عمال الموانئ في إيطاليا يهددون بعرقلة التجارة مع إسرائيل إذا هاجمت "أسطول الصمود"

time reading iconدقائق القراءة - 5
قوارب "أسطول الصمود العالمي" لكسر الحصار عن غزة تبحر قبالة جزيرة كوفونيسي في اليونان. 26 سبتمبر 2025 - Reuters
قوارب "أسطول الصمود العالمي" لكسر الحصار عن غزة تبحر قبالة جزيرة كوفونيسي في اليونان. 26 سبتمبر 2025 - Reuters
دبي -الشرق

هدد عمال الموانئ في إيطاليا، بعرقلة جميع الشحنات من وإلى إسرائيل إذا تعرض "أسطول الصمود العالمي" المتجه إلى غزة لهجوم، معتبرين أن الأسطول الذي يحمل مساعدات إنسانية إلى القطاع، بمثابة "خط تماس يمهد لاتخاذ خطوات تصعيدية أخرى".

وكان عمال الموانئ في ميناء جنوة الإيطالي، أشعلوا الأسبوع الماضي احتجاجات ضخمة مؤيدة لفلسطين في إيطاليا، بدعواتهم لوقف شحن البضائع إلى إسرائيل، معتبرين أن الهجوم على "أسطول الصمود العالمي"، وهو قافلة دولية تضم 50 قارباً تعبر البحر الأبيض المتوسط لتحدي الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، "خطاً أحمر".

وانضم إلى عمال موانئ جنوة، زملاؤهم من مختلف أنحاء أوروبا يومي الجمعة والسبت، لإجراء محادثات بشأن وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل. ولم يعلق العمال حتى الآن على نتائج تلك المناقشات، بحسب النسخة الأوروبية من مجلة "بوليتيكو".

وبعد الهجمات بطائرات مسيّرة على الأسطول الأسبوع الماضي، أصبح الأسطول بمثابة "خط تماس" لأي تهديدات إضافية، إذ تعهد قادة عمال الموانئ الإيطالية بعرقلة الشحنات المرتبطة بإسرائيل، إذا تعرضت القوارب لهجوم.

إضراب عام

وقال ريكاردو رودينو، قائد في جماعة عمال الموانئ CALP، لـ"بوليتيكو"، إن عرقلة جميع الشحنات من وإلى إسرائيل هي السبيل الوحيد لفرض تغيير في الاتجاه. وأضاف: "إذا هاجموا الأسطول فسيكون هناك إضراب عام، وإذا لم تغيّر إسرائيل مسارها في غزة فسيكون هناك حصار تجاري كامل. لا يوجد طريق آخر".

وكان رودينو لفت الانتباه قبل شهر بصفته قائداً لاحتجاج، عندما ألقى خطاباً انتشر على نطاق واسع عبر الإنترنت، حذّر فيه من أنه إذا منعت إسرائيل الأسطول فـ"سيوقفون كل أوروبا"، مضيفاً: "لن يغادر مسمار واحد من جنوة إلى إسرائيل".

وأشار إلى أن عمال الموانئ لهم تاريخ طويل في عرقلة شحنات الأسلحة يعود على الأقل إلى حرب فيتنام. وأضاف: "لقد بدا الأمر مستحيلًا مع جنوب إفريقيا، لكن بعد الحصار الكامل أطلقوا سراح مانديلا وأجروا انتخابات.

وقال رودينو: "الكثير من الناس يريدون أن يفعلوا شيئاً ليكونوا في الجانب الصحيح من التاريخ، إن عرقلة الأمور هي سلاح الشعوب. نحن لا نملك دبابات ولا نملك صواريخ، إنما العرقلة، أحياناً بأجسادنا، هي السلاح الوحيد المتاح لنا".

وتتعرض حكومة رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، لضغوط متزايدة لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل والاعتراف بالدولة الفلسطينية، بعدما أصبحت القضية أبرز موضوع في الانتخابات الإقليمية التي بدأت الأحد وتستمر حتى نوفمبر.

وتعهّد أكبر اتحاد نقابي في إيطاليا CGIL، بتنظيم إضراب عام، إذا هاجمت السلطات الإسرائيلية الأسطول.

ويستخدم أسطول الصمود العالمي نحو 50 قارباً مدنياً، في محاولة لكسر الحصار البحري الإسرائيلي على غزة، وهي مبادرة تعارضها إسرائيل بشدة.

ويضم الأسطول العديد من المحامين والبرلمانيين والنشطاء.

وأثار مروره عبر البحر المتوسط توتراً دولياً، خاصة بعد أن قال إنه تعرض لهجوم بطائرات مسيرة الأسبوع الماضي. ولم ينتج عن الهجوم أي إصابات، لكن إيطاليا وإسبانيا أرسلتا سفناً حربية، لتقديم المساعدة لمواطنيهما وللمواطنين الأوروبيين الآخرين على متن الأسطول.

حصار بحري

وقالت إسرائيل، التي تفرض حصاراً بحرياً على غزة، إن الأسطول لن يُسمح له بالمرور؛ متهمة إياه بأنه "لا يخدم سوى حركة حماس".

وحمل الأسطول إسرائيل مسؤولية الهجوم بالطائرات المسيرة. ولم ترد وزارة الخارجية الإسرائيلية مباشرة على هذا الاتهام، لكنها دعت الأسطول إلى تسليم المساعدات الإنسانية لإسرائيل كي تنقلها إلى غزة أو مواجهة العواقب.

وبعثت وزارة الخارجية الإيطالية الأسبوع الماضي، برسالة إلى الإيطاليين المشاركين في الأسطول،  تحذرهم فيها من مواصلة المهمة، وتعرض عليهم المساعدة في إعادتهم إلى الوطن إذا اختاروا النزول في اليونان.

وقالت إن القطعة البحرية، التي أرسلتها لن تتدخل إلا للإنقاذ البحري أو العمليات الإنسانية، ولن تشارك "تحت أي ظرف من الظروف" في مناورات عسكرية دفاعية أو هجومية ضد أي شخص.

وأوضحت الوزارة للنشطاء، أنه "كل من يواصل المهمة يتحمل المخاطر وهو مسؤول عنها شخصياً".

تصنيفات

قصص قد تهمك