تقرير: واشنطن تسحب المزيد من موظفيها في كابول مع تقدم طالبان

time reading iconدقائق القراءة - 6
شرطي أفغاني يحرس نقطة تفتيش بضواحي العاصمة كابول- 13 يوليو 2021 - REUTERS
شرطي أفغاني يحرس نقطة تفتيش بضواحي العاصمة كابول- 13 يوليو 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

كشفت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، الثلاثاء، نقلاً عن مصدرين مطلعين، أن هناك مناقشات جارية حالياً بين مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية، بشأن سحب المزيد من موظفي سفارة البلاد في العاصمة الأفغانية كابول، بينما تواصل طالبان تحقيق مكاسب في أفغانستان، وتوقع مسؤولون أميركيون انهيار حكومة أفغانستان خلال فترة تقل عن 6 أشهر.

وقال أحد المصدرين إن مكاسب طالبان "حدثت بسرعة أكبر بكثير مما توقعه العديد من المسؤولين الأميركيين"، وجعلت الموقف أكثر إلحاحاً، وسرّعت من المحادثات بشأن خفض الوجود الدبلوماسي الأميركي. ومن المرجح أن يحدث نوع من الانسحاب الجزئي للموظفين في الأيام أو الأسابيع المقبلة.

وأوضح المصدران أن حديث المسؤولين الأميركيين لم يعد حول 6 أشهر كجدول زمني محتمل لانهيار حكومة أفغانستان، وقالا إنهما يعتقدان الآن أنه يمكن أن يحدث بسرعة أكبر بكثير.

وبدأ الجيش الأميركي الانسحاب من البلاد في وقت سابق، وأكمل أكثر من 95% من خطة انسحاب القوات الأميركية التي ستكتمل بحلول أواخر أغسطس الجاري.

وقال المصدران إن وزارة الخارجية تعمل الآن على تحديد الموظفين الأساسيين في السفارة، ومن المرجح أن يحدث نوع من الانسحاب الجزئي للموظفين في الأيام أو الأسابيع المقبلة.

وخفضت السفارة بالفعل عدد الدبلوماسيين في كابول في وقت سابق من العام الجاري، حيث يعمل بها المئات، واستمرت السفارة في تقليص العدد الإجمالي للموظفين والدبلوماسيين على نحو بطيء في الأشهر الماضية.

قرار نهائي خلال أيام

وقال المصدران إنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن تفاصيل الانسحاب الإضافي ، لكن من المتوقع أن يصبح القرار أكثر وضوحاً في الأيام المقبلة.

ولدى سؤاله عن هذه المناقشات، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن "موقف الولايات المتحدة لم يتغير" منذ بدء السفارة إجلاء منظم في أبريل الماضي.

وأضاف برايس أن وزارة الخارجية تعمل على تقييم التهديدات بشكل يومي "لتحديد الوض الأفضل لمن يعملون في السفارة، وكيف يمكننا الاستمرار في الحفاظ على سلامتهم".

وقال مسؤول دفاعي في تصريحات لـ"سي إن إن"  إن الجيش الأميركي يفضل على نطاق واسع خفض عدد الأفراد في السفارة الأميركية، لأنه إذا أصبح إخلاء السفارة ضرورياً، فسيكون من الصعب القيام بذلك في ظل وجود عدد كبير من الموظفين.

وحسب المسؤول الدفاعي، فإنه حال إصدار الأمر بإخلاء السفارة، فإن الخطة الأميركية ستكون وضع عدد من القوات على الأرض، لضمان الأمن في السفارة والمطار والطرق والمجال الجوي بينهما، وذلك في رسالة إلى طالبان بعدم التدخل.

الحفاظ على الدعم الدبلوماسي

وقال مسؤولون في الخارجية الأميركية مراراً، إنهم يعتزمون الحفاظ على بصمتهم الدبلوماسية في كابول، بعد اكتمال انسحاب قوات بلادهم.

وذكر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الشهر الماضي: "نحن نسحب قواتنا من أفغانستان، لكننا لن نغادر أفغانستان. سنظل منخرطين دبلوماسياً، وندعم أفغانستان بالمساعدات الاقتصادية والإنسانية والإنمائية، ومساعدة قواتها الأمنية، ونفعل ذلك مع شركائنا".

وردد الرئيس جو بايدن هذه الرسالة، قائلا إن الولايات المتحدة ستحافظ على وجودها الدبلوماسي في البلاد.

كانت وزارة الخارجية خفضت بالفعل عدد الموظفين في السفارة الأميركية في كابول، التي تعد إحدى أكبر المواقع الدبلوماسية الأميركية في العالم. وفي أبريل الماضي، أمرت الوزارة الموظفين بمغادرة سفارة الولايات المتحدة في كابول، والذين يمكن أداء وظائفهم في أماكن أخرى بسبب تزايد تقارير العنف والتهديدات في كابول.

وحثت السفارة السبت، المواطنين الأميركيين في أفغانستان على مغادرة البلاد "فورا باستخدام الرحلات التجارية المتاحة".

وجاء في التحذير الأمني بالسفارة أنه "بالنظر إلى الظروف الأمنية وانخفاض عدد الموظفين، فإن قدرة السفارة على مساعدة المواطنين الأميركيين في أفغانستان محدودة للغاية حتى داخل كابول".

 بايدن: لست نادماً على الانسحاب

أكد بايدن على التزامه بقرار الانسحاب وأنه غير نادم عليه. وقال خلال مؤتمر صحافي: "الجيش الحكومي (الأفغاني) لديه القدرة الكافية على مواجهة طالبان"، متابعاً: "أنفقنا أكثر من تريليون دولار على مدار 20 عاماً".

وأشار إلى أن بلاده قامت بتدريب "أكثر من 300 ألف جندي أفغاني وتجهيزهم بالمعدات الحديثة"، داعياً قادة الأفغان إلى "الاتحاد معاً".

وتابع الرئيس الأميركي: "سنواصل الحفاظ على الالتزامات التي قطعناها على أنفسنا، وتوفير الدعم الجوي الوثيق، ولكن يجب أن يريد (الأفغان) القتال. لقد تفوق عددهم على طالبان، وأنا أتلقى إحاطات يومية. أعتقد أنه لا يزال هناك احتمال، فوجود وزير دفاع جديد مهم".

طالبان تسيطر على 65% من أفغانستان

من جهة أخرى، أكد مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، في وقت سابق الثلاثاء، أن "قوات طالبان باتت تسيطر الآن على 65% من أراضي البلاد".

وأضاف المسؤول الأوروبي أن الحركة تسعى إلى حرمان العاصمة كابول من دعمها التقليدي من القوات الوطنية في الشمال، وأنها "تهدد بالاستيلاء على 11 عاصمة إقليمية"، معتبراً أن الحركة "لم تفِ بوعدها بالسعي لتحقيق السلام من أجل اتفاق سياسي يسمح بشكل ما بالحكم الانتقالي للبلاد".

اقرأ أيضاً: