
قال دبلوماسيون لـ"رويترز" إن روسيا والصين طلبتا من مجلس الأمن الدولي، الخميس، التصويت على مشروع قرار لتأجيل إعادة فرض العقوبات على إيران لمدة 6 أشهر، وسط جهود ومحادثات مكثفة بين طهران وعواصم أوروبية بشأن الملف النووي الإيراني وتفعيل آلية "سناب باك".
وأضاف الدبلوماسيون للوكالة أن "فرص تجنّب إعادة فرض العقوبات من دون التوصل إلى اتفاق بين إيران والأوروبيين تظل ضئيلة".
ومن المقرر إعادة فرض جميع عقوبات الأمم المتحدة على إيران عند الساعة 20:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة مساء الجمعة (00:00 بتوقيت جرينتش)، بعدما أطلقت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، المعروفة باسم الترويكا الأوروبية، عملية مدتها 30 يوماً، متهمة طهران بانتهاك اتفاق أبرمته عام 2015 مع القوى العالمية يهدف لمنعها من تطوير سلاح نووي.
ويتطلب تمرير أي قرار في مجلس الأمن المكوّن من 15 عضواً، الحصول على تأييد 9 أعضاء على الأقل، وألا يستخدم أي من الأعضاء الدائمين، روسيا أو الصين أو بريطانيا أو فرنسا أو الولايات المتحدة، حق النقض (الفيتو).
وأجرى وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وهي الدول الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني في عام 2015، ومعهم مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، محادثات مع نظيرهم الإيراني، عباس عراقجي، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الثلاثاء.
وكانت "الترويكا الأوروبية" أطلقت في 28 أغسطس الماضي، مهلة مدتها 30 يوماً لمعاودة فرض عقوبات للأمم المتحدة تنتهي في 27 سبتمبر، متهمة طهران بعدم الالتزام باتفاق عام 2015 مع القوى العالمية الذي يهدف إلى منعها من تطوير سلاح نووي.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، إن التوصل إلى اتفاق بين إيران وكل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، أو ما يُعرف بدول "الترويكا الأوروبية"، لتأجيل إعادة فرض العقوبات الأممية على طهران لا يزال ممكناً، لكن لم يتبق سوى ساعات قليلة لتحقيق ذلك.
إيران: لسنا بحاجة إلى أسلحة نووية
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن الرئيس، مسعود بيزشكيان، قوله في وقت سابق الخميس، إن طهران مستعدة تماماً لمواجهة أي سيناريو أو ظرف وستعدل سياساتها إذا أعيد فرض عقوبات الأمم المتحدة، إلا أنه عبر عن أمله في ألا يعاد فرضها.
وأدلى بزشكيان بهذه التصريحات خلال اجتماعه مع الرئيس البوليفي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وإذا لم تتمكن طهران و"الترويكا الأوروبية" من التوصل إلى اتفاق بشأن تمديد الاتفاق بحلول 27 سبتمبر الجاري، فستُستأنف جميع عقوبات الأمم المتحدة، ومنها الخاصة بقطاع النفط والغاز، إذ يعاني الاقتصاد الإيراني بالفعل من عقوبات أعيد فرضها منذ عام 2018 بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من الاتفاق النووي خلال ولايته الأولى.
وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي، قال في رسالة مسجلة: "لسنا بحاجة إلى أسلحة نووية، ولا نعتزم إنتاج واحدة منها".
ورفض خامنئي بشكل قاطع أي مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة حول برنامج طهران النووي، معتبراً أن "المفاوضات مع الولايات المتحدة لن تخدم مصالح طهران وستصل إلى طريق مسدود".