
يزداد قلق كبار الديمقراطيين من احتمال خسارة الحزب في سباق حاكم نيوجيرسي، الولاية التي تميل عادة إلى الديمقراطيين، الشهر المقبل، بسبب سلسلة من الأخطاء التي ارتكبتها المرشحة الديمقراطية، عضو الكونجرس الأميركي ميكي شيريل.
ويستثمر كلا الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) ملايين الدولارات في السباق بين شيريل، وهي طيارة سابقة في البحرية الأميركية، والجمهوري جاك تشياتاريلي، وهو نائب سابق في الولاية، ويحظى السباق باهتمام وطني باعتباره مؤشراً أولياً على انتخابات منتصف الولاية لعام 2026.
ويثير احتمال حدوث انتخابات متقاربة أو حتى الخسارة في "ولاية الحديقة"، وهو أحد ألقاب ولاية "نيوجيرسي"، قلق الديمقراطيين، وفق "أكسيوس".
وقالت الاستراتيجية الديمقراطية إيرين لين: "إلى هذا الحد وصل وضع الديمقراطيين إذا كنا نكافح فقط للفوز بمنصب حاكم نيوجيرسي بينما ترمب قد دمر الحكومة والدستور".
وأضافت: "أنفقت شيريل ثروة على استطلاعات الرأي وليس لديها رسالة سوى أنها تطير المروحيات وأن تشياتاريلي يحب ترمب. كيف لم نتعلم بعد أن الهجمات القديمة على ترمب وحدها لا تكفي؟".
ويقول بعض الديمقراطيين خلف الكواليس إن شيريل تبدو أفضل على الورق مما هي عليه في الواقع. ويشيرون إلى أنها كانت متحدثة بشكل مبرمج جداً، ولم تركز بما فيه الكفاية على ارتفاع الأسعار، واعتمدت كثيراً على موظفين من واشنطن بدلاً من العاملين في نيوجيرسي.
وعبّر أعضاء آخرين عن قلقهم من أن المرشح الجمهوري تشياتاريلي يحاول كسب تأييد المجتمعات السوداء التي عادة ما تصوت بشكل ساحق للديمقراطيين.
تحديات أمام الديمقراطيين
وواجهت شيريل صعوبة في البداية في تسمية "قانون واحد"، ستقره رداً على سؤال من مراسل CBS نيويورك، مما دفع تشياتاريلي لشن حملة إعلانية ضدها.
كما واجهت المرشحة الديمقراطية في مقابلة مع مقدم الراديو المؤثر تشارلامان ذا جود في مايو، صعوبة في الإجابة عن أسئلة بشأن زيادة ثروة عائلتها في السنوات الأخيرة.
وعندما سُئلت عما إذا كانت قد ربحت 7 ملايين دولار من تداول الأسهم كما زعمت وسائل الإعلام المحافظة، قالت شيريل: "أنا، أنا لا أعتقد أنني فعلت ذلك"، ثم أضافت أنها بحاجة للتحقق من مصدر هذه الادعاءات.
كما ردت حملة تشياتاريلي بإطلاق موقع إلكتروني باسم MikieMadeMillions.com.
وقال مدير حملة شيريل، أليكس بول: "ميكي شيريل تترشح لمنصب الحاكم لتخفيض التكاليف على سكان نيوجيرسي، وكانت هذه رسالتها منذ اليوم الأول. وقد قادها ذلك إلى فوز ساحق في الانتخابات التمهيدية، حيث قلل الصحافيون والخبراء من شأنها مراراً وتكراراً، والآن تتصدر باستمرار استطلاعات الرأي في الانتخابات العامة".
وعند سؤال بول عن مقابلة تشارلامان، قال: "ميكي لا تمتلك أو تتداول أسهماً فردية".
وكانت شيريل قلبت نتائج دائرتها الانتخابية نيوجرسي، التي تميل عادة للجمهوريين لصالحها في 2018.
وكانت شيريل ومنافسها الجمهوري تشياتاريلي متعادلين في استطلاع أجرته كلية إميرسون في سبتمبر. واستطلاع آخر لشبكة FoxNews في الشهر نفسه أظهر تقدم شيريل بـ 8 نقاط.
وأظهرت بعض الاستطلاعات الخاصة السباق بفارق حوالي 3 نقاط، وفقاً للديمقراطيين الذين اطلعوا على النتائج.
ويستثمر الديمقراطيون الوطنيون أكثر في السباق مقارنة بالجمهوريين، ما قد يمنح شيريل الأفضلية في النهاية.
وتقوم لجنة دعم الحكام الديمقراطيين بإنفاق ما لا يقل عن 25 مليون دولار على الإعلانات منذ يونيو الماضي، وفقاً لبيانات من شركة تتبع الإعلانات AdImpact.
وأطلق الجمهوريون مؤخراً لجنة دعم خاصة بهم لتعزيز حملة تشياتاريلي، لكنهم يخططون لإنفاق 8 ملايين دولار فقط حتى الآن، وفقاً لـ AdImpact. ومع ذلك، تخطط حملة تشياتاريلي لإنفاق مليونين دولار إضافيين على الإعلانات أكثر من شيريل. وركز كل المرشحين على الإعلانات التي تتعلق بمواجهة ارتفاع تكاليف الخدمات العامة.
اتهامات متبادلة
وشهد السباق جدلاً بشأن إصدار سجلات شيريل العسكرية، واتهمت شيريل إدارة ترمب بالتصرف بشكل غير قانوني بتقديم الوثائق لشخص مقرب من تشياتاريلي. ورد تشياتاريلي بتهديد باتخاذ إجراء قانوني.
ويحاول فريق تشياتاريلي أيضاً كشف المزيد من المعلومات بشأن سبب عدم مشاركة شيريل في تخرج دفعتها في الأكاديمية البحرية، والتي قالت إنها كانت نتيجة عدم إبلاغها عن زملائها المتورطين في فضيحة غش.
وخسر ترمب نيوجيرسي بفارق 6 نقاط في 2024، بعد 4 سنوات من فوز جو بايدن على ترامب بفارق 15 نقطة. كما كانت انتخابات حاكم نيوجيرسي 2021 متقاربة بشكل مفاجئ، حيث فاز مورفي على تشياتاريلي بفارق 3 نقاط.
ويعتقد معظم الديمقراطيين أن شيريل ستحقق فوزاً ضئيلاً لأن نيوجيرسي لا تزال تميل لليسار، وعادة ما يصوت الناخبون ضد الحزب الذي يشغل البيت الأبيض.
وقال جيسي فيرجسون، خبير حملات ديمقراطي غير مشارك في السباق: "الأمر ليس كارثة، ولا نزهة سهلة. إنه شيء بين الاثنين".