
قال أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، الفريق جبريل الرجوب، إن الفلسطينيين ينتظرون خطوات جدية لوقف العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية وحماية المقدسات، مع ضرورة إنهاء الانقسام الداخلي عبر حوار وطني شامل.
واعتبر في تصريحات لـ"الشرق"، أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن إنهاء الحرب في غزة، "محاولة لتكريس الاحتلال"، مشدداً على أهمية وحدة الفلسطينيين والعمل العربي والدولي لدعم القضية الفلسطينية وتحقيق السلام.
وأوضح الرجوب أن الفلسطينيين يتطلعون إلى خطوات عملية وجدية لوقف العدوان الإسرائيلي على الأرض، وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، وعلى رأسها وقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن "كل الأطياف الفلسطينية رحبت بكل ما له علاقة بوقف الحرب، باعتبار أن وقفها خطوة أولى نحو توفير كل مقومات الحياة لأكثر من مليوني فلسطيني يعيشون بلا مأوى أو مقومات معيشية منذ عامين".
وشدد الرجوب على أن "أي خطة لا ترتكز إلى أفق سياسي واضح، يتمثل بمؤتمر دولي وخطوات ملموسة تنهي الحالة الفلسطينية كقضية مؤقتة، وتؤسس لدولة مستقلة، إضافة إلى مشاريع لإعادة الإعمار، لن تكون مجدية".
الرجوب: "خطة ترمب" تحمي الجرائم الإسرائيلية
واعتبر أن "خطة ترمب صِيغت من قبل اليمين الإسرائيلي، وتهدف لتكريس العدوان وحماية الجرائم الإسرائيلية"، مؤكداً أن الفلسطينيين رأوا في قضية وقف الحرب بداية ممكنة للحصول على حقوقهم المشروعة، خاصة مع توفر بيئة دولية وإقليمية ضاغطة، في ظل إجماع عربي تقوده دول وازنة مثل مصر، والسعودية، وقطر، والإمارات، والأردن.
وقال إن "ترمب (طبخ) مع نتنياهو وجماعته خطة لخدمة الاحتلال.. فالرئيس الأميركي حكى مع القادة العرب شيئاً، وحكى عن الخطة شيء آخر"، واصفاً "خطة ترمب بأنها "غير صالحة وفيها أخطاء"، ولفت إلى أن ترمب يتحدث عن الفلسطينيين بلغة فضفاضة وغير واضحة، على حد وصفه.
وتابع: "شعبنا له قيادة وطموحات، ويملك كل الاستحقاقات التي اعترف العالم على أساسها بالدولة الفلسطينية"، مؤكداً أنه كـ"فتحاوي وفلسطيني" لا يرى في خطة ترمب وصفة لإنهاء الصراع أو تحقيق السلام، بل إنها تفتقر إلى مقومات الدولة بحدود يونيو عام 1967، "ولا تمثل حتى السياسة الأميركية قبل مجيء ترمب".
ولفت إلى أن "أي صيغة لا تستند إلى وحدة الضفة وغزة والقدس الشرقية، ووحدة النظام السياسي والخدمات، تعني تكريس الانقسام، وأن الحديث عن انسحاب إسرائيلي أو وقف للأعمال العدائية غير وارد في جوهر الخطة"، حسب قوله.
مراجعة داخلية بين فتح وحماس
ولفت الرجوب إلى أن "السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير لم تكونا طرفاً لا في المفاوضات ولا في إدارة ما يجري في غزة"، مشدداً على ضرورة إجراء مراجعة داخلية بين فتح وحماس، على قاعدة وحدة الأرض والنظام السياسي ومرجعية منظمة التحرير".
وتابع: "لا نريد اشتباكات سياسية داخلية، نحن في السلطة علينا مراجعة ما ارتكبناه من أخطاء، لكننا نتطلع إلى المستقبل".
وأشار إلى أن الرهان الفلسطيني قائم على 3 محاور: أولًا، على صمود الشعب الفلسطيني وإيمانه بعدالة قضيته واستعداده للتضحية، ثانياً، على الالتفاف الشعبي والرسمي العالمي حول القضية باستثناء الإدارة الأميركية، التي وصفها بـ"العصابة"، وثالثاً، على العمق العربي وحكمته، خاصة في الملاحظات النقدية لخطة ترمب.
وأكد أن حركة فتح مقتنعة بضرورة وجود مشروع إصلاحي للسلطة، وأن الحركة معنية بتقديم نموذج يرتبط بتضحيات الشعب وصموده، مشدداً على أهمية الحفاظ على الزخم العربي الداعم للقضية الفلسطينية.
وفي ختام تصريحاته قال: "ترمب يتصرف كحاكم عسكري للعالم، وسياسته خطر على السلم العالمي، وقد تقود إلى حروب إقليمية ودولية"، متابعاً: "الاحتلال يستهدف كل الإقليم، ونتنياهو يمارس البلطجة"، موضحاً أن الموقف (العربي) يشكّل حماية للمشروع الوطني الفلسطيني".