
قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي، الاثنين، إن الرضوخ لضغوط إصلاح اتفاقية اللاجئين ونظام اللجوء سيكون "خطأ كارثياً".
وأضاف جراندي للدول الأعضاء خلال الاجتماع السنوي للمفوضية في جنيف: "طرح اتفاقية اللاجئين ومبدأ اللجوء على الطاولة سيكون خطأ كارثياً".
وتُظهر وثائق أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعتزم الدعوة إلى الحد من حق اللجوء بشكل كبير خلال اجتماع في الأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر، وذلك في إطار سعيها لتفكيك النظام العالمي للحماية الإنسانية الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية.
ووفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإن إدارة ترمب تخطط لخفض قبول اللاجئين إلى مستوى قياسي منخفض في العام المقبل، مع تخصيص الجزء الأكبر من الأماكن المحدودة للإفريقانيين البيض من جنوب إفريقيا وغيرهم ممن يواجهون "تمييزاً غير عادل".
7500 لاجئ
ومن المتوقع أن يخفض ترمب سقف قبول اللاجئين إلى 7 آلاف و500، وهو انخفاض كبير عن الحد الأقصى البالغ 125 ألف الذي حددته إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن العام الماضي، وفقاً لقرار رئاسي مؤرخ في 30 سبتمبر وموقع من ترمب.
وقال مسؤول في البيت الأبيض، إن الحد الأقصى للقبول "لن يكون نهائياً"، إلا بعد مشاورة الإدارة مع الكونجرس، كما هو ملزم قانوناً للحكومة الفيدرالية سنوياً.
وأضاف المسؤول إن إغلاق الحكومة يمنع إجراء هذه المشاورات، وزعم أنه "لن يتم قبول أي لاجئين في البلاد في السنة المالية التي بدأت في الأول من أكتوبر، حتى يتوصل الديمقراطيون والجمهوريون إلى اتفاق لتمويل الحكومة".
وسيؤدي هذا الحد الجديد إلى إغلاق الباب فعلياً أمام آلاف العائلات المنتظرة في المخيمات حول العالم، وإعادة تركيز برنامج يهدف إلى توفير ملاذ آمن للفارين من الحرب والمجاعة لدعم معظمهم من سكان جنوب إفريقيا البيض.
وقال النائبان جيمي راسكين وبراميلا جايابال من واشنطن، والسيناتوران ريتشارد جيه. دوربين وأليكس باديلا في بيان: "على الرغم من الاتصالات المتكررة من موظفي اللجان الديمقراطية والجمهورية، تخلت إدارة ترمب تماماً عن التزامها القانوني، تاركةً الكونجرس في حيرة من أمره واللاجئين في حالة من عدم اليقين".
وقالوا: "العواقب وخيمة"، مضيفين أن الإغلاق الفعلي لبرنامج اللاجئين "يخالف وعد الأمة بأن تكون ملاذاً للمضطهدين".
واتخذ ترمب خطوات لإلغاء برنامج اللاجئين فعلياً، عندما وقّع أمراً تنفيذياً في اليوم الأول من ولايته الثانية بتعليق إعادة توطين معظم اللاجئين، كما منع فعلياً المهاجرين على الحدود الأميركية- المكسيكية من طلب الحماية بموجب برنامج آخر يُعرف باسم اللجوء، وهو جزء من جهد أوسع لتقييد الهجرة إلى الولايات المتحدة.
في السنة المالية 2024، أعادت الولايات المتحدة توطين نحو 100 ألف لاجئ، وهو أكبر عدد منذ أكثر من 10 سنوات. وكان هذا الرقم قد انخفض خلال الفترة التي أوقف فيها ترمب البرنامج مؤقتاً، ولم يتم تحديث بيانات وصول اللاجئين في قاعدة بيانات الحكومة منذ عودته إلى المنصب.
ومع ذلك، يشير مسؤولون يعملون مع منظمات اللاجئين إلى أن عشرات اللاجئين غير الجنوب إفريقيين فقط تمكنوا من دخول الولايات المتحدة خلال هذه الفترة.