تحذير أوروبي لروسيا من تكرار الانتهاكات: "الناتو" سيسقط مقاتلاتكم

time reading iconدقائق القراءة - 5
مقاتلات تابعة لحلف الناتو خلال مناورات "رامشتاين فلاج" فوق الدنمارك، 2 أبريل 2025 - REUTERS
مقاتلات تابعة لحلف الناتو خلال مناورات "رامشتاين فلاج" فوق الدنمارك، 2 أبريل 2025 - REUTERS
دبي-الشرق

حذّر دبلوماسيون أوروبيون الكرملين من أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) مستعد للرد على أي انتهاكات جديدة لمجاله الجوي بالقوة الكاملة، بما في ذلك إسقاط المقاتلات الروسية، وفق ما نقلت وكالة "بلومبرغ" عن مسؤولين مطلعين على المحادثات.

وفي اجتماع عُقد في موسكو، عبّر مبعوثون من بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا عن "قلقهم" إزاء توغل 3 مقاتلات روسية من طراز MIG-31 في أجواء إستونيا، الأسبوع الماضي، بحسب المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها كون المحادثات جرت خلف أبواب مغلقة.

وبعد المناقشات، خلص الدبلوماسيون الأوروبيون إلى أن الانتهاك كان تكتيكاً متعمّداً بأوامر من القيادة الروسية،  وفق "بلومبرغ"، لكن موسكو نفت أن تكون طائراتها اخترقت الأجواء الإستونية، وأكدت أنها لا تسعى لاختبار "الناتو".

وأوضح مسؤولون روس أن حادثاً منفصلاً شهد عبور طائرات مسيرة إلى بولندا كان "نتيجة خطأ". وقال المتحدث باسم "الكرملين"، دميتري بيسكوف، إن الرحلات العسكرية الروسية تدار وفق القواعد الدولية.

وواجهت دول "الناتو" الواقعة على الحدود الشرقية سلسلة انتهاكات هذا الشهر، مثّلت اختباراً غير مسبوق لصلابة الحلف، في وقت يكثف فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هجماته على البنية التحتية المدنية في أوكرانيا، بينما يتراجع الدعم الأميركي لكييف، وفق "بلومبرغ".

وأيّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب دعوات بعض قادة الناتو، وبينهم رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، لإسقاط الطائرات الروسية، بينما حذّر وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس من أنّ الحلف قد يقع في "فخ التصعيد" الذي ينصبه بوتين، إذا أطلق النار على طائرات روسية.

وقال السفير الروسي في فرنسا أليكسي ميشكوف، الخميس، عبر إذاعة RTL: "إذا أسقط الناتو طائرة روسية بذريعة انتهاك مزعوم لأجوائه، فسيكون ذلك حرباً".

من جانب آخر، دعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى الحذّر، مطالبة الحلفاء بعدم الوقوع في "فخ الكرملين"، فيما أعلن رئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف دعمه لإسقاط أي طائرة متوغلة. وقال في مقابلة الخميس في نيويورك: "على الروس أن يدركوا أن الأمر قد يحدث إذا دخلوا أجواء الناتو".

"لعبة حافة الهاوية"

ويُظهر ما جرى في موسكو أن بوتين تلقى تحذيراً أكثر صرامة بشأن موجة الطائرات والمسيرات التي تخترق أجواء شرق أوروبا، ويعكس أجواء لعبة حافة الهاوية بين الجانبين، بحسب "بلومبرغ".

وخلال المحادثات، قال دبلوماسي روسي للأوروبيين إن الاختراقات جاءت رداً على هجمات أوكرانية في شبه جزيرة القرم، مضيفاً أن الكرملين يعتبر تلك العمليات مستحيلة دون دعم "الناتو"، وبالتالي فإن روسيا ترى نفسها في مواجهة مباشرة مع الدول الأوروبية.

وبحسب المصادر، فقد دون الجانب الروسي ملاحظات تفصيلية أثناء الاجتماع، ما دفع الوفد الأوروبي إلى الاعتقاد بأن الدبلوماسيين الروس كُلّفوا بتقديم تقرير موسع عن موقف "الناتو" إلى القيادة العليا في موسكو.

وأكد مسؤول في الحكومة الألمانية عقد الاجتماع، موضحاً أن السفراء أبلغوا موسكو بوجوب وقف الانتهاكات. وقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الخميس، إنه ينسّق مع باريس ولندن ووارسو، ويدعم "كل الإجراءات اللازمة".

يذكر أن المادة الرابعة من ميثاق "الناتو"، التي تُفعّل المشاورات بشأن أي تهديد مُحتمل، لم تُستخدم سوى 9 مرات منذ التأسيس عام 1949، بينها حالتان هذا الشهر عقب الانتهاكات في بولندا وإستونيا.

وأعلنت السلطات الدنماركية، الأربعاء، أنها قد تلجأ للإجراء نفسه مع تحقيقها في احتمال ضلوع روسيا بهجمات مسيّرات عطّلت حركة الطيران، وهو ما نفاه الكرملين مجدداً.

قدرات الناتو

وكشفت الاختراقات أيضاً مشكلات عملية في قدرات الدفاع على حدود "الناتو" الشرقية، فقد راقبت السلطات الرومانية مسيّرة روسية اخترقت أجواء البلاد لمدة 50 دقيقة في 13 سبتمبر الجاري، ورغم تتبعها بواسطة مقاتلتين من طراز F-16، تقرر عدم إسقاطها خوفاً من تساقط الحطام على مناطق سكنية، وهو ما أثار انتقادات واسعة.

اقرأ أيضاً

مقاتلات ومسيرات روسية في شرق أوروبا.. اختراقات محدودة تختبر جاهزية الناتو

دخلت مقاتلات روسية أجواء إستونيا فيما اخترقت عشر طائرات مسيرة بولندا، ما أثار قلقاً متزايداً داخل الناتو.

ولم يقر المجلس الأعلى للدفاع في رومانيا قواعد الاشتباك الخاصة بإسقاط الطائرات إلا الخميس. وبحسب مصادر مطلعة، فإن التردد في بوخارست يرتبط أيضاً بنقص التمويل والمعدات المناسبة.

وأشار المسؤولون إلى أن إسقاط مسيرة بصواريخ مقاتلة، كما حدث في بولندا هذا الشهر، مُكلف وغير فعّال، وأن الحاجة أكبر إلى أنظمة مضادة للطائرات المسيّرة شبيهة بما يُستخدم في أوكرانيا، إضافة إلى وسائل غير مميتة مثل التشويش والسيطرة الإلكترونية. 

تصنيفات

قصص قد تهمك