كيف استقبلت إسرائيل خطة ترمب لإنهاء حرب غزة؟

سموتريتش: خطأ تاريخي سينتهي بالبكاء.. وجانتس: أمل لتوسيع دوائر التطبيع الإقليمي

time reading iconدقائق القراءة - 6
دبي -الشرق

أثارت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب في قطاع غزة ردود فعل متباينة في إسرائيل، فبينما يهلّل قادة اليمين للنتائج الأمنية لهذه الخطة، حافظ البعض على نبرة حذرة، تتراوح بين رفض لإقامة دولة فلسطينية ومطالبة بضمانات تنفيذية واضحة تحمي حرية تحرك الجيش الإسرائيلي وتمنع أي تنازلات استراتيجية لا عودة عنها.

ورحّب الرئيس الإسرائيلي بخطة السلام التي طرحها ترمب، مشيراً إلى أنها "تُبشر بأمل حقيقي في إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، وضمان أمن إسرائيل، وتغيير الواقع في قطاع غزة والشرق الأوسط نحو عهد جديد من الشراكة الإقليمية والدولية".

ودعا هرتسوج، في منشور على منصة "إكس"، العالم إلى وضع "شرط واضح وفوري"، يتمثل في موافقة حركة "حماس" على الخطة، بما يتيح "مستقبلاً من الأمل لشعوب المنطقة".

المعارضة الإسرائيلية وخطة ترمب

من جانبه، أعلن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، رئيس حزب "هناك مستقبل" الذي يملك 24 مقعداً في الكنيست، تأييده لخطة ترمب المؤلفة من 20 بنداً لإنهاء الحرب في غزة، واعتبر، في بيان، أنها "الأساس الصحيح للتوصل إلى اتفاق بشأن المحتجزين وإنهاء الحرب".

كما أشاد وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني جانتس بإعلان ترمب، مشدداً على ضرورة تنفيذ الخطة و"إعادة المحتجزين والحفاظ على حرية إسرائيل العملياتية"، في إشارة إلى مطلب إسرائيلي بحرية حركة الجيش الإسرائيلي في القطاع الفلسطيني.

ودعا جانتس، على منصة "إكس"، إلى تحقيق "تحول استراتيجي" باتجاه "توسيع دوائر التطبيع الإقليمي".

ويقود جانتس، الذي انضم إلى حكومة نتنياهو عقب هجوم 7 أكتوبر 2023 قبل أن يغادرها لاحقاً، حزب "أزرق-أبيض" الذي يملك 7 مقاعد من أصل 120 في الكنيست.

كما رحّب بمقترح ترمب للسلام زعيم حزب "الديمقراطيين" المعارض والنائب السابق لرئيس هيئة الأركان الإسرائيلية يائير جولان، وهو من أبرز منتقدي حكومة نتنياهو.

وأكد جولان أن حزبه اليساري المعارض سيدعم الخطة رغم معارضة متوقعة داخل ائتلاف نتنياهو، قائلاً: "إنهاء الحرب، وإعادة المحتجزين، ونزع سلاح حماس، وتفكيك حكمها.. لا يرفض خطة ترمب إلا من يكن عداءً مطلقاً لإسرائيل".

وأضاف: "سنوفّر شبكة أمان كاملة للخطة، لكننا سنكون سعداء، ونحتفل فقط عندما نرى جميع المحتجزين يعودون إلى منازلهم".

سموتريتش: خطأ تاريخي

ووصف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، خطة ترمب  بأنها "خطأ تاريخي"، معتبراً أنها "تدير ظهورنا لكل دروس 7 أكتوبر – وفي تقديري، ستنتهي أيضاً بالبكاء.. وسيضطر أبناؤنا للقتال في غزة مرة أخرى".

وأضاف: "هذا ما عرفه أينشتاين بأنه هراء كامل – تكرار نفس الإجراء مراراً وتكراراً وتوقع نتيجة مختلفة".

واعتبر سموتريتش قبول نتنياهو لخطة إنهاء الحرب في غزة بمثابة "مأساة هروب القيادة من رسالتها".

وأعرب وزير المالية الإسرائيلي عن أمله في أن ترد حركة حماس الفلسطينية بالرفض على خطة ترمب، قائلاً: "رفض العدو سينقذنا من أنفسنا مرة أخرى، كما حدث في الماضي عدة مرات".

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عنه قوله إن رفض حماس لخطة إنهاء الحرب، سيجبر إسرائيل على العودة إلى ما زعم أنه "طريق البطولة والنصر وتحمل مسؤولية مصيرنا وأمننا، وهذه المرة بدعم دولي أوسع".

واعتبر الوزير الإسرائيلي خطة ترامب بمثابة العودة، بعد 7 أكتوبر وعامين من قتال الجيش الإسرائيلي "بأثمان مؤلمة"، إلى ما وصفه بـ"المفهوم القديم المتمثل في التخلي عن أمننا للأجانب، وتخيل أن شخصاً آخر سيقوم بالعمل نيابة عنا".

وندد سموتريتش بما وصفه بـ"استبدال الإنجازات الحقيقية على الأرض بالأوهام السياسية والتفاني في عناق دب دبلوماسي واحتفالات متلألئة، وهتافات سياسية من نوعية (الدولتين)، و(الفلسطينيون سيحكمون الفلسطينيين)، وإنشاء قوة شرطة فلسطينية تدربها مصر والأردن، وتدويل الصراع، وقطر كلاعب مركزي".

ووصف وزير المالية الإسرائيلي قبول نتنياهو لخطة ترمب بأنه "فشل دبلوماسي مدوي" يعيد إسرائيل إلى مفهوم اتفاقيات أوسلو ، ويضيع عليها "فرصة تاريخية للتحرر أخيراً من أغلال أوسلو".

أنصار نتنياهو وخطة ترمب

ونشر رئيس الكنيست أمير أوحانا، عضو حزب "الليكود" الحاكم، على منصة "إكس"، صورة لترمب ونتنياهو خلال المؤتمر الصحافي المشترك في البيت الأبيض.

وكتب: "نعم، بطولة أخرى"، في إشارة إلى شعار انتخابي عام 2019 الذي ركّز على علاقات نتنياهو الوثيقة مع قادة عالميين مثل ترمب.

وأشاد رئيس حزب "شاس"، وهو أكبر شريك في ائتلاف حكومة نتنياهو، أرييه درعي، بموقف ترمب ونتنياهو الذي وصفه بـ"الموحَّد دفاعاً عن أمن إسرائيل".

وأعرب عن أمله في عودة المحتجزين بحلول "عيد العرش اليهودي"، الذي يبدأ مساء الاثنين 6 أكتوبر ويستمر حتى 13 أكتوبر.

وكتب وزير الاتصالات وعضو "الليكود" شلومو قرعي على منصة إكس قائلاً: "ما هي الاستراتيجية؟ السلام من خلال القوة، الاستسلام أو الدمار.. وبالطبع، لن تُقام دولة فلسطينية أبداً في أرض أجدادنا".

كما وصف وزير الاقتصاد نير بركات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بـ"العبقري السياسي"، زاعماً ثقته بأن "دولة فلسطينية لن تُقام أبداً"، وموجهاً الشكر لترمب بوصفه "صديقاً حقيقياً".

واعتبر عضو الكنيست عن حزب "الليكود" أفيخاي بوعرون خطة ترمب بأنها "نصر كامل"، وقال إن "الخطة تنص على أنه لن يكون للسلطة الفلسطينية أي موطئ قدم لإدارة القطاع".

وفي بيان، أعلنت بعض عائلات المحتجزين والجنود الإسرائيليين القتلى تأييدهم لمقترح ترمب، معتبرين أن "التصريحات تتماشى مع مبادئنا والتزامنا، وهي عودة جميع المخطوفين دفعة واحدة، حيث يعود الأحياء إلى عائلاتهم، أما الموتى فيدفنون في إسرائيل".

تصنيفات

قصص قد تهمك