تقرير: روسيا تساعد الصين في الاستعداد لغزو محتمل لتايوان

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتجولان في العاصمة بكين. 2 سبتمبر 2025 - REUTERS
الرئيس الصيني شي جين بينج والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتجولان في العاصمة بكين. 2 سبتمبر 2025 - REUTERS
دبي-الشرق

قال تحليل لوثائق روسية مسربة من قبل معهد الخدمات المتحدة الملكي (RUSI) وهو منتدى دفاعي وأمني مقره المملكة المتحدة، إن روسيا تبيع معدات عسكرية وتقنيات إلى الصين قد تساعد بكين على التحضير لغزو جوي محتمل لتايوان.

ووفقاً لوكالة "أسوشيتد برس" يعتمد تحليل المعهد على حوالي 800 صفحة من الوثائق، بما في ذلك عقود وقوائم بالمعدات التي ستوردها موسكو إلى بكين، صادرة عن مجموعة Black Moon للهاكرز، التي سبق ونشرت بعض هذه الوثائق على الإنترنت.

ولم يتم الكشف عن أعضاء المجموعة، لكنهم وصفوا أنفسهم في بيان كـ"معارضين للحكومات التي تمارس سياسة خارجية عدوانية".

وشارك مؤلفو تقرير المعهد بعض الوثائق مع "أسوشيتد برس" وقالوا إنها تبدو حقيقية، رغم أن بعض أجزاء الوثائق قد تم حذفها أو تعديلها. ولم تتمكن الوكالة من التحقق من صحتها بشكل مستقل.

وتشير الوثائق الروسية المكتملة والمسودة إلى اجتماعات بين وفود صينية وروسية، بما في ذلك زيارات إلى موسكو، وجدول الدفع وتسليم أنظمة المظلات عالية الارتفاع ومركبات الهجوم البرمائي.

وتقترح الوثائق أن روسيا بدأت العمل على هذه المنتجات، لكنها لا تحتوي على دليل مباشر من الجانب الصيني بأن بكين دفعت أموالاً أو استلمت أي معدات.

ويشير مؤلفو التقرير إلى أن هذه المعدات يمكن استخدامها لغزو تايوان.

وشرعت الصين تحت قيادة الرئيس شي جين بينج في برنامج واسع لتحديث قواتها المسلحة بهدف تحويلها إلى جيش من الطراز العالمي بحلول 2050.

ورجح مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى أن شي أمر جيشه بأن يكون مستعداً لغزو محتمل لتايوان بحلول عام 2027. وتزعم بكين أن المنطقة الديمقراطية ذات الحكم الذاتي جزء من الصين ولم تستبعد استخدام القوة للسيطرة على الجزيرة.

ولا تذكر الوثائق تايوان صراحة، لكن تحليل المعهد في لندن يشير إلى أن الصفقة ستساعد الصين على الحصول على قدرات مظلية متقدمة قد تحتاجها للغزو، ما قد يسرع من الجدول الزمني المحتمل.

وقال ألكسندر دانيليوك وهو زميل مشارك في العلوم العسكرية بالمعهد البريطاني RUSI، إن الصين لم تقرر بعد غزو تايوان، لكن الوصول إلى المعدات الروسية والتدريب المحلي في الصين يجعل بكين أفضل تجهيزاً لغزو محتمل.

وأضاف دانيليوك: "المدرسة الصينية للهبوط بالمظلات لا تزال صغيرة جداً"، مشيرًا إلى أن مساعدة موسكو يمكن أن تسرع برنامج القوات الجوية الصينية بحوالي 10 إلى 15 عاماً.

تدريب ومعدات روسية

تشير الوثائق إلى اتفاق أولي يعود لعام 2021 يحدد جداول الدفع والتسليم. واكتملت المرحلتان الأولى والثانية وهي تحليل المواصفات الفنية، وتعديل البرمجيات وتصنيع المعدات.

كما وافقت روسيا على تقديم تدريب في الصين وتوفير مجموعة كاملة من المعدات لكتيبة مظلية تشمل القدرة على تنفيذ عمليات اقتحام بواسطة قوات خاصة. ويشمل ذلك:

أبرز المعدات

37 مركبة هجومية برمائية خفيفة
11 مدفعا ًمضاداً للدبابات برمائي ذاتي الدفع
11 ناقلة جند مدرعة مظلية
مركبات قيادة ومراقبة
ويبلغ إجمالي التكلفة أكثر من 210 ملايين دولار.

وأرادت بكين تجهيز جميع المركبات بأنظمة اتصالات صينية واستخدام الذخيرة الصينية.

أنظمة مظلات عالية الارتفاع

وافقت روسيا على بيع أنظمة مظلات للصين تتيح القفز من ارتفاعات تصل إلى 190 كيلومتراً من ارتفاعات عالية جداً.

وتشير الوثائق إلى اجتماع بتاريخ 8 مارس 2024 في موسكو حيث وافقت روسيا على تزويد الصين بحلول نهاية 2024 بتفاصيل أداء النظام المعروف باسم Dalnolyot في درجات حرارة منخفضة تصل إلى –60 درجة مئوية.

كما طلبت بكين اختبار النظام للقفزات من 8000 متر، ما يسمح للقوات الخاصة الصينية بالتسلل لمسافة تصل إلى 80 كيلومتراً دون أن يلاحظها أحد، وفق تقرير المعهد.

واعتبر دانيليوك أن نظام Dalnolyot يمكن استخدامه في "المرحلة صفر" من الهبوط في تايوان، حيث ترسل بكين المعدات والقوات الخاصة سراً من طائرات خارج المجال الجوي التايواني.

 الدروس المستفادة من هزائم روسيا

على الرغم من تاريخ روسيا الطويل مع القوات المظلية، إلا أنها لم تنجح في نشرها في أوكرانيا، ففي فبراير 2022، حاولت قواتها الخاصة الاستيلاء على مطار هوستوميل بالقرب من كييف، لكن هجمات صاروخية دمرت عدة مروحيات قبل الوصول.

ووفقاً للمحللين، التحدي العملياتي للصين في تايوان سيكون قمع الدفاعات الجوية التايوانية ونقل قوات كافية لتشكيل قوة قادرة على هزيمة الجيش التايواني قبل أن يتم تعبئته.

وأشار التقرير إلى أن الصين قد تنفذ ذلك عبر إسقاط مركبات مدرعة على ملاعب جولف قرب الموانئ والمطارات التايوانية لتوفير ممر للقوات البرية.

تصنيفات

قصص قد تهمك