عامان على حرب غزة.. إبادة ومجاعة وعشرات الآلاف من الضحايا

time reading iconدقائق القراءة - 8
سيدة فلسطينية تحمل طفلها فوق أنقاض المنازل المدمرة جراء الغارات الإسرائيلية على خان يونس جنوب قطاع غزة. 11 سبتمبر 2025 - REUTERS
سيدة فلسطينية تحمل طفلها فوق أنقاض المنازل المدمرة جراء الغارات الإسرائيلية على خان يونس جنوب قطاع غزة. 11 سبتمبر 2025 - REUTERS
دبي-الشرق

قتلت إسرائيل في الحرب التي تشنها على غزة منذ 7 أكتوبر عام 2023 أكثر من 67 ألفاً، و170 فلسطينياً، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، ودمرت معظم مباني القطاع، وتسبب في تفشي المجاعة رسمياً، وتهحير معظم السكان من منازلهم عدة مرات.

وذكرت مصادر طبية لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن من بين الضحايا الذين قتلتهم إسرائيل في غزة، 20 ألفاً و179 طفلاً، و10 آلاف و427 سيدة، و4 آلاف و813 من كبار السن.

ودمر الجيش الإسرائيلي 25 مستشفى بالكامل من أصل 38، في حين لا يزال 13 مستشفى يعمل بشكل جزئي وفي ظروف صعبة. كما دمر 103 مراكز للرعاية الصحية الأولية، من أصل 157 مركزاً يعمل منها 54 مركزاً بشكل جزئي، وفق الوكالة.

وتم تسجيل 4 آلاف و900 حالة بتر بحاجة إلى أدوات مساندة وبرامج تأهيل طويلة الأمد، فيما بلغت نسبة إشغال الأسرّة في المستشفيات حتى نهاية سبتمبر الماضي 225%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، والتي بلغت 82%.

إبادة جماعية

وخلصت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة، الشهر الماضي، إلى أن إسرائيل ارتكبت "إبادة جماعية" في غزة، في خطوة تؤكد خطورة الانتهاكات وتفتح الباب أمام محاكمات دولية محتملة لمحاسبة المسؤولين.

وأجرت اللجنة الأممية خلال 23 شهراً، مقابلات مع ضحايا وشهود وأطباء، وحللت وثائق مفتوحة المصدر، وصور أقمار اصطناعية، لتخلص إلى أن "السلطات والجيش الإسرائيلي كانت ولا تزال لديها نية إبادة جماعية لتدمير الفلسطينيين في غزة، كلياً أو جزئياً".

وقالت اللجنة إن إسرائيل مسؤولة عن "ارتكاب الإبادة الجماعية في حق الفلسطينيين في قطاع غزة". وذكرت أن السلطات وقوات الأمن في إسرائيل ارتكبت 4 من أصل 5 أفعال تشكل إبادة جماعية، وهي "القتل، والتسبب في أذى بدني أو نفسي خطير، وإيجاد ظروف تستهدف عمداً القضاء على الفلسطينيين كلياً أو جزئياً، وفرض إجراءات تهدف إلى منع المواليد".

وجاء تقرير الأمم المتحدة بعد أن توصلت جمعية علماء الإبادة الجماعية الرائدة وجماعات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إلى النتيجة نفسها.

تجويع الفلسطينيين في غزة

وتسبب الحصار الإسرائيلي ومنع دخول الغذاء والدواء في تجويع غزة، وفق ما أعلن تصنيف دولي لانعدام الأمن الغذائي، تشارك فيه الأمم المتحدة، في أغسطس الماضي.

وقال التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، إن أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة يواجهون "ظروفاً كارثية" (أي المرحلة الخامسة من التصنيف) ومن خصائصها الجوع الشديد، والموت، والعوز، والمستويات الحرجة للغاية من سوء التغذية الحاد، وفق الأمم المتحدة.

وأضاف التصنيف أن 1.07 مليون شخص آخر يمثلون 54% من سكان القطاع يواجهون المرحلة الرابعة، وهي مرحلة انعدام الأمن الغذائي الحاد "الطارئ". ويواجه 396 ألفاً، أي 20% من السكان، المرحلة الثالثة وهي مرحلة انعدام الأمن الغذائي الحاد "الأزمة".

 ويُصنف انعدام الأمن الغذائي في خمس مراحل، أشدها المجاعة التي تأتي في المرتبة الخامسة.

وتم تسجيل 460 حالة وفاة جراء المجاعة وسوء التغذية منها 154 طفلاً، فيما لا يزال 51 ألفاً، و196 طفلاً دون سن الخامسة يعانون سوء التغذية الحاد.

وقال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن ظهور المجاعة في غزة "نتيجة مباشرة لإجراءات اتخذتها الحكومة الإسرائيلية"، وإن "الوفيات الناجمة عن التجويع قد تمثل جريمة حرب".

من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إن حدوث المجاعة في غزة "ليس لغزاً، وإنها كارثة من صنع البشر وفشل للبشرية".

وأظهرت بيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن ما لا يقل عن 2340 شخصاً قضوا، منذ 27 مايو الماضي، أثناء محاولتهم الحصول على الطعام، أو المساعدات في غزة.

نزوح بلا نهاية

وتسببت الهجمات الإسرائيلي المستمرة داخل الأحياء السكنية لغزة في نزوح متكرر للفلسطينيين من منازلهم مرات عدة، إلى مناطق تنعدم فيها المقومات الأساسية للحياة. وحتى في هذه المناطق التي تتشكل في معظمها من خيام، لم تسلم من القصف الإسرائيلي.

وتقول الأمم المتحدة إن نحو 18% من سكان قطاع غزة فقطـ لا يخضعون حالياً لأوامر نزوح، أو محاصرين من قبل القوات الإسرائيلية، فيما اضطر كثير من الفلسطينيين للنزوح عدة مرات.

وحاولت إسرائيل، في الأشهر الماضية، الدفع بالفلسطينيين إلى منطقة المواصي جنوب غربي القطاع، مع إطلاق هجومها على مدينة غزة. وشنت حملة تدمير ممنهجة لمباني وسكنات المدينة.

وأوضحت وكالة الأنباء الفلسطينية أن تكدس المواطنين في مناطق "التجميع القسري" والمسماة بـ"المناطق الإنسانية"، فاقم أوضاع النازحين الصحية والإنسانية، مع انعدام مقومات الحياة، ما تسبب في تفشي الأمراض، وانعدام مصادر المياه الصالحة للشرب، والحرمان من مصادر الغذاء.

ويظهر تحليل أجراه مركز الأمم المتحدة للأقمار الاصطناعية لبيانات تعود إلى يوليو الماضي، أن حوالي 193 ألف مبنى في غزة تعرضت للدمار، أو الأضرار. وأضاف المركز أن حوالي 213 مبنى صحي، و1029 مدرسة استُهدفت بالغارات الإسرائيلية.

وعبرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن قلقها البالغ إزاء مستوى الدمار في مدينة غزة، المركز الحضري الرئيسي بالقطاع، وقالت إن أي عمل متعمد لنقل السكان سيكون بمثابة تطهير عرقي.

تصنيفات

قصص قد تهمك