
ندد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بما وصفه بـ"التخريب الثلاثي" الذي استهدفه داخل مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وطالب بفتح تحقيق عاجل وإلقاء القبض على المتورطين ومحاسبتهم.
وأعلن ترمب، في منشور على منصة "تروث سوشيال" مساء الأربعاء، أنه سيوجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش للمطالبة بفتح تحقيق في "التخريب الثلاثي"، وقال إن ما حدث في الأمم المتحدة، الثلاثاء، "يُشكل فضيحة حقيقية"، مشيراً إلى أنه "لم يكن حدثاً واحداً ولا اثنين، بل ثلاثة أحداث مشبوهة جداً".
وأوضح أن الحوادث الثلاثة هي: "توقف السلم المتحرك الصاعد إلى منصة المتحدثين الرئيسية بشكل مفاجئ"، و"تعطل جهاز التلقين الإلكتروني خلال الخطاب"، و"تعطل الصوت تماماً في القاعة".
وأشار ترمب، إلى أن توقف السلم المتحرك كاد أن يتسبب بـ"سقوطه" مع السيدة الأولى ميلانيا، معتبراً أن ما حدث "عملية تخريبية"، خاصة بعد نشر تقرير في صحيفة "تايمز" البريطانية، يشير إلى "مزاح بين موظفين في الأمم المتحدة بشأن إيقاف السلم".
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت قد أشارت إلى تقرير "تايمز"، الذي تضمن حديثاً عن مزاح بين موظفي الأمم المتحدة بشأن تعطيل المصعد أو السلم الكهربائي أمام ترمب، ثم إخباره لاحقاً بأن الميزانية قد نفدت، وعليه بالتالي استخدام الدرج سيراً على الأقدام، وذلك في إشارة إلى تقليص الولايات المتحدة جزءاً كبيراً من تمويلها للمنظمة الدولية.
وشدد ترمب في منشوره، على ضرورة "القبض على من فعلوا ذلك"، مشيراً إلى أن جهاز التلقين الإلكتروني تعطل بالكامل عند بدء كلمته، ما اضطره لإلقاء الخطاب من دون مساعدة تقنية لمدة 15 دقيقة، قبل أن يعود للعمل.
وتطرق ترمب إلى مسألة تعطل الصوت في القاعة أثناء إلقاء الكلمة، وقال: الصوت كان معطلاً تماماً في القاعة التي ألقيت فيها الخطاب، والقادة لم يسمعوا شيئاً".
ووصف ما جرى بأنه "تخريب ثلاثي"، مطالباً الأمم المتحدة بفتح تحقيق فوري، وحفظ تسجيلات كاميرات الأمن عند السلم المتحرك، مؤكداً أن جهاز الخدمة السرية الأميركي يتابع القضية.
بدوره، أشار السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة مايك والتز إلى توجيه مطالب رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة، دعماً للتحقيق الجاري من جهاز الخدمة السرية الأميركي، بشأن الحوادث التي رافقت خطاب ترمب.
وأوضح والتز، أن المطالب شملت: النتائج الكاملة للتحقيق الداخلي للأمم المتحدة بشأن تعطل السلم المتحرك، بما في ذلك معرفة ما إذا كان الأمر يتعلق بتخريب متعمد، وتقديم شرح مفصل لأسباب تعطل جهاز التلقين الإلكتروني وخطط فورية لمنع تكراره، إضافة إلى توضيح أسباب التحول المفاجئ للترجمة إلى البرتغالية أثناء الخطاب.
وشدد والتز، على أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع أي تهديدات لأمنها أو كرامتها في المحافل الدولية، متوقعاً "تعاوناً سريعاً وإجراءات حاسمة".
الأمم المتحدة ترد
وفي المقابل، قال مسؤولون في الأمم المتحدة، إن آلية السلامة المدمجة في السلم المتحرك قد تم تفعيلها، وإن البيت الأبيض كان هو المسؤول عن تشغيل جهاز التلقين وليس المنظمة، بحسب وكالة "رويترز".
وذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أن قراءة وحدة المعالجة المركزية للسلم المتحرك أشارت إلى أنه توقف بعد تشغيل آلية سلامة مدمجة عند أعلى السلم المتحرك.
ولفت دوجاريك، إلى أن مصور الفيديو الخاص بترمب كان يتحرك إلى الخلف على السلم المتحرك لتصوير وصوله مع السيدة الأولى، مضيفاً: "ربما قام مصور الفيديو بتفعيل آلية السلامة عن غير قصد".
ورداً على الادعاء بأن المندوبين لم يكونوا قادرين على سماع ترمب، قال مسؤول بالأمم المتحدة، إن نظام الصوت مصمم بحيث يسمح للأفراد وهم يجلسون على مقاعدهم بسماع الخطابات التي تُترجم إلى 6 لغات مختلفة من خلال سماعات الأذن.
وسبق أن ألمحت المتحدثة باسم البيت الأبيض إلى أن شخصاً ما في الأمم المتحدة ربما "تسبب عمداً" في تعطيل السلم الكهربائي.
وهذه الحوادث التي تبدو بسيطة هددت بأن تصبح مصدراً جديداً للتوتر، بعد أن هاجم ترمب الأمم المتحدة في خطابه، واصفاً إياها بأنها مجرد "منتدى عديم الجدوى للثرثرة".