي واضح

ومع مضي المراسم قدماً بعد ظهر الأحد، اتخذت الخطب طابعاً سياسياً أكثر وضوحاً.

وقال دونالد ترمب جونيور، الذي أشار إلى أن كيرك كان بمثابة "شقيق أصغر له"، إن الناشط الشاب هو من أقنع الجمهوريين بمحاولة تغيير القلوب والعقول في الجامعات، بدلاً من الاستسلام وانتظار أن يكبر ذلك الجيل ويصبح أكثر انسجاماً مع الجمهوريين بشأن قضايا مالية مثل خفض الضرائب.

وذكر أن كيرك بدأ العمل إلى جانب ترمب ودائرته المقربة منذ حملة 2016.

وقال ترمب جونيور: "يجب أن يكون إرثه أنه حين أُخذت حياته، نهض مليون تشارلي آخر لملء الفراغ. مهما كان ماضيك، ومهما كان تصويتك، ومهما كان أصلك، فهذه الحركة هي بيتك".

"حرب روحية"

وأشار مسؤولون مثل وزير الدفاع بيت هيجسيث إلى دور كيرك في تعزيز حضور المسيحية في الحكومة الأميركية والسياسة بشكل عام. وقال هيجسيث أمام الحشد: "مع مرور الوقت، أدرك أن الأمر ليس حرباً سياسية أو ثقافية بل حرب روحية".

وتوافد المشيعون الذين التزموا بتوجيهات Turning Point، بارتداء أفضل ما لديهم من ملابس الأحد، بألوان الأحمر والأبيض والأزرق إلى الملعب قبل الفجر. وفي الداخل، علت موسيقى الترانيم والتسبيح، فيما رفع بعض الحضور أيديهم وتمايلوا مع المغنين المسيحيين، بينما كانت حملة تسجيل الناخبين تجوب الصفوف.

وحضر عدد كبير من كبار مسؤولي الإدارة من واشنطن إلى المراسم، لدرجة أن البيت الأبيض أرسل طائرتين حكوميتين إلى أريزونا.

وشاهد ترمب المراسم من داخل الملعب خلف زجاج مضاد للرصاص، في إشارة إلى محاولتي الاغتيال اللتين نجا منهما خلال انتخابات 2024. كما وُضع زجاج مضاد للرصاص لحماية منصة المتحدثين.

ووقف ترمب ملوحاً للجمهور في فترات متفرقة، وسط هتافات USA, USA، وكان إلى جانبه عدد من أفراد أسرته، بينهم ترمب جونيور، وإريك ترمب، وكذلك الملياردير إيلون ماسك في إحدى اللحظات، رغم الخلاف العلني الذي نشب بينه وبين الرئيس في وقت سابق من هذا العام.

وأكد نائب الرئيس جي دي فانس تأثير كيرك على شكل السياسة الجمهورية، مشيراً إلى العدد الهائل من مسؤولي إدارة ترمب الحاضرين.

وقال: "إدارتنا بأكملها موجودة هنا، ليس فقط لأننا نحب تشارلي كصديق، رغم أننا فعلنا، ولكن لأننا نعلم أننا لم نكن لنكون هنا لولاه".

وأضاف: "لقد أسس تشارلي منظمة أعادت تشكيل موازين سياستنا".

تصنيفات

قصص قد تهمك