
رحب الكرملين الاثنين، بتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن تمديد معاهد "نيو ستارت"، والتي تفرض قيوداً على الأسلحة النووية الاستراتيجية المنتشرة بالفعل، فيما نفى مسؤولية روسيا عن الحوادث الأخيرة لانتهاك مسيرات للأجواء الأوروبية، بعدما قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن روسيا وراء المسيرات التي عطلت الملاحة في مطار ميونيخ.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن تصريحات ترمب بشأن تمديد معاهد "نيو ستارت"، تعطي "أسباباً للتفاؤل"، وفق ما نقلت "رويترز".
وكان ترمب قد قال الأحد، إن عرض نظيره الروسي فلاديمير بوتين الإبقاء طواعية على القيود على الأسلحة النووية الاستراتيجية المنتشرة بالفعل "فكرة جيدة بالنسبة لي".
وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، أن مقترح بوتين "يبدو جيداً للغاية"، لكن المسألة متروكة لترمب، إذ يطالب الرئيس الأميركي بإطلاق محادثات لنزع السلاح النووي مع روسيا والصين.
والشهر الماضي، عرض بوتين الإبقاء طوعاً على قيود تحدد الحد الأقصى لحجم أكبر ترسانتين نوويتين في العالم، وهي قيود منصوص عليها في معاهدة "نيو ستارت" لعام 2010، التي ينتهي أمدها في فبراير المقبل، "إذا فعلت الولايات المتحدة الشيء نفسه".
مسيرات في الأجواء الأوروبية
وبشأن اتهام المستشار الألماني فريدريش ميرتس لروسيا بأنها وراء تقف وراء الطائرات المسيّرة التي شوهدت في ألمانيا، قال بيسكوف إن العديد من الساسة في أوروبا "يلقون باللوم على روسيا في كل شيء، وذلك دون مبرر".
وأضاف أنه "لا يوجد سبب لتحميل روسيا مسؤولية الطائرات المسيّرة التي شوهدت في أوروبا، هناك شيء غريب في هذه القصة بأكملها".
وتابع: "أنصح سياسيي الاتحاد الأوروبي بتوسيع آفاقهم، بدلاً من نسب كل عملية إطلاق لطائرة مسيرة إلى روسيا".
وقال ميرتس الأحد، إنه يعتقد أن روسيا تقف وراء عدد من الطائرات المسيرة التي شوهدت تحلق في أجواء ألمانيا الأسبوع الماضي، ومنها على الأرجح تلك التي عطلت عشرات الرحلات الجوية وأدت إلى تقطع السبل بأكثر من 10 آلاف مسافر في مطار ميونيخ.
وأضاف أن تواتر التوغل في المجال الجوي لأوروبا لم يسبق له مثيل حتى بالمقارنة مع أوقات الحرب الباردة، ولكن لم يكن أي من الطائرات المسيرة المرصودة حتى الآن مسلحة. وقال إن جميعها كانت في رحلات استطلاع.
وأضاف "تقديرنا هو أن روسيا تقف وراء معظم هذه الرحلات الجوية للطائرات المسيرة".
"لدينا قدراتنا في الفضاء"
وعن اتهامات الاستخبارات الأوكرانية للصين بتزويد روسيا بمعلومات استخباراتية عبر الأقمار الاصطناعية حول أهداف في أوكرانيا، قال بيسكوف إن روسيا "لديها قدراتها الخاصة في الفضاء، لتلبية احتياجات قوات الدفاع الاستراتيجي".
واتهم أوليه ألكسندروف، المسؤول في الاستخبارات الأوكرانية لوكالة "يوكرينفورم" الرسمية للأنباء، السبت، الصين بتقديم معلومات استخباراتية لروسيا لـ"تمكينها من توجيه ضربات صاروخية داخل أوكرانيا بشكل أفضل".
وذكر أن الصين تمرر معلومات الاستخبارات التي تحصل عليها عبر الأقمار الاصطناعية إلى روسيا عن أهداف، بما في ذلك تلك التي تستفيد من الاستثمار الأجنبي.
وأضاف "هناك أدلة على تعاون على مستوى كبير بين روسيا والصين في إجراء عمليات استطلاع عبر الأقمار الاصطناعية لأراضي أوكرانيا بهدف تحديد واستكشاف الأهداف الاستراتيجية المُراد استهدافها".
وتابع "كما رأينا في الأشهر القليلة الماضية، ربما تكون هذه المواقع مملوكة لمستثمرين أجانب".