
تستعد اليابان لتجهيز المدمرة "جيه إس تشوكاي" JS Chokai بصواريخ "توماهوك" الأميركية، وذلك في أحدث خطوة تتخذها واشنطن وحلفاؤها الآسيويون لتعزيز قدراتهم العسكرية، في وقت تُوسع فيه قوى منافسة مثل الصين وكوريا الشمالية ترساناتها، حسبما أفادت شبكة CNN.
وتُبحر المدمرة المزودة بنظام "إيجيس" Aegis الموجه للصواريخ، إلى الولايات المتحدة في مهمة تستمر لمدة عام، تخضع خلالها لتعديلات فنية وتدريبات للطاقم تمكنها من إطلاق صواريخ "توماهوك"، وهي صواريخ مجنحة يمكنها المناورة ويصل مداها إلى نحو 1000 ميل (1609 كلم).
وأعلنت وزارة الدفاع اليابانية، لدى الكشف عن إرسال المدمرة إلى الولايات المتحدة، أن قوات الدفاع الذاتي اليابانية "تعزز قدراتها الدفاعية بعيدة المدى بهدف اعتراض القوات المهاجمة والقضاء عليها بسرعة وعلى مسافات بعيدة".
وتضم المدمرة "تشوكاي"، البالغ طولها 528 قدماً ووزنها 9500 طن، 90 خلية إطلاق عمودي يمكن استخدامها أيضاً لإطلاق صواريخ أرض-جو، وصواريخ مضادة للصواريخ الباليستية، وصواريخ للدفاع الجوي، وصواريخ مضادة للغواصات.
وقالت وزارة الدفاع اليابانية، في بيان، إنها تخطط لجعل المدمرة "تشوكاي" جاهزة للمهام الفعلية بحلول صيف العام المقبل، ضمن عملية تشمل اختبارات إطلاق حية.
واتُخذت أولى خطوات هذه العملية الأسبوع الماضي، عندما أجرت المدمرة تدريباً على تحميل ذخائر تدريبية من نوع "توماهوك" في خلايا الإطلاق العمودي الخاصة بها.
وتشبه المدمرة اليابانية في الحجم والتسليح مدمرات "آرلي بيرك" (Arleigh Burke) التابعة للبحرية الأميركية. وإلى جانب السفن الحربية السطحية، يمكن إطلاق الصواريخ من الغواصات ومنصات برية أيضاً.
ويعني ذلك أن أهدافاً في عمق الأراضي الصينية أو الكورية الشمالية ستكون في مرمى المدمرة اليابانية، إذ كانت اليابان قد وقعت، مطلع العام 2024، اتفاقاً مع الولايات المتحدة لشراء 400 صاروخ "توماهوك" ضمن خططها لزيادة الإنفاق الدفاعي لمواجهة التهديدات الإقليمية، ما وصفه وزير الدفاع جين ناكاتاني بأنه "البيئة الأمنية الأكثر خطورة وتعقيداً" منذ الحرب العالمية الثانية.
أنشطة الصين.. تحدٍ لليابان
وجاء في التقرير السنوي لوزارة الدفاع اليابانية، الصادر في يوليو الماضي، أن الأنشطة العسكرية الصينية تمثل "أكبر تحدٍ استراتيجي" تواجهه اليابان.
وقال ناكاتاني، خلال تقديم التقرير، إن بكين "تعزز قدراتها العسكرية بوتيرة سريعة" مع تكثيف أنشطتها في المنطقة، مشيراً تحديداً إلى جزر سينكاكو في بحر الصين الشرقي التي تسيطر عليها طوكيو وتطالب بها الصين أيضاً، وتطلق عليها اسم جزر دياويو.
واستعرضت الصين بعضاً من تلك القدرات الجديدة، بما في ذلك صواريخ قوية مضادة للسفن، خلال عرض عسكري في بكين، 3 سبتمبر الماضي.
ووقف إلى جانب الرئيس الصيني شي جين بينج على المنصة في ذلك اليوم كل من كيم جونج أون، الذي تفقد بعد أيام محركات صاروخية جديدة في كوريا الشمالية، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي كان قد وقع مؤخراً معاهدة دفاعية مع كيم.
ورغم أن طوكيو تصف صواريخ "توماهوك" بأنها ذات "قدرات دفاعية"، فإن هذه الصواريخ تُعد في الأساس أسلحة هجومية.
وتوضح ورقة معلومات صادرة عن البحرية الأميركية أن الصواريخ "تُستخدم في الهجمات البرية العميقة"، مشيرة إلى أن اسمها الكامل هو "صاروخ توماهوك للهجوم البري (TLAM)".
وعندما تقدمت اليابان بطلب شراء الصواريخ في عام 2023، أثارت الخطوة استياء الصين التي اتهمت طوكيو بانتهاك "دستورها السلمي" الذي وُضع بعد الحرب العالمية الثانية، والذي يقيد دور قوات الدفاع الذاتي اليابانية على المهام الدفاعية فقط.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينج، آنذاك إن "تحركات الولايات المتحدة واليابان تؤجج سباق التسلح، وتؤثر على السلام والاستقرار في المنطقة، وتخل بالتوازن الاستراتيجي العالمي، وتقوض بالنظام الدولي".
وتُعد صواريخ "توماهوك" من أكثر الأسلحة فعالية في الترسانة الأميركية. ووفقاً لشركة "رايثيون" المصنعة لها، يمكن للصواريخ "إصابة أهداف بدقة من مسافة 1000 ميل، حتى داخل أجواء محمية بشدة".
وإلى جانب البحرية الأميركية، تمتلك البحريتان البريطانية والأسترالية قدرات إطلاق صواريخ "توماهوك"، وانضمت أستراليا إلى هذه المجموعة في ديسمبر الماضي، عندما أطلقت المدمرة "إتش إم إيه إس بريزبن" (HMAS Brisbane) بنجاح صاروخ "توماهوك" قبالة الساحل الغربي للولايات المتحدة.
وتخطط كانبرا لشراء 200 صاروخ، قالت وزارة الدفاع الأسترالية إنها ستتيح لسفنها الحربية "تنفيذ ضربات دقيقة بعيدة المدى ضد أهداف برية".