
قالت بريطانيا، الجمعة، إنها ستستحدث نظاماً رقمياً إلزامياً للهوية لجميع المواطنين البريطانيين والمقيمين في البلاد في خطوة تهدف إلى "ردع الهجرة غير المشروعة".
وقال رئيس الوزراء كير ستارمر في بيان لإعلان الخطوة التي سبق أن أفادت بها تقارير: "سيجعل ذلك العمل بشكل غير قانوني في هذا البلد أكثر صعوبة، ما يجعل حدودنا أكثر أمناً".
وتظهر استطلاعات الرأي أن الهجرة تتصدر اهتمامات الناخبين في بريطانيا، حيث يتعرض ستارمر لضغوط شديدة لوقف دخول المهاجرين بشكل غير قانوني عن طريق العبور في قوارب صغيرة من فرنسا.
وأثارت الخطط، التي قالت الحكومة في السابق إنها تدرسها، انتقادات من معارضين سياسيين يقولون إنها "لن تردع المهاجرين ويمكن أن تنتهك الحريات المدنية".
وقال متحدث باسم حزب الإصلاح البريطاني الشعبوي بزعامة نايجل فاراج، الذي يتصدر استطلاعات الرأي قبل الانتخابات المقررة في عام 2029: "من المضحك أن يمتثل فجأة أولئك الذين ينتهكون بالفعل قانون الهجرة، أو أن يكون لبطاقات الهوية الرقمية أي تأثير على العمل غير القانوني، الذي يزدهر على المدفوعات النقدية".
وأضاف: "كل ما ستفعله في هذه الخطوة، هو أنها ستؤثر بشكل أكبر على حريات البريطانيين الملتزمين بالقانون".
عمليات التحقق
وقالت الحكومة البريطانية إن "الهوية الرقمية ستُحفظ على الهواتف المحمولة للأشخاص، وستصبح جزءاً إلزامياً من عمليات التحقق التي يتعين على أصحاب العمل إجراؤها بالفعل عند توظيف عامل بحلول نهاية فترة البرلمان الحالي في عام 2029".
كما أشارت إلى أنه سيتم استخدام هذه الهوية الرقمية في الوقت المناسب لتوفير إمكانية الوصول إلى خدمات أخرى مثل رعاية الأطفال، والرعاية الاجتماعية، والوصول إلى السجلات الضريبية.
وفي العقد الأول من القرن الـ21 حاول حزب العمال الذي يقوده حالياً ستارمر، عندما كان بزعامة توني بلير في ذلك الوقت، إدخال بطاقة الهوية، ولكن تم إسقاط الخطة في نهاية المطاف من قبل جوردون براون الذي خلف بلير، بعد معارضتها بوصفها انتهاك للحريات المدنية.
ولم يحصل البريطانيون على بطاقات هوية منذ إلغائها بعد الحرب العالمية الثانية، وعادة ما يستخدمون وثائق رسمية أخرى مثل "جوازات السفر، ورخص القيادة لإثبات هويتهم، عند الحاجة".
الاستعانة بمعهد "توني بلير"
وبحسب "بلومبرغ" فإن كلايف لويس، أحد المنتقدين من الصفوف الخلفية لرئيس الوزراء، هو من نشر مقالاً يقول: "هذا ما يحدث عندما تستعين بمعهد توني بلير في برنامجك السياسي"، بعد عام من فوز ساحق في الانتخابات، فإن بعض أقرب حلفاء رئيس الوزراء يقولون إنهم ما زالوا لا يعرفون ما هي "ستارمرية".
وسيتوجه ستارمر إلى ليفربول نهاية هذا الأسبوع، وهو يواجه مخاطر لم يكن ليتخيلها عندما تولى السلطة قبل 14 شهراً.
وتوقعت مؤسسة "يوجوف"، الجمعة، فوز زعيم حزب الإصلاح البريطاني المناهض للهجرة، نايجل فاراج في الانتخابات العامة في حال لو أُجريت غداً، بناءً على استطلاع رأي شمل 13 ألف شخص.
ورغم أن ستارمر لا يحتاج إلى خوض هذا التحدي لمدة 4 سنوات تقريباً، فإنه إذا لم يتمكن من إقناع حزبه بأن لديه خطة لوقف نزيف الدعم لكل من اليمين واليسار، فقد لا يكون موجوداً في مؤتمر العام المقبل.
وبدأ المنافسون المحتملون لقيادة حزبه في الكشف عن هوياتهم، إذ أعلن عمدة مانشستر الكبرى آندي بيرنهام عن اتجاه أكثر تطرفاً، وأظهر وزير الصحة ويس ستريتنج استعداده لانتقاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بطريقة سعى ستارمر إلى تجنبها.