
شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي السبت، على رفض مصر القاطع لأي سيناريوهات لتهجير الشعب الفلسطيني باعتبار ذلك جريمة "تطهير عرقي"، مضيفاً أن مصر "لم ولن تكون بوابة لتصفية القضية الفلسطينية"، وستستمر في دعم الشعب الفلسطيني، و"لن نكون شركاء في نكبة جديدة".
وحذر عبد العاطي الذي ألقى كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من أن حرب غزة والانتهاكات المتكررة في الضفة الغربية تهدد "أسس السلام الذي استغرق نسجه أكثر من 45 عاماً في المنطقة".
وقال إن الشرق الأوسط "يقف على شفير الانفجار، إذ تغيب كل مقومات الأمن والسلم والاستقرار، ولا يوجد احترام يذكر للشرعية الدولية، ويقع الفلسطينيون ضحية أبشع الممارسات الإسرائيلية المتمثلة في حرب ضروس، وغاشمة وغير عادلة، على مدنيين عزل لذنب لم يقترفوه مدفوعة بأيديولوجية متطرفة لا ترى سوى القتل والدمار والتجويع الممنهج، وخطاب مسموم للتحريض على العنف والكراهية".
وتابع: "تنظر مصر أول من أرسى دعائم السلام في الشرق الأوسط، بالزيارة التاريخية للرئيس (محمد أنور) السادات للقدس عام 77، للواقع الأليم السائد بالمنطقة بعين القلق والمسؤولية في آن واحد، فبعد عامين من العدوان الغاشم على غزة والانتهاكات المتكررة اليومية في الضفة، أضحت أسس السلام الذي استغرق نسجه أكثر من 45 عاماً في المنطقة، في مهب الريح".
"ملتزمون بالبناء على رؤية ترمب"
وأعرب وزير الخارجية المصري عن "الامتنان والتقدير لما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب من التزام كامل واستعداد للعمل مع قادة المنطقة لإنهاء الحرب الظالمة على قطاع غزة وفقاً لرؤية متكاملة".
وأضاف أن مصر "تبدي كل الاستعداد وكامل الالتزام للبناء على رؤية ترمب لاستعادة الاستقرار وإنهاء الحرب، وفتح أفق سياسي يقود نحو تجسيد الدولة الفلسطينية فضلاً عن إطلاق سراح الرهائن والأسرى".
وأكد عبد العاطي دعم مصر لمسار حل الدولتين الذي قادته السعودية وفرنسا، وأشاد بقرارت الاعتراف بدولة فلسطين. وأدان عبد العاطي "العدوان الإسرائيلي الغادر على قطر".
وطالب بتضامن دولي واسع لأجل العمل لنفاذ المساعدات إلى قطاع غزة.
"جريمة تطهير عرقي"
وأكد رفض مصر القاطع لأي سيناريوهات لتهجير الشعب الفلسطيني باعتبار ذلك جريمة تطهير عرقي، وأضاف :"نقولها بوضوح: مصر لم ولن تكون بوابة لتصفية القضية الفلسطينية، وسنستمر في دعم الشعب الفلسطيني المتشبث بترابه الوطني، ولن نكون شركاء في نكبة جديدة، وما تعنيه من جرائم ومآس إنسانية".
وحذر من أن "استمرار الاحتلال، وعملية الإبادة الجماعية التي تحدث في قطاع غزة، وتغييب الحقوق المشروعة وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة، يفرغ أي حديث عن الأمن والسلام في المنطقة من مضمونه".
وتابع: "لا يمكن أن تنعم إسرائيل بالأمن فيما ينعدم الأمن للآخرين، ولن تنعم المنطقة بالاستقرار دون دولة فلسطينية مستقلة".
"يدنا ممدودة بالسلام"
وقال وزير الخارجية المصري: "نحذر من أثر استمرار السياسات القمعية، والممارسات الإسرائيلية غير المسؤولة، في غلق الباب أمام شعوب المنطقة في التعايش السلمي والتعاون الإقليمي"
وتابع: "يدنا ممدودة بالسلام"، وكرر تصريح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأن "السلام هو خيار مصر الاستراتيجي لضمان مستقبل آمن ومستقر لشعوب المنطقة".
وقال إن النظام الدولي متعدد الأطراف "في حالة سيولة غير مسبوقة، وآلياته تتداعى، وتتآكل مصداقيته، بفعل الجرائم التي ترتكب تحت مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي يكتفي بدور المتفرج إزاء ما يحدث من انتهاكات ممنهجة قوضت شرعية المنظومة الدولية".