تقرير: إدارة بايدن تستعد لـ"خسائر قاسية" في أفغانستان

time reading iconدقائق القراءة - 5
مسلحون موالون للحكومة الأفغانية عند نقطة تفتيش في مقاطعة غورباند بإقليم باروان، أفغانستان، 29 يونيو 2021 - REUTERS
مسلحون موالون للحكومة الأفغانية عند نقطة تفتيش في مقاطعة غورباند بإقليم باروان، أفغانستان، 29 يونيو 2021 - REUTERS
دبي-الشرق

قال موقع "أكسيوس"، إن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تستعد لـ"خسائر قاسية" تشمل سقوط العاصمة الأفغانية كابول في أيدي حركة "طالبان"، وسحب أي تمثيل دبلوماسي في البلاد، في "تحوّل مذهل" للتوقعات.

وأضاف الموقع في تقرير، السبت، أن كبار مساعدي الرئيس الأميركي رجحوا بشكل متزايد، أن الولايات المتحدة لن يكون لها وجود دبلوماسي دائم في أفغانستان بعد 31 أغسطس، وهو التاريخ الذي حدده بايدن لإكمال انسحاب القوات الأميركية من البلاد.

وأشار الموقع إلى أن الدائرة المقربة من بايدن اتفقت على "افتراض عملي"، بأن كابول يمكن أن تصمد على المدى القصير، ما يسمح للولايات المتحدة بمواصلة الجهود الدبلوماسية، ومساعدة النساء الأفغانيات على تأمين حقوقهن بعد الانسحاب الأميركي.

وأفاد الموقع بأن 3 آلاف من مشاة البحرية والجنود الذين أرسلوا إلى كابول للمساعدة في إجلاء الدبلوماسيين، سيغادرون أيضاً بحلول 31 أغسطس الجاري.

ولفت إلى أن بايدن يتواجد في منتجع "كامب ديفيد" نهاية هذا الأسبوع، وليس في منزله الواقع على شاطئ ديلاوير، حيث يمكنه الاسترخاء هناك، ولكنه لديه اتصالات كاملة أيضاً.

سفارة واشنطن

ولفت أكسيوس إلى أن السفارة الأميركية في كابول لم تكن مجرد مبنى دبلوماسي، بل كانت أيضاً مركزاً استخباراتياً رئيسياً يضم سجلات ورقية ومعدات ستعمل الولايات المتحدة على سحبها أو تدميرها، حسب البروتوكولات المعمول بها في مثل هذه الحالة الطارئة.

وخلافاً لما حدث في طهران عام 1979، عندما تمكن متطرفون إيرانيون من الوصول إلى بعض المواد الحساسة، فإن الموظفين الأميركيين الذين ما زالوا في كابول؛ سيضمنون عدم وجود أي شيء للحصول عليه.

وتلقى الدبلوماسيون الأميركيون في السفارة تعليمات بتدمير الأوراق المهمة، وأجهزة الحاسوب المكتبية قبل مغادرتهم، وفقاً لمذكرة حصلت عليها "الإذاعة الوطنية العامة" (إن بي آر).

"هزيمة رمزية"

وأضاف الموقع أنه على الرغم من الجهود المبذولة لتأمين المعلومات الاستخباراتية وحماية الموظفين الأميركيين ومعاونيهم الأفغان، يتعين على بايدن الاستعداد لـ"هزيمة رمزية تتمثل في رؤية حركة طالبان تجتاح المساحة التي كانت تضم السفارة". ويشمل ذلك مقر إقامة السفير، وحانة تردد عليها أجيال من الجنود والدبلوماسيين والصحافيين.

غير أن اللحظة بالغة الأهمية المقبلة، بحسب الموقع، هي لحظة خفض العلم الأميركي الذي يرفرف فوق ما يعتبر في الأساس أراض ذات سيادة أميركية، وهي المهمة التي يضطلع بها عادةً أفراد حراس أمن مشاة البحرية الذين يقيمون بشكل دائم في الموقع.

ونقل الموقع عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية قوله: "السفارة لا تزال مفتوحة ونخطط لمواصلة عملنا الدبلوماسي في أفغانستان".

وأضاف المسؤول: "ستواصل الولايات المتحدة دعم الخدمات القنصلية، بما في ذلك خدمات الطوارئ للمواطنين الأميركيين، وتجهيز وتشغيل برنامج تأشيرات الهجرة الخاصة، وستواصل المشاركة في الجهود الدبلوماسية مع الحكومة الأفغانية والشعب الأفغاني".

وتابع: "بالإضافة إلى ذلك، سنواصل تركيزنا على مكافحة الإرهاب. نعمل على تقييم الوضع الأمني بشكل يومي، لتحديد أفضل السبل للحفاظ على سلامة أولئك الذين يخدمون في سفارتنا. وهذا ما نفعله لكل موقع دبلوماسي يواجه أجواء أمنية صعبة".

"إجلاء سريع"

ووفقاً للموقع الأميركي، سيكون الفريق الدبلوماسي الأساسي المتبقي في كابول صغيراً بما يكفي ليتم إجلاؤه بسرعة.

ونقل أكسيوس عن مسؤول في الإدارة قوله: "لكل يوم قيمته، وهم (فريق السفارة) يستغلون الوقت لتجهيز تأشيرات الهجرة الخاصة (SIVs) للأفغان وإجلاء الموظفين المدنيين". وأضاف أن "يوم 31 أغسطس فترة طويلة من الآن. لن نتعرض للترهيب من هناك".

وأشار إلى أن الوضع على الأرض يتغير بسرعة كبيرة لدرجة أن كبار المسؤولين يتعاملون مع الأمر يوماً بيوم. لكن هذا يعبر عن التفكير السائد في أعلى مستويات إدارة بايدن اعتباراً من ليل الجمعة.

"عزل" كابول

كان المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي قال للصحافيين، الجمعة، يبدو أن طالبان "تحاول عزل كابول"، لكن العاصمة ليست تحت "تهديد وشيك". 

واعتبر، أن السرعة التي سيطرت بها طالبان على عواصم الأقاليم "تثير قلقاً بالغاً"، لافتاً إلى وصول أول دفعة من 3 آلاف جندي، أرسلوا للمساعدة في إجلاء العديد من الموظفين من السفارة الأميركية في كابول.

ووضع تقدم طالبان السريع، السفارات في كابول في حالة تأهب قصوى لمواجهة تصاعد أعمال العنف خلال الأيام المقبلة، وأجبرت القنصليات والبعثات الدبلوماسية الأخرى في البلاد على الإغلاق.

اقرأ أيضاً: