
فشل مجلس الشيوخ الأميركي، الثلاثاء، في تمرير مشروع قانون جمهوري بشأن تمويل الحكومة، بعدما سبقهم الديمقراطيون بمشروع آخر لم يحصد الأصوات الكافية لإقراره، ومن المنتظر أن تعلن الولايات المتحدة الإغلاق الحكومي خلال ساعات.
واستمر التصويت في المجلس، وسط تصعيد تحذيرات الرئيس الأميركي دونالد ترمب للديمقراطيين من أن السماح بانتهاء التمويل عند منتصف ليل الثلاثاء (0400 بتوقيت جرينتش الأربعاء)، سيتيح للإدارة اتخاذ إجراءات "لا رجعة فيها"، بما في ذلك فصل جماعي للموظفين الفيدراليين وإيقاف برامج مهمة لهم.
ولاحقاً، أعلن البيت الأبيض عن إغلاق حكومي وشيك بعد أن فشل مجلس الشيوخ في تمرير مشروع قانون إنفاق مدعوم من الجمهوريين كان سيُبقي الوكالات الفيدرالية ممولة حتى 21 نوفمبر.
ومع عدم وجود تصويت مُخطط له في مجلس الشيوخ قبل الموعد النهائي عند منتصف الليل، أصدر مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض تعليمات للوكالات الحكومية "بتنفيذ خططها لإغلاق مُنظم".
تداعيات سياسية واسعة النطاق
ويأتي ذلك في وقت يواجه فيه الكونجرس صعوبة بالغة في التوصل إلى اتفاق بسبب الخلافات المستمرة بين الجمهوريين والديمقراطيين بشأن تمويل الإنفاق وبرامج الرعاية الصحية والدفاع.
ومع اقتراب الساعة من منتصف الليل، يترقب الموظفون الفيدراليون والمواطنون تداعيات محتملة على الرواتب والخدمات الحكومية بعدما فشل المشرعون في تمرير مشروع التمويل المؤقت.
وكان البيت الأبيض قد وجّه الوكالات الأسبوع الماضي، لوضع خطط لعمليات فصل جماعي للموظفين في حال إغلاق الحكومة، وحتى الآن، لم تُطالب أي وكالة صراحةً بإنهاء خدماتها في خطط الإغلاق.
ومع بقاء ساعات قليلة على الموعد النهائي المحدد عند منتصف الليل، يُهدد الجمود بشأن الإنفاق بشلّ العديد من عمليات الحكومة الأميركية للمرة الـ14 فقط في التاريخ الحديث، ما يؤدي إلى تعليق الخدمات المقدمة للأميركيين ورواتب الموظفين الفيدراليين.
وقد تكون التداعيات السياسية واسعة النطاق لكل من ترمب والديمقراطيين قبل انتخابات التجديد النصفي الحاسمة العام المقبل.
صفقات اللحظة الأخيرة
وعلى الرغم من أن صفقات الإنفاق في اللحظة الأخيرة نجحت في تجنب العديد من عمليات الإغلاق المهددة الأخرى في السنوات الأخيرة، فإن المخاطر مرتفعة بشكل خاص الآن، مع تهديد البيت الأبيض بطرد الموظفين بدلاً من إجازتهم.
ويتعرض الزعماء الديمقراطيون لضغوط شديدة من التقدميين في الحزب للوقوف في وجه ترمب، وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون، وهو جمهوري من لويزيانا، لشبكة CNBC، الثلاثاء: "أنا متفائل، لكنني متشكك بعض الشيء هذا الصباح".
واتهم جونسون، الديمقراطيين، باللعب بالسياسة من خلال جهودهم لتجديد الإعفاءات الضريبية للرعاية الصحية، قائلاً "إنه لا يتعين حل هذه المسألة حتى نهاية العام عندما تنتهي صلاحية الإعفاءات الضريبية".
وأضاف: "افتحوا الحكومة، وعندها سنجري جميع المناقشات، لكن في الوقت الحالي، هذا مجرد ذريعة لتشتيت الانتباه".
وبالمثل، اتهم القادة الديمقراطيون الجمهوريين بتجاهل النداءات المتكررة للتفاوض بين الحزبين، وصرح زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب، حكيم جيفريز، على قناة CNBC، الثلاثاء، بأن حزبه يرفض اتباع نهج "إما طريقتي أو الطريق السريع".
وقال زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، الاثنين، إن "مشروع القانون الخاص بهم لا يحتوي على ذرة من المساهمة الديمقراطية"، مضيفاً: "الأمر متروك للجمهوريين فيما إذا كانوا يريدون إغلاقاً أم لا".