
أكد وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن، الأربعاء، رفضهم لكل الممارسات الإسرائيلية التي تهدف لتهجير الفلسطينيين من غزة، كما شددوا على أن "حل الدولتين"، يبقى هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل.
وترأس وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي والنرويج، الاجتماع الوزاري رفيع المستوى للتحالف الدولي لتنفيذ "حل الدولتين"، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وأكد وزير الخارجية السعودي، رفض بلاده القاطع لأي محاولات إسرائيلية لضم الضفة الغربية أو توسيع الاستيطان فيها، والتهجير القسري للشعب الفلسطيني، مشدداً على ضرورة دعم الخطة العربية الإسلامية للتعافي والإعمار.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أن محاولات التهجير التي تمارس بحق الشعب الفلسسطيني تحت أي مسمى، تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، بينما شدد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، على أن "حل الدولتين" هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل الذي يلبي حق الشعب الفلسطيني في الحرية وإقامة دولة وفق قرارات الشرعية الدولية.
زخم دولي
وأشار وزير الخارجية السعودي، خلال كلمته، إلى أن هذا الاجتماع يأتي بعد قمة السلام التي ترأستها السعودية وفرنسا (مؤتمر حل الدولتين)، وأثمرت عن اعترافات واسعة بدولة فلسطين، مما يعزز الإرادة الدولية لترسيخ حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
وأوضح وزير الخارجية السعودي، إلى أن الهدف من الاجتماع، هو تنسيق الجهود ووضع آليات تنفيذية ومؤشرات تقدم ومساءلة واضحة، مع مواصلة العمل المشترك في العواصم الإقليمية والدولية.
وذكر أن "إعلان نيويورك" يؤكد "أن غزة والضفة بما فيها القدس الشريف، أراض فلسطينية واحدة غير قابلة للتجزئة"، مؤكداً الرفض القاطع لأي محاولات ضم أو توسيع استيطان أو تهجير قسري، وضرورة تمكين السلطة الفلسطينية ودعم الخطة العربية الإسلامية للتعافي والإعمار، ووضع آلية دولية للمساءلة ضمن جداول زمنية واضحة.
كما أكد الأمير فيصل بن فرحان، أن السعودية ستواصل قيادة جهودها الدبلوماسية والإنسانية بلا كلل لتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفتح الطريق أمام سلام عادل ودائم وأمن مشترك وازدهار لشعوب المنطقة كافة.
رفض للتهجير وتمسك بحل الدولتين
واعتبر وزير الخارجية الأردني، أن "الكل يجمع الآن على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد نحو المستقبل الآمن الذي نريد، لكننا كلنا نعرف أننا في مواجهة حكومة إسرائيلية متطرفة لا تريد هذا السلام".
وأضاف: "أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية (بنيامين نتنياهو)، أنه لن يسمح بإقامة الدولة الفلسطينية، السؤال الآن كيف نواجه هذا التعنّت الإسرائيلي الذي يحرم المنطقة كلها حقها في أن تعيش بأمن وسلام".
ولفت إلى أن "نتنياهو يريد أن يُشعل المنطقة، ونحن نريد أن نحمي المنطقة من ذلك، وأن نوفّر السلام العادل لكل شعوب المنطقة".
وأكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بدوره، أن "ما ترتكبه إسرائيل من ممارسات غير شرعية وإبادة جماعية ممنهجة ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة، ولا سيما مع بدء العمليات العسكرية البرية في مدينة غزة، يُمثل تحدياً سافراً لكل القيم الإنسانية، الأمر الذي يضع مصداقية النظام الدولي بأسره على المحك".
كما أكد الوزير المصري، أن "الاعتراف بالدولة الفلسطينية يأتي في لحظة مفصلية وتاريخية في مسار الإنسانية، حيث يشكل دليلاً على أن الأمل قائم في نيل الشعب الفلسطيني حقه المشروع في أرضه"، داعياً إلى "اتخاذ خطوات عملية تقود إلى إقامة دولة فلسطينية، على حدو يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
وجدد عبد العاطي التأكيد على أن مصر ستستمر في جهودها، بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة، للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، بما يتيح إغاثة الشعب الفلسطيني وإدخال المساعدات الإنسانية دون قيود عبر الآليات الأممية.